قبل أسبوع، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدة للاعب إيرلندي شمالي يُدعى ريان ماكلوغلين يلعب في فريق أولدهام في الدرجة الثالثة الإنكليزية، يظهر فيها وهو يحمل قميص برشلونة الإسباني في ملعب «كامب نو» مع عبارة: «فصل جديد. شكراً لكم جميعاً على رسائلكم، أنا أتطلّع لبداياتي في نادٍ كبير مثل برشلونة».هكذا بدا التفاجؤ كبيراً لمشجعي «البرسا» وغيرهم وحتى لوسائل الإعلام إزاء لاعب غير معروف ينتقل فجأة إلى برشلونة، ليتّضح في ما بعد أن الموضوع برمّته لم يكن إلا مزحة قام بها هذا الشاب، حيث كان فقط في زيارة سياحية لملعب «كامب نو» وابتاع من هناك قميص النادي الكاتالوني.

لكن إذا كان ما حصل مع هذا اللاعب يندرج في إطار الطرائف، فإن الكرة تشهد على لاعبين انتقلوا بالفعل إلى فرق شهيرة بضروب احتيال ونصب غير مسبوقة انطلت على مسؤولي الأندية ودوّنها تاريخ اللعبة.
هل سمع أحدكم باسم كارلوس هنريكه؟ هذا «اللاعب» الذي لُقّب بـ»القيصر»، نظراً إلى شبهه من حيث البنية الجسمانية بأسطورة ألمانيا فرانتس بكنباور، ارتدى قمصان أندية عريقة في البرازيل في الثمانينيات مثل بوتافوغو وفلامنغو وفلوميننسي وفاسكو دا غاما التي لعب فيها أشهر النجوم الذين مروا على الكرة البرازيلية، لكنه خالفهم تماماً ووُصف «بأعظم لاعب كرة لم يلعب الكرة أبداً»، حيث كان يقضي في كل من هذه الفرق فترة 3 أشهر، رغم أنه لم يكن يجيد ركل الكرة على الإطلاق بل كان يستغل علاقته بلاعبين برازيليين مشهورين مثل ريكاردو روشا وريناتو غاوتشو من أجل أن يقنعهم بالانتقال إلى فرقهم لفترة ثلاثة أشهر كاختبار، كما أنه نجح بنصبه في الانتقال إلى فرنسا مع أجاكسيو.

كارلوس هنريكه وعلي ديا تمكّنا من «الضحك» على أبرز الأندية


وعندما كان «القيصر البرازيلي» يحط رحاله في الفريق، فإنه كان يحاول أن يحظى بالشعبية فيه من خلال تنظيم الحفلات، وكان يوهم زملاءه بأنه يتقن العديد من اللغات وبأنه يجري محادثات مع فرق خارجية ويرفض عروضها وذلك من أجل أن تزداد قيمته في النادي والثقة به.
ولكي لا تنكشف خدعة هذا «اللاعب»، فإنه كان يدّعي الإصابة في الحصة التدريبية حتى يغيب أطول فترة ممكنة.
الطريف أنه في إحدى المرات عندما كان هنريكه في صفوف فريق بانغو ويتماثل إلى الشفاء من إصابته، فاجأه المدرب بوضع اسمه في قائمة الفريق للمباراة. وأثناءها، طلب منه أن يقوم بعملية الإحماء، لكن «القيصر» بدهائه لجأ إلى حيلة جديدة حيث اتجه إلى جماهير الفريق الخصم وقام بتوجيه الألفاظ النابية لها، ما دفع الحكم إلى طرده.
ونظراً إلى الشهرة المزيفة التي حصل عليها، فإن هنريكه وقّع على عقد مع إحدى الشركات لتصوير قصته الفريدة من نوعها، أما في 2018 فإن الصحافي روب سميث سيصدر كتاباً عن سيرته بعنوان: «القيصر: اللاعب الأعظم الذي لم يلعب كرة القدم أبداً».
مهلاً، فإن «القيصر» ليس «اللاعب» المخادع الأشهر في الكرة، بل إن لاعباً من السنغال يدعى علي ديا يفوقه نصباً، وقد تمكن من اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز قبل 21 عاماً بسن 31 عاماً رغم مستواه المتدني.
قصة هذا اللاعب بدأت حين تلقى مدرب ساوثمبتون حينها، غراهام سونيس، اتصالاً هاتفياً من أحد الأشخاص قال له بأنه من قِبَل النجم الليبيري السابق جورج وياه الحاصل في تلك الفترة على الكرة الذهبية، حيث عرض عليه تجربة ديا وأخبره بأنه قريب وياه.
وبالفعل، فإن ديا انتقل إلى الاختبار مع ساوثمبتون حيث كان مدعواً لخوض مباراة تجريبية، بيد أن الحظ أنقذه بإلغائها، ما فتح له الباب للمشاركة في «البريميير ليغ» بعدما ضربت الإصابات مهاجمي ساوثمبتون قبل المباراة أمام ليدز يونايتد، ما دفع سونيس إلى استدعائه للتشكيلة. وبدأت الفضيحة الكبرى في الدقيقة 32 عندما أصيب لاعب الفريق مات لو تيسييه، ما اضطر سونيس إلى إقحام ديا، حيث شارك لـ 53 دقيقة لم يلمس فيها الكرة أبداً، مقدماً أداءً كارثياً، ما دفع النادي إلى أن يفسخ عقده سريعاً بعدما احتل عناوين صحف إنكلترا كـ»أسوأ لاعب وأكبر خدعة في تاريخ الدوري الإنكليزي».