مجدداً، سيكون المنتخب السوري محور الحدث. هذا الحدث الذي صنعه السوريون بعرقهم وتعبهم وإرادتهم وعزيمتهم وثقتهم بأنفسهم عندما تمكّنوا من الوصول إلى ملحق آسيا في تصفيات مونديال روسيا 2018، حيث سيواجهون أوستراليا، اليوم الساعة 15,30 بتوقيت بيروت، ذهاباً في ماليزيا.
موعد لا شك يترقّبه السوريون ومعهم العرب وكثر في العالم، إذ إن "نسور قاسيون" كسبوا احترام العالم بأدائهم ونتائجهم التي أوصلتهم إلى هذه المرحلة المهمة التي لم يصل إليها المنتخب السوري في تاريخه، حيث شاء القدر أن يتحقق ذلك في ظل الحرب التي ترزح تحتها البلاد.
لاعبو المدرب أيمن حكيم تمكنوا من أن يحصدوا الإعجاب والالتفاف حولهم تحديداً في المباريات الأخيرة، وخصوصاً في الختام أمام إيران، حيث تسمّر السوريون ومعهم كثر خلف الشاشات لمتابعة مجريات المباراة التي انتهت بتعادل 2-2 في الدقيقة الأخيرة. صحيح أن الفرحة كانت ممزوجة بغصّة، إذ إن هدفاً واحداً كان كفيلاً بأن ينقل "نسور قاسيون" إلى روسيا. لكن، في المقابل، فإن الخروج بنقطة من ملعب "آزادي" أمام المنتخب الإيراني الأقوى في آسيا حالياً وأول المتأهلين إلى المونديال (علماً بأنهم تعادلوا معه ذهاباً أيضاً) وبالتالي استمرار الحلم أمر لا يُستهان به على الإطلاق وهو إنجاز بحد ذاته.

تواجه سوريا
أوستراليا في الملحق الآسيوي اليوم


الثقة. هي بالضبط الكلمة المفتاح لإنجازات السوريين في مشوارهم المونديالي حيث إنهم راكموها بشكل تصاعدي انطلاقاً من نتائجهم بالتعادل مع كوريا الجنوبية وإيران والفوز على الصين في عقر دارها في الذهاب. صحيح أن منتخب سوريا في المراحل التالية استفاد من استعادة فراس الخطيب وعمر السومة اللذين انضما إلى عمر خريبين ومحمود مواس والحارس إبراهيم عالمة والبقية، ما شكّل نقلة نوعية تجلّت بوضوح على أرض الملعب، إلا أن هذا لا يمنع من أن سلاح المنتخب السوري تمثّل بروح المجموعة والقتال نحو هدف واحد والثقة والإيمان بالقدرات، رغم كل الصعاب.
هذه الميزات، إضافة إلى الحافز الكبير بإكمال الطريق نحو الملحق الثاني أمام رابع الكونكاكاف، وصولاً إلى المونديال، تشكّل مصدر القوة للسوريين اليوم أمام الأوستراليين، وخصوصاً أن "نسور قاسيون" يدركون تمام الإدراك أن مثل هذه الفرصة التاريخية قد لا تتكرر إلا بعد ردح من الزمن.
صحيح أن مواجهة أوستراليا صعبة، إلا أن المنتخب السوري لا ينقصه شيء لتحقيق نصر جديد لن يكون مفاجئاً (إذ إن الإنجازات المستحقة المتتالية في التصفيات كانت كفيلة بإسقاط وصف المفاجأة عنها) وذلك استناداً إلى نتائجه أمام كبار آسيا، وخصوصاً أن أداء ونتائج "الكانغارو" لم تكن جيدة بتلقيه الخسارة أمام اليابان وتعادله مع العراق وتايلاند، والدليل عدم تأهله المباشر وحلوله ثالثاً في مجموعته، علماً بأنه خسر في الدور الثاني للتصفيات أمام الأردن 0-2، وهذا ما من شأنه أن يرفع نسبة معنويات السوريين وثقتهم بتحقيق نتيجة إيجابية.
وللتذكير، أيضاً فإن تجربة الأوستراليين في الملحق الآسيوي عندما كانوا يمثّلون أوقيانيا كانت مخيّبة عندما حرمهم رفاق علي دائي ومهدي مهدافيكيا وكريم باقري في المنتخب الإيراني من مونديال فرنسا عام 1998 بالتعادل 1-1 في طهران و2-2 في سيدني، علماً بأن "الكانغارو" كان حينها أقوى من الآن ويضم أسماء بارزة محترفة في الكرة الأوروبية مثل هاري كيويل ومارك فيدوكا والحارس مارك بوسنيتش، وبقيادة المدرب الإنكليزي تيري فينابلس.
هو الموعد الكبير الأول لمنتخب سوريا اليوم. القلوب مع "نسور قاسيون".