لا ينطبق على المواجهة المرتقبة بين الخصمين ريال مدريد وبرشلونة أي من المعايير السابقة التي لحقت بهما منذ انطلاق الموسم. لا كثرة الانتصارات ولا قلتها، لأي منهما، كما لا يمكن المرور بشكل عابر عن الأسماء العائدة بعد غياب الى المشاركة في الـ"كلاسيكو"، ولا الأسماء الكبيرة التي ستغيب.
يبدو الحديث عن حسم الفوز لطرف على آخر بمثابة الضرب بالمندل، أو حكاية من حكايا التبصير. فلكل مباراة بين الطرفين احتمالات علمية وبالأرقام للخسارة والفوز، لكن مع إطلاق الحكم صفارته، تلعب، كما دائماً، تفاصيل صغيرة، على حسم المباراة. لا شك أنها مباراة ثلاث نقاط فقط، لكن فيها يشارك برشلونة على أنها مباراة نهائية، لا لأهيمة المباراة فقط، بل يحتاج إليها للانطلاق من جديد في الدوري بعد النتائج المخيبة أخيراً. إحياء أمل الجماهير في الاحتفاظ باللقب، يجابهه سعي النادي الملكي الى توسيع فارق الصدارة. ما يضعف موقف برشلونة نظرياً، هو النتائج السيئة بالنسبة إلى حجم قوته والأسماء التي تقوده وقادته سابقاً من لقب الى آخر. تعادل مع ملقة وريال سوسييداد في الـ"ليغا"، وتعادل آخر مع هيركوليس في الكأس.

يبتعد ريال في الصدارة بفارق 6 نقاط عن برشلونة وإشبيلية

أما ريال فواصل نتائجه الإيجابية في 32 مباراة متتالية من دون خسارة، بفارق مباراتين فقط عن الرقم القياسي الذي هو 34، بقيادة المدرب الهولندي ليو بينهاكر في موسم 1988-89.
هذا هو ما يمكن الحديث عنه بالقول إن النتائج السابقة للكلاسيكو لا تعني أن الفوز سيميل الى طرف دون آخر. في العام الماضي، انتهت نتيجة الكلاسيكو على نفس الملعب، عكس السياق السابق للفريقين في البطولة ذاتها. يومها دخل الـ"بلاوغرانا"، وكان محققاً لرقم قياسي كبير وصل الى 39 مباراة متتالية من دون أي خسارة. مع ذلك، فاز ريال مدريد 2-1، بعدما كان النادي الكاتالوني متقدماً 1-0.
هدفان سجلهما وقتها البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيما، أما غاريث بايل فكان العامل المساعد الأول في مرتدات الفريق. هذه المرة سيتأثر ريال بغياب الأخير، وخصوصاً على صعيد المرتدات التي يبدو أنه بات يعتمدها بكثرة في المباريات الأخيرة، وتحسن في إنهائها بشكل إيجابي داخل شباك الخصوم. يصعب تعويض بايل، لكن لا يصعب الاعتماد على المرتدة، إذ يعاني برشلونة من غيابات في الدفاعات، التي أصلاً كانت تنكسر أمام سرعة خط هجوم ريال. من جهته، أعيد اكتمال خط برشلونة الأساسي وهو خط الوسط بعودة الـ"مايسترو" أندريس إينييستا، الذي سيلعب خلف الثلاثي (ميسي، نيمار وسواريز). كان غياب إنييستا واضحاً على لعب الـ"برسا". تباين منذ غيابه مستوى أداء فريق المدرب لويس إنريكي، وفشل الأخير بسد ثغرته حين حاول عبر أكثر من لاعب، لا البرتغالي أندريه غوميز، ولا البرازيلي رافينيا ألكانتارا، ولا حتى التركي أردا توران، نجحوا في سدها.
عودته ستعيد الانضباط الى خط الوسط، العمود الفقري لبرشلونة، وهذا الذي قد يعطي "البرسا" دفعاً إيجابياً في المباراة، لقدرته وذكائه في إمداد ثلاثي المقدمة بالفرص.
الـ"كلاسيكو"، بين الغريمين أكبر بتاريخه من ثلاث نقاط، لكن كما أنهما يلعبان للتاريخ، فإنهما يلعبان ليحصدا النقاط الثلاث، التي ستكون خطوة مهمة لكليهما؛ النادي الملكي للابتعاد بالصدارة عن الملاحقين له، وفي مقدمهم برشلونة، والنادي الكاتالوني لإعلان عودته من جديد إلى الصراع على اللقب.