كان واضحاً أن بايرن ميونيخ الألماني لن يدع سوق الانتقالات الصيفية تقفل أبوابها من دون إبرام صفقة كبرى. البافاري كان يحتاج إلى اسم كبير لغايات فنية وتسويقية يعزز به صفوفه، رغم قدوم الفرنسي كورونتان توليسو من ليون بمبلغ هو الأعلى في تاريخ النادي، غير أن الأخير لا يزال في عداد المواهب.
لكن الحيرة كانت حاضرة لدى مشجعي النادي، ذلك أن الرئيس التنفيذي لبايرن، كارل - هاينتس رومينيغيه، أكد قبل فترة أن ناديه لا يصرف المبالغ الطائلة لضم نجوم. هذه الحيرة تبددت ظهيرة أمس عندما أعلن بطل ألمانيا، على نحو مفاجئ، حصوله على النجم الكولومبي خاميس رودريغيز بالإعارة لمدة عامين من ريال مدريد الإسباني. هكذا، حقق بايرن مبتغاه ولم يحد عن المبدأ الذي وضعه رئيسه، إذ إن الصفقة ستكلّف النادي 5 ملايين يورو في العام الواحد مع بند يتيح شراء اللاعب في 2019 مقابل 35,2 مليون يورو بحسب صحيفة "بيلد". إنها، لا شك، صفقة ناجحة بكل المقاييس للبافاري ويمكن قراءتها من زوايا عدة تتعلق بالنادي الألماني وخصمه الإسباني.
أولاً، إن وصول خاميس إلى ملعب "أليانز أرينا" أقفل الباب تماماً على إمكانية التعاقد مع النجم التشيلياني أليكسيس سانشيز كما كان يُتداول في وسائل الإعلام المختلفة.
ثانياً، حصل بايرن على نجم موهوب ومتعدد الأدوار، وأهمها قدرته على صناعة الأهداف كما تسجيلها، فضلاً عن ميزة أنه سيلعب مجدداً تحت قيادة مدربه الإيطالي السابق في الملكي الذي كانت له اليد الطولى في قدومه إلى الريال حيث تألق معه، ومن ثم إلى البايرن، وهذا ما سيمنح الكولومبي الثقة والاندماج سريعاً في الفريق الألماني.
أما مؤشرات نجاح هذه الصفقة فمتعددة، وأبرزها أن خاميس سيعطي كل ما يملك في فريق كبير مثل بايرن وأيضاً ليثأر من الريال بعدما عانى ما عاناه في صفوفه وتحوّل في عهد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى أسير لمقعد البدلاء، رغم الوعود التي كانت تصل إلى مسامعه في كل مرة بأنه سيحصل على فرصته.

استعار بايرن
خاميس لمدة عامين مع بند يتيح شراءه

أضف إلى ذلك، فإن ما سيمنح الراحة لخاميس في إقليم بافاريا هو أن البايرن بارع في احتضان اللاعبين الوافدين إلى صفوفه. ونادراً، حتى لا نقول مطلقاً، ما يُسمع عن خلاف للاعب مع المدرب أو الإدارة فيه، وهذا ما كان يحتاج إليه الكولومبي الذي حمل موهبته من مدينة كوكوتا على الحدود الفنزويلية إلى أوروبا.
ثالثاً، إن بايرن أظهر مجدداً ذكاءه بعدم المخاطرة بدفع مبلغ كبير مقابل لاعب، بل عمد إلى استعارته كتجربة غير مكلفة قبل عملية الشراء، وهذا ما فعله في صفقة الفرنسي كينغسلي كومان من يوفنتوس الإيطالي، اذ تأكد من قدرة اللاعب على الارتقاء الى مستوى الضغوط في بايرن ثم ضمّه نهائياً.
رابعاً، فإن البافاري الباحث منذ عام 2014 عن اسم كبير بعد آخر النجوم الوافدين إلى صفوفه ألا وهو البولوني روبرت ليفاندوفسكي (الذي حتى اكتسب مزيداً من الشهرة معه) فإنه قطف هذا الاسم بصفقة رابحة ليردّ التحية في الوقت ذاته للريال غريمه على الملعب (وليس في المكاتب بحصول أكثر من صفقة بين الجانبين في الفترة الأخيرة) بعدما تمكن الملكي من أن يخطف النجم طوني كروس الذي يتألق في ملعب "سانتياغو برنابيو" حالياً والذي ندم عليه البافاريون كثيراً.
على المقلب الآخر، وانطلاقاً من النقطة الأخيرة، فإن هذه الصفقة تُعد خاسرة بكل المقاييس لريال مدريد الذي اشترى خاميس في صيف 2014 من موناكو الفرنسي مقابل 80 مليوناً، وإذا به يعيره لبايرن لعامين مقابل 5 ملايين يورو في العام الواحد مع بند يتيح شراءه بـ 35,2 مليون يورو، أي أن الملكي مرشح لخسارة حوالى نصف المبلغ، وهذا ليس بغريب عليه وقد حصل سابقاً مع العديد من اللاعبين مثل البرازيلي كاكا الذي اشتراه بـ 68 مليون يورو ثم عاد إلى ميلان مجاناً وكذلك مع أسيير إيارامندي الذي اشتراه من ريال سوسييداد في 2013 مقابل 32 مليون يورو ثم عاد وباعه للفريق ذاته في 2015 مقابل 17 مليون يورو.
هكذا، كانت صفقة خاميس من ريال مدريد إلى بايرن ميونيخ الحدث أمس، ويبدو أن الحديث عنها سيطول في الموسم المقبل.




أمنية أنشيلوتي تتحقق


عبّر الرئيس التنفيذي، كارلس - هاينتس رومينيغيه، عن السعادة في بايرن ميونيخ لضم خاميس رودريغيز، حيث قال: "نحن مسرورون لتمكننا من إنجاز هذا الانتقال"، مضيفاً: "ضم خاميس كان الأمنية الأكبر لمدربنا كارلو أنشيلوتي، بعد تجربتهما الناجحة في العمل معاً في مدريد". وتابع: "خاميس لاعب متنوّع جداً. يسجل الأهداف بنفسه، ويصنع الكثير منها، إضافة الى ذلك كله هو رائع في الكرات الثابتة. لا شك في أن هذا الانتقال يرفع من نوعية فريقنا".