عند الساعة التاسعة من مساء اليوم سيكون ملعب المدينة الرياضية مسرحاً لافتتاح الدوري اللبناني لكرة القدم. مباراة وحيدة ضمن الأسبوع الأول، لكنها مباراة بعشر مباريات. هي مواجهة بين العهد البطل والنجمة المنافس الأبرز. كثيرون ينتظرون هذه المباراة، لكن كثيرين أيضاً يسألون: هل تنتهي على خير؟
خدمت قرعة الدوري اللبناني لكرة القدم محبي هذه اللعبة. قد لا تجد شخصاً يحب كرة القدم، وتحديداً المحلية، لا يحلم بأن يكون افتتاح الدوري اللبناني بمباراة قمة. هي تلك التي ستجمع العهد والنجمة، وسط ترقب لعدد الحضور الجماهيري ونوعيته. ترقب لطريقة تعاطي الجمهور عامةً، بعد التجربة الناجحة في نهائي كأس النخبة، ولردّ الفعل على موضوع رفع سعر البطاقة. لكن هذا لا ينتقص من قيمة المباراة الفنية التي تتصاعد منها رائحة ثأرٍ عهداوي بعد خسارة النخبة لمصلحة النجماويين. هي مواجهة متجددة بين مدربين محليين، موسى حجيج من العهد، وجمال الحاج من النجمة. وكوكبة من اللاعبين ستتصارع على نقاط المباراة. لقاء الدوري بين الفريقين مختلف عن أي لقاء آخر في مسابقة أخرى. فهما المنافسان الرئيسيان على اللقب، وبالتالي الفوز هو بست نقاط وليس بثلاثة.
منافس ثالث لا يقلّ أهمية سيكون متابعاً لما سيجري على ملعب المدينة الرياضية. هو الأنصار الذي سيلعب الأحد في طرابلس مع صاحب الأرض عند الساعة 16.00. «الأخضر» آتٍ لإحراز اللقب فقط لا غير. رئيس النادي نبيل بدر، ضرب رقماً قياسياً في صرف المال لهذا الموسم. يريد أن يصعد في شهر أيار إلى منصة التتويج، رافعاً كأس الدوري بعد أن رفع كأس لبنان في الموسم الماضي. يعلم الأنصاريون أن المسألة ليست بالمال فقط. تجارب كثيرة تؤكّد ذلك. فتوظيف المال بطريقة صحيحة أهم من صرفه، لكن في النهاية لكل مجتهد نصيب، وفي أيار سيكون الجواب الشافي لما قام به الأنصار هذا الموسم.
بعيداً عن تلك الفرق والمنافسة على اللقب، هناك منافسات من نوع آخر. منها الصراع على المنطقة الدافئة وسط الترتيب، ومنها الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية، ومنها الدخول إلى النخبة.
المنطق يقول إن تسعة فرق ستتنافس في هذا المجال، أبرزها نادي الصفاء الذي سيتوجه فريقه إلى زغرتا غداً ضيفاً على السلام على ملعب المرداشية عند الساعة 16.00. صاحب الأرض يسعى إلى تكرار تجربة الموسم الماضي الممتازة والاستعداد لتمثيل لبنان في البطولة العربية.
الصفاء بقيادة المدرب محمد الدقة، يسعى إلى مراضاة بعض جمهوره الثائر على خيارات الإدارة واستغناءاتها هذا الموسم ليريح أعصاب جمهوره ويؤكّد له أن رؤية المسؤولين عن النادي فنياً وإدارياً لن تجعل الصفاء ممر عبور للأندية الأخرى، وهذا الأمر بدا بوضوح في كأس النخبة، إذ ظهر الصفاء بصورة جيدة.
غداً أيضاً يلعب الإخاء الأهلي عاليه مع الراسينغ عند الساعة 15.30 على ملعب بحمدون. لقاء بين صاحب أرض يسعى لبداية تعكس النقلة النوعية في أداء الإخاء بقيادة المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، في مواجهة فريق المدرب الجديد رضا عنتر الذي يسعى بدوره إلى أن تكون الزيارة الثانية لملعب بحمدون بعد أقل من شهر مثمرة أيضاً، حيث أحرز الراسينغ كأس التحدي على هذا الملعب في آب الماضي.
بعد غدٍ الأحد تختتم المرحلة الأولى بلقاءين: الأول يجمع النبي شيت وضيفه التضامن صور عند الساعة 15.30. صاحب الأرض مختلف كلياً عن الموسم الماضي. خسر العديد من اللاعبين الأساسيين، وحاول تعويضهم بتعاقدات يأمل أن تكون ناجحة. يعلم المسؤولون في النادي حجم الخطر الذي يواجههم هذا الموسم، وتحديداً خطر الهبوط، وبالتالي كل نقطة تعَدّ مكسباً هذا الموسم.
التضامن، من جهته، يسعى إلى بدء مشوار تجميع النقاط، سعياً وراء كأس النخبة بقيادة المدرب جمال طه. مهمة ليست بالسهلة في البقاع، لكن التضامن يملك جميع العناصر التي تسمح له بالعودة فائزاً من النبيت شيت.
اللقاء الأخير سيكون بين الوفدين الجديدين، الشباب العربي ومضيفه الإصلاح البرج الشمالي، على ملعب صور عند الساعة 15.30.
هو تكرار لمواجهة نهائي الدرجة الثانية الموسم الماضي الذي انتهى إلى مصلحة الشباب العربي، ولمواجهة أخرى في كأس التحدي أيضاً انتهت شبابية.
بطل الدرجة الثانية كان الأكثر نشاطاً على صعيد التعاقدات. اللقاء مع الإصلاح يشهد حدثاً لافتاً، هو ظهور قائد النجمة السابق عباس عطوي بقميص غير قميص النجمة حين سيرتدي كنزة الشباب العربي.
الإصلاح، من جهته، حاول تدعيم الفريق قدر الإمكان. يعرف صعوبة الصراع للبقاء في الدرجة الأولى، لكن في عالم كرة القدم كل شيء ممكن.