يخرج رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا الى الرأي العام اليوم للحديث عن استضافة لبنان لبطولة آسيا الشهر المقبل في مؤتمر صحافي يعقده عند الساعة 16.00 في مقر الاتحاد. مؤتمر لن يكون كغيره من المؤتمرات، إذ ينتظر الجمهور اللبناني ما سيقوله كاخيا في موضوع الاستضافة، في ظل الكمّ الكبير من الأسئلة حول آلية الاستضافة وتمويلها.
استضافة لبنان للبطولة أصبحت أمراً واقعاً، لكن لا بد من توضيح سلسلة من الأمور للتاريخ وللمستقبل. قد لا يفيد الكلام عن مسؤولية كاخيا واتحاده في الدخول في مشروع تُرِك فيه الاتحاد وحيداً. ولا يفيد الحديث عن سبب قيام كاخيا بذلك، ولماذا لم يستشر ويحصل على موافقة التمويل وغيرها من الأمور التي أصبحت من الماضي، فالحديث يجب أن يكون عن المستقبل أي عن ما بعد 22 آب موعد انتهاء البطولة حين يجلس الجميع إلى طاولة "الحساب" مالياً وفنياً وتقنياً.
لا يختلف اثنان على أن استضافة لبنان لأي حدث قاري هو أمرٌ عظيم، فكيف إذا كان هذا الحدث هو بطولة آسيا للسلة، بغض النظر عن الكلام حول المنتخبات المشاركة ونوعية لاعبيها، سواء من الصف الأول أو الثاني، وتحديداً أوستراليا ونيوزيلندا. ولا شك في أنّ تحوّل لبنان الى قبلة أنظار آسيا السلّوية أمرٌ فيه الكثير من المكاسب، لكن السؤال الأهم ما هي الكلفة؟ وما هي تبعات استضافة مثل هكذا حدث، في وقت أدار فيه الجميع ظهرهم لاتحاد السلة؟ قد يكون الاتحاد أخطأ في الحصول على الاستضافة قبل تأمين التمويل، لكن ما حدث قد حدث. المهم ما سيحدث لاحقاً.

أيهما أهم استضافة كأس آسيا أم مستقبل كرة السلة اللبنانية؟

هذا هو السؤال الذي سيجد كاخيا نفسه مجبراً على الإجابة عنه. قيل الكثير عن طريقة تمويل الاستضافة، من تقسيط البدل المادي مقابل منح الاتحاد الآسيوي الحقوق للبنان على ثلاث سنوات، أي أن الاتحاد سيكون مضطراً إلى دفع مبلغ 600 ألف دولار سنوياً للاتحاد الآسيوي، فمن أين سيؤمن هذه الأموال؟
حُكي عن تأجيل تسديد مستحقات الشركات التي ستؤمّن الخدمات من إقامة ونقل وغيرهما، لكن من أين سيتم دفع هذه المبالغ؟
ملعب نهاد نوفل سيستضيف الحدث، فأين ملاعب التدريب؟
أسطول من اليد العاملة اللوجستية ستحتاج إليها البطولة، فكان الحديث عن متطوعين. هل يمكن استضافة بطولة بمتطوعين؟
الحديث هنا لا يزال عن الأمور اللوجستية، فماذا عن الفنية وما تحتاج إليه من أموال بهدف أن يكون منتخب لبنان صاحب الأرض والجمهور والحظوظ الكبرى في إحراز اللقب. هل أموال المنتخب مؤمنة؟ هل أموال المجنّس مؤمنة؟ والسؤال الأهم من أين؟
الاتحاد لا يملك سوى بطولة لبنان ومساعدة الوزارة كمصدر للتمويل. صحيح أن لبطولة آسيا شقّاً تسويقياً قد يستفيد منه الاتحاد، لكن هل هو كافٍ؟
بدأ الهمس على أن التمويل وسدّ الديون في السنوات المقبلة سيكون من بطولات الاتحاد، فهل هذا صحيح؟ وهل ترضى الأندية بأن تذهب أموالها لسد الديون؟
هي أسئلة ليست بهدف "التنقير"، لكن بهدف التنوير حرصاً على اللعبة وأهلها وتحديداً اتحادها حتى لا يصبح الأمر الواقع "واقعة" تقع على رأس اللعبة ومحبيها.