تتوقف كرة القدم لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، إلا أنها تبقى تدور في إنكلترا وحدها، مهد اللعبة الأول. لا وقت هناك لاستمتاع اللاعبين بالاحتفالات المنزلية مع العائلة والأصدقاء، على غرار باقي لاعبي البطولات الأخرى، والسبب يعود الى الـ"بوكسينغ داي"، التقليد البريطاني العريق.
انطلقت الفكرة أساساً، قبل 150 عاماً، واستوحيت من يوم تقديم "صندوق هدايا الميلاد" للخدم والعمال من قبل رؤسائهم، وهي صناديق قد تضم نقوداً وهدايا وأحياناً أطعمة، لأخذها إلى عائلاتهم.
عام 1860، كُرس الـ"بوكسينغ داي" للرياضة، من لعبة الكريكيت وسباق الخيل، والرغبي، الى كرة القدم. ولُعبت أول مباراة رسمية خلاله بين هالام وشيفيلد، ليستمر هذا التقليد المثير للجدل حتى اليوم.
لطالما كانت مباريات الـ"بوكسينغ داي" مثيرة لمحبيها، إذ ترتفع فيها حدة المواجهة بين الفرق، صغيرة كانت أو كبيرة، والمفاجآت دائماً ما تكون على الموعد، وغالباً ما تتسم بأهداف كثيرة ونتائج غير متوقعة على الإطلاق، لعل أكثرها مفاجئة كانت عام 1963 حين سُجل 66 هدفاً في دوري الدرجة الأولى. كذلك، النتيجة الأكبر كانت حين مني إيبسويتش تاون بهزيمة تاريخية أمام فولام 1-10.
صحيح أن أكثر الأصوات الجماهيرية تدعم هذه المناسبة، لكن عاماً بعد آخر، ترتفع أصوات اللاعبين والمدربين التي تندد بها، لانعدام الراحة أمام اللاعبين. كل المطالب تدعو إلى إيقاف هذا التقليد، خوفاً من الإرهاق الذي يحلّ بهم، فضلاً عن عدم تمكن اللاعبين من الوجود مع عائلاتهم في فترة الأعياد.
وطبعاً، فإن الخسارة تقتل الفرحة في الأعياد، وتكون قاسية إلى حد كبير، ما ينهي البهجة المفترض أن تكون موجودة عند الأعم الأغلب أثناء الاحتفالات بالمناسبات. ولعل القصة التي نشرت عن مدرب ليفربول السابق الإيرلندي الشمالي براندن رودجرز تختصر المشهد. بعدما خسر فريقه أمام ستوك سيتي عام 2012، عاد الى منزله الذي يعج بالضيوف المجتمعين بمناسبة عيد الميلاد، وما كان منه إلا أن دخل المنزل وتوجّه سريعاً إلى غرفة نومه، دون أن يعود ويخرج منها.
ومع كل انطلاقة للـ"بوكسينغ داي"، يعود التذكير بسلبياته على صعيد البطولة أجمع، وعلى أداء الفرق الإنكليزية في البطولات الأوروبية، وأيضاً على المنتخب.

ترتفع في الـ"بوكسينغ داي" حدة المواجهة بين الفرق
وتحضر المفاجآت

يعود هنا إلى البال كلام مدرب مانشستر يونايتد السابق الهولندي لويس فان غال حين سُئل يوماً حول هذه النقطة، وكان انتقاده لهذه المباريات بالقول: "ليست هناك عطلة شتوية، هذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة إلى الكرة الإنكليزية. إنه ليس جيداً للأندية أو المنتخب الوطني. كم مضى من الوقت على اللقب الدولي الأخير لإنكلترا؟ جميع اللاعبين يصلون إلى نهاية الموسم وهم مرهقون".
يتطابق كلامه مع كلام العديد من المحللين والنجوم السابقين الذي أرجعوا تراجع مستوى الأندية على الصعيد الأوروبي إلى ازدحام جدول المباريات محلياً، من الدوري الى كأس رابطة المحترفين... ويندرج كلامهم بعد انحدار المستوى بشكل عام في بطولتي دوري أبطال أوروبا و"يوروبا ليغ"، حيث عانى العديد من الفرق الكبرى من خطر الإقصاء في مرحلة المجموعات، وعلى رأسهم يونايتد. عدا عن أن الفرق التي لا تمتلك دكة بدلاء قوية تعاني بشكل كبير حتى في البطولة المحلية.
لا شك أن الأسباب عديدة لذلك، لكن الإرهاق هو من أهمها التي أدت إلى تراجع مستوى الفرق الإنكليزية بشكل عام. لكن مقابل السلبية، هناك إيجابية، لا يمكن المرور عنها بشكل عابر. للـ"بوكسينغ داي" قوة جماهيرية واقتصادية، ففي الوقت الذي تنعدم فيه نسب المشاهدة لمعظم ما يعرض على الشاشات لمصلحة أعياد الميلاد، تأتي مباريات الكرة لترفعها، كما أنها تجعل الملاعب أمكنة استقبال العائلات في الأعياد.
في الـ"بوكسينغ داي" سيكون العيد في إنكلترا كروياً، وهو ما دأب الاتحاد الإنكليزي على إبقائه تاريخاً حاضراً لمحبي الكرة.




برنامج الدوري الإنكليزي (المرحلة 18)

- الإثنين:
واتفورد - كريستال بالاس (14,30)
أرسنال - وست بروميتش ألبيون (17,00)
بورنلي - ميدلسبره (17,00)
تشلسي - بورنموث (17,00)
ليستر سيتي - إفرتون (17,00)
مانشستر يونايتد - سندرلاند (17,00)
سوانسي - وست هام (17,00)
هال سيتي - مانشستر سيتي (19,15)

-الثلاثاء:
ليفربول - ستوك سيتي (19,15)

- الأربعاء:
ساوثمبتون - توتنهام (21,45)