غادرت أمس بعثة منتخب لبنان لكرة القدم الى أبو ظبي لخوض معسكر تدريبي قبل التوجه يوم الجمعة الى كوريا الشمالية عبر الصين لمواجهة أصحاب الأرض في 5 أيلول المقبل ضمن تصفيات كأس آسيا 2019 حيث يتصدر لبنان مجموعته برصيد ست نقاط.
مرحلة جديدة يخوضها المنتخب تشمل ثلاث مباريات في ظرف ثلاثة أشهر ستحدد إذا ما كان لبنان سيتأهل الى النهائيات الآسيوية التي ستقام في الإمارات.
لطالما اعتمد لبنان منذ سبع سنوات وليومنا هذا على اللاعبين المحترفين كرافعة للمنتخب، بدءاً من الأيام الذهبية في عهد المدرب الألماني ثيو بوكير وإنجاز التأهل الى التصفيات النهائية لمونديال 2014، مروراً بالمدرب الإيطالي جوسيبي جيانيني، وصولاً الى المدرب الحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش.

معظم لاعبي المنتخب المحترفين إما اعتزلوا أو عادوا الى لبنان


لكن انطلاقاً من هذه المرحلة، سيكون واقع المنتخب اللبناني مختلفاً. ذلك أن معظم لاعبيه المحترفين إما اعتزلوا أو عادوا الى لبنان، أو يخوضون تجربتهم الاحترافية الأولى في بلدهم الأم بعدما انطلقوا من ملاعب أخرى خارج لبنان.
قائد المنتخب حسن معتوق عاد. الحارس عباس حسن يلعب للمرة الأولى في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عدنان حيدر وسمير أياس. علي حمام قد يعود بنسبة كبيرة، وكذلك الأمر بالنسبة الى معتز بالله الجنيدي وربيع عطايا، ما يعني أن نصف منتخب لبنان واللاعبين البارزين فيه لم يعودوا لاعبين محترفين في الخارج ولو كانت عقودهم المحلية احترافية. فكيف سينعكس هذا على منتخب لبنان من الناحية الفنية؟
سؤال طُرح على مدربين اثنين كانت لهما بصمتهما مع المنتخب: بوكير ورادولوفيتش. الأول قاد مرحلة التألّق والإنجازات، والثاني يقود مرحلة التجديد.
بوكير يرى أن مجيء اللاعبين المحترفين الى لبنان سيكون له تأثير سيئ على المنتخب، فاللاعب المحترف يعيش ويختبر نمط حياة مختلفاً في الخارج، والأهم نوعية المنافسة التي يخوضها ومستوى التدريب الذي يتلقاه يومياً. بالنسبة الى بوكير، اللاعب اللبناني يعدّ من الجيدين في المنطقة، لكن ما يعوقه هو النظام الكروي (SYSTEM) السائد في لبنان. "الاحتراف الخارجي يؤمّن للاعب عدداً مطلوباً من المباريات لكي يرتفع مستواه، إضافة الى نوعية تدريب عالية يفتقر إليها في لبنان. هناك مدربون جيدون، لكن يلزمهم الدورات والصقل.

بوكير يرى أن تأثيره سلبي ورادولوفيتش يخالفه الرأي

خذ مثلاً محمد الدقة أو مالك حسون أو حسين حمدان. هؤلاء مدربون جيدون، وأنا أعرفهم تماماً، لكنهم يحتاجون الى من يطوّر مستواهم التدريبي. وبما أن من الصعب على الاتحاد اللبناني إرسال جميع المدربين الى الخارج لتلقي الدورات، فقد يكون من الجيد استقدام محاضرين من بلدان متطورة كروياً مثل إنكلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وليس استقدام محاضرين من بلدان يتفوّق عليها لبنان كروياً.
مشكلة ثانية هي عدد المباريات التي يخوضها اللاعب في الموسم، وهو عدد قليل ولا يساعد على رفع مستواه. أضف الى ذلك كثرة التوقف لأسباب مختلفة، ما يؤثر على الوتيرة التصاعدية للحضور البدني والفني للاعبين".
وعليه، فإن المدرب الألماني يرى أن مجيء اللاعبين الى لبنان سيكون له تأثير سلبي على المنتخب اللبناني.
أمرٌ لا يتفق معه بشكل كامل المدرب الحالي ميودراغ رادولوفيتش. فهو يعترف بأن لهذا الأمر تأثيراً سلبياً بسبب ضعف مستوى البطولة وافتقار المباريات إلى القوة، لكن في المقابل، هناك إيجابيات عديدة؛ منها "أن اللاعبين سيكونون تحت إدارتنا وأعيننا. وعليه، آمل أن ينجح هؤلاء اللاعبون في رفع مستوى البطولة وقوة المباريات. ما يريحني هو القدرة على تجميعهم بوتيرة أكثر من السابق كونهم موجودين في لبنان، إضافة الى قدرتنا على مراقبتهم بشكل أوضح.
وما أتمناه أن يرتفع مستوى التدريب كي يحافظ هؤلاء اللاعبون على مستواهم، وهذا ليس صعباً. برأيي، مجيء اللاعبين المحترفين الى لبنان سيكون له تأثير إيجابي أكثر مما هو سلبي".