كان نجم الكرة الإيطالية أندريا بيرلو قادراً على استكمال عطائه مع يوفنتوس كما حصل في مواسمه الأربعة الأخيرة هناك، إلا أنه قرر التخلي عن أوروبا والانتقال الى الدوري الأميركي لاستكمال مسيرته مع فريق نيويورك سيتي.بيرلو (36 عاماً) بات قريباً من الاعتزال، وخلال 4 مواسم قضاها مع «اليوفي» صنع 164 هدفاً (سجل 19 هدفاً)، وفاز بالدوري أربع مرات وكأس إيطاليا مرة واحدة والكأس السوبر مرتين، ووصل الى نهائي دوري الأبطال.

بالطبع، سيكون صعباً عليه أن يحقق هكذا إنجازات في الولايات المتحدة، لكنه كباقي النجوم الذين سبقوه لن يخيب آمال جماهير فريقه، إذ إنه سيعمل على الأقل لقيادة فريقه نحو التتويج بالدوري.
المهم أنه في الأعوام الأخيرة، بات الدوري الأميركي عنواناً للنجوم المعتزلين من أوروبا مع تقدّمهم في السن. هم صفوة النجوم الذين شارفوا على الاعتزال، فتوجّهوا الى الأندية الأميركية، وكان أبرزهم النجم الإنكليزي ديفيد بيكام (لوس أنجلس غالاكسي)، البرازيلي كاكا (أورلاندو سيتي)، الفرنسي تييري هنري (نيويورك ريد بولز)، الإيرلندي روبي كين (لوس أنجلس غالاكسي)، الإسباني دافيد فيا (نيويورك سيتي)، الإنكليزيان فرانك لامبارد (نيويورك سيتي) وستيف جيرارد (لوس أنجلس غالاكسي)، وأخيراً بيرلو.
هذه الخطة التي اعتمدها الدوري الأميركي بجذب أسماء النجوم بدأت تثمر نجاحها، إذ لم يعد يتردد أي نجم باللعب في بلاد «العم سام»، ونقل خبراته الى الملاعب الأميركية لرفع مستواها، ونشر هذه الرياضة أكثر، بين رياضات تسبقها في الشعبية، مثل كرة القدم الأميركية وكرة السلة والبايسبول.
ما صرَّح به كاكا عند انتقاله من ميلان الى أورلاندو كشف عن إيمانه بالكرة هناك وبتطورها، وهو ما جعله يوافق على قرار الانتقال. قال نجم ميلان وريال مدريد السابق: «أتوقع أن تصبح كرة القدم اللعبة الأولى في الولايات المتحدة، مؤكداً رغبته في مساعدة الدوري في مسعاه لكي يصبح واحداً من أقوى 5 بطولات وطنية في العالم، وأن يجذب المزيد من اللاعبين الدوليين».

لم يعد النجوم
يترددون للانتقال للعب في الولايات المتحدة

في آخر حياتهم الكروية، يستفيد اللاعبون من فرصة اللعب كأساسيين، وأيضاً الحصول على رواتب عالية، إذ إن التعديلات على قوانين البطولة بخصوص الحد الأعلى لتمويل الانتقال والرواتب الخاصة باللاعبين الأجانب شجعت كثيرين على الانتقال.
ويحتل كاكا صدارة قائمة أعلى الرواتب بمبلغ 7.16 ملايين دولار سنوياً، وجيرارد بـ 6.2 ملايين دولا سنوياً، إضافة إلى 600 ألف دولار في حال فوز فريقه بالثلاثية، ولامبارد بـ 6 ملايين دولار سنوياً، بالإضافة إلى 1.55 مليون دولار في حال فوز فريقه بالثلاثية.
لكن لم تكن الرواتب العالية هي السبب الوحيد لانتقال هؤلاء النجوم، إذ إن الفترة التي يمتد خلالها الموسم تسمح لهم بالبقاء في دائرة الأضواء الأوروبية، وتحديداً عندما يستغلون فترة توقف البطولة لينتقلوا على سبيل الإعارة الى فريقٍ أوروبي، على غرار ما فعل بيكام بانتقاله الى ميلان، وهنري الذي عاد للعب مع أرسنال...
إذاً هي مصلحة مشتركة بين اللاعبين وبين الاتحاد الأميركي، أي الترويج للمسابقة من جهة والحصول على رواتب عالية من جهة أخرى.
سابقاً، فاجأ نجم مانشستر سيتي الفرنسي سمير نصري الجميع بقوله إن الانتقال للعب في الولايات المتحدة هو حلمه. لا شك في أنه سيحقق حلمه قريباً، إذ إن لاعباً بحجم نصري لن يجد صعوبة في إيجاد مكانٍ أساسي له في أحد الأندية. ولا شك أيضاً في أن بيرلو لن يكون آخر النجوم المنضمين الى الدوري الأميركي، فالمستقبل المرسوم للبطولة بعد جذب المزيد من النجوم، أن تصبح بفترة ليست بقصيرة هدفاً للاعبين أصغر سناً الذين سيبحثون عن الاحتراف في دوري الولايات المتحدة أو دوري النجوم.




الأساطير لعبت هناك

حاولت الولايات المتحدة سابقاً إحياء كرة القدم في بلادها، فعملت على التعاقد مع أهم نجوم العالم، اذ انضم البرازيلي بيليه الى نيويورك كوزموس حيث لعب 3 مواسم، سجل فيها 64 هدفاً وتوّج بلقبين محليين. ولحق به «القيصر» الألماني فرانتس بكنباور لأربعة مواسم. كذلك، سجل البرتغالي أوزيبيو حضوره باللعب لأربعة فرق أميركية، كما غادر «الهولندي الطائر» يوهان كرويف فريق برشلونة، ليلعب موسماً مع لوس أنجلس أزتيكس، وآخر مع واشنطن ديبلومتس.