لطالما عُرف بايرن ميونيخ بلقب "فريق ألمانيا" بالنسبة الى الألمان الذين يدركون مدى ثقله في المنتخب الوطني. ولطالما قيل إن منتخب ألمانيا سيكون بخير إذا كان بايرن بصحة وعافية. لكن مع الأزمة التي يمرّ بها النادي البافاري، يبدو السؤال منطقياً حول إذا ما كان سيتأثر "المانشافت" بما يعيشه نجومه الذين يدافعون عن ألوان بطل "البوندسليغا".
الواقع أن مسألة تأثر المنتخب الألماني سلباً بما يعيشه بايرن لا تبدو أمراً مستبعداً على الإطلاق في حال استمرار الأزمة في بافاريا، وهي المسألة التي تقلق الكثيرين من محبي المنتخب الذين يشعرون بأن الخطر الوحيد الذي يهدد عرشهم العالمي هو داخلي، أي ما يحصل في أروقة بطل ألمانيا، وهو الأمر الذي بدا تأثيره أقله في الأشهر القريبة الماضية على أحد أكثر اللاعبين فعالية مع "المانشافت" وهو توماس مولر الذي عرف أياماً فنية صعبة مع المدرب السابق لبايرن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ما تركه بعيداً عن تركيزه وقدرة تهديفه عند التحاقه بتشكيلة المدرب الوطني يواكيم لوف.
ولا مغالاة في القول إن هوية وشخصية المنتخب الألماني يستمدهما عادةً من بايرن، إذ لا يمكن نسيان كيف أن لوف ذهب إلى اعتناق ما يعمل عليه المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أيام كان مدرباً للفريق البافاري، فأراد مدرب المنتخب نسخ ما رسمه "بيب" حتى لا يتغيّر شيء على لاعبيه، وبالتالي لكي يتمكن من إخراج الأفضل منهم، وهو ما أثمر لاحقاً لقباً عالمياً غالياً.
وقبل غوارديولا، كان لوف يستفيد مما اخترعه المدرب الهولندي لويس فان غال عندما حوّل باستيان شفاينشتايغر من لاعب جناح بطيء إلى نجم كبير في وسط الميدان. وكذا فعل عندما اقتبس ما عمل عليه يوب هاينكس بجعل طوني كروس لاعباً مشاركاً في أي شيء يحدث في منطقة ألمانيا أو منطقة الخصم ليكسر نمطية صانع الألعاب الصرف الذي اعتادته الفرق والمنتخبات الألمانية. وبطبيعة الحال، كان بايرن (عندما أحرز الثلاثية التاريخية) "فريق ألمانيا" فعلاً عندما كان هاينكس مدرباً، حيث شهدت التشكيلة الأساسية لـ"المانشافت" أحياناً مشاركة ثمانية لاعبين من بايرن...

لطالما قيل إن منتخب
ألمانيا سيكون بخير إذا كان
بايرن بصحة وعافية


صحيح أن بايرن غيّر فلسفته في عهد غوارديولا، مركّزاً على استقدام لاعبين أجانب، وخصوصاً الإسبان منهم، ما أدى الى انخفاض عدد الدوليين الألمان الى خمسة في ختام موسم 2014-2015، وبعدها الى أربعة في الموسم التالي، لكن بايرن بقي وفياً لتقاليده مقدّماً المزيد الى "المانشافت"، حيث اعتُبر جوشوا كيميتش أحد المكاسب المستقبلية التي لا تقدّر بثمن.
لكن اليوم، وبعد رحيل أنشيلوتي الذي ظلم لاعبين ألمان عدة مثل كيميتش، وأخيراً ماتس هاملس، يمكن القول إن تخطي بايرن لأزمته الفنية الحالية ووصول مدرب جدير بالاستفادة من لاعبيه المحليين سيعززان قوة المنتخب الألماني بشكلٍ رهيب وأكثر من أي وقتٍ مضى. وهذه المسألة تبدو واضحة من خلال وجود أبرز الأسماء الألمانية في الصفوف البافارية، والأهم أن بعضها يلعب أساسياً في بايرن والمنتخب، ما يعزّز الكيميائية الضرورية. وهنا يمكن ضرب المثل في مثلث الدفاع الذي يمثله كيميتش وهاملس وجيروم بواتنغ أو نيكلاس شوله الذي يتوقّع أن يكون بديل أحد قلبي الدفاع في بايرن والمنتخب. كذلك، فإن وجود سيباستيان رودي في مركزٍ داعم لمولر يمكن أن ينعكس إيجاباً على الوضع العام للمنتخب الذي سيحظى بوجود أكبر عدد من اللاعبين المتناغمين بعضهم مع بعض، والسبب يعود بالطبع الى ما يقدّمه بايرن إليه.
إذاً هو قلقٌ في محله، إذ صحيح أن الكل في ألمانيا يرصد قهر بايرن في "البوندسليغا"، لكن ضمنياً فإن محبي المصلحة الألمانية العامة يتمنون نهاية الأزمة سريعاً في "أليانز أرينا" وقبل حلول العام المونديالي الذين يأملون أن يكون مثالياً بالنسبة الى أبطال العالم.




برنامج مباريات الليلة للتصفيات الأوروبية

- المجموعة الثالثة
أذربيجان - تشيكيا (19.00)
إيرلندا الشمالية - ألمانيا (21.45)
سان مارينو - النروج (21.45)

- المجموعة الخامسة
أرمينيا - بولونيا (19.00)
مونتينيغرو - الدنمارك (21.45)
رومانيا - كازاخستان (21.45)

- المجموعة السابعة
إنكلترا - سلوفينيا (21.45)
مالطا - ليتوانيا (21.45)
اسكوتلندا - سلوفاكيا (21.45)