بعد انتهاء صخب التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، تعود الأنظار إلى البطولات الأوروبية الوطنية وتحديداً إلى بايرن ميونيخ الألماني الذي أعاد في خضمّ التوقف الدولي مدربه السابق يوب هاينكس عن اعتزاله ليقوده حتى انتهاء الموسم الحالي بعد إقالته مدربه السابق الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
كل ما قيل بأن البافاري اختار الحل الأفضل بالاعتماد على شخص مثل هاينكس في هذا التوقيت وفي ظل واقع بايرن الحالي يبدو في محلّه، إذ بغضّ النظر عن الخلافات بين الرئيس أولي هونيس والرئيس التنفيذي كارل - هاينتس رومينيغيه حول هوية المدرب الجديد بين خيار الأول بأن يكون يوليان ناغلسمان، وخيار الثاني بأن يكون توماس توخل، فإن عودة هاينكس تحمل إيجابيات كثيرة فنية ومعنوية، كما أنها تتيح المجال أمام بايرن لعدم التسرّع ودراسة ملف المدرب القادم في الصيف المقبل بتأنِّ وبأدق التفاصيل قبل اتخاذ القرار الحاسم.

انعكست عودة هاينكس ارتياحاً سريعاً في البيت البافاري


لا شك بأن عودة هاينكس انعكست ارتياحاً سريعاً في البيت البافاري، وهذا ما ظهر من خلال الترحيب الكبير من رموز الفريق الحاليين والسابقين بوصوله كما في السعادة التي استعادها مشجعو الفريق بعد الخيبات الأخيرة وأقساها الخسارة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 0-3 في دوري أبطال أوروبا، وهذا ما ظهر من خلال استقبالهم الحافل له خلال الحصة التدريبية الأولى تحت قيادته، إذ لا يخفى أن لهذا المدرب مكانة خاصة في قلوب البافاريين، حتى إنه الأقرب إليهم بعد إشرافه على الفريق 3 مرات سابقاً وخصوصاً بعد الثورة التي أحدثها عام 2013 وقيادته البافاري لثلاثية تاريخية، وبعد رحيله ظل اسمه على شفاه البافاريين في فترة الإسباني جوسيب غوارديولا وأنشيلوتي، إذ إن الجميع كانوا يشعرون بالحنين إلى فترته الأخيرة رغم أنها دامت عامين فقط.
هذا الجانب المعنوي الذي أرخى بظلاله سريعاً هو بالتحديد ما كان يحتاج إليه بايرن على صعيد الفريق والجمهور، وهو السبيل الأول في هذه الفترة الصعبة لاستنهاض همّة البافاري وإعادة الروح إليه، وخصوصاً أن هاينكس بدا واضحاً عند تقديمه للإعلام بأنه لم يكن يريد العودة إلى التدريب، بل إن صداقته مع هاينكس وحبّه لبايرن هما ما دفعاه إلى العودة لمساعدة الفريق في أزمته.
وبالتالي، وانطلاقاً من هذا الجانب المعنوي، فإن عودة هاينكس ستكون مفاعيلها الإيجابية على اللاعبين وتحديداً أولئك الذين كانوا على خلاف مع أنشيلوتي ومرّوا بأزمات مثل توماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هاملس والمخضرمين: الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي أريين روبن. كما ستنعكس على استعادة الجمهور ثقته بالفريق بعدما اهتزّت كثيراً.
لكن الفائدة ليست هنا فقط، إذ إن هاينكس سيقدّم إضافة كبيرة على الصعيد الخططي كما برع في ذلك عام 2013، وخصوصاً أنه خلال فترة اعتزاله كان مراقباً عن كثب وبهدوء للمشهد الكروي، والأهم أن قدومه يعيد الهوية الألمانية لبايرن والتي عُدّت سرّ نجاحاته والتي تحوّلت إلى إسبانية ــ برشلونية تحديداً ــ مع غوارديولا من خلال الاستحواذ والتمريرات القصيرة والتي كانت تنحو بالأداء نحو الملل، أما في الفترة القصيرة لأنشيلوتي فإن هوية الفريق فُقدت تماماً.
لكن المهم في كل هذا المشهد هو عودة هاينكس بحد ذاتها والتي تتخطى الإطار الرياضي لتضعنا أمام لاعب سابق ومدرب لطالما قدّم صورة للشخص المتفاني والمخلص، رغم أنه تعرّض للإجحاف كثيراً. إذ على صعيد مسيرته كلاعب، فإنه لم يلق الشهرة التي عرفها أبناء جيله مثل "القيصر" فرانتس بكنباور وغيرد مولر وغونتر نيتزر وبول برايتنر وغيرهم، رغم أن في رصيده 220 هدفاً في 369 مباراة في "البوندسليغا" وهو الهداف الثالث عبر التاريخ للبطولة بعد غيرد مولر (365 هدفاً) وكلاوس فيشر (268 هدفاً) والذي توَّج هدافاً في كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حالياً) وكأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حالياً) في الفترة التي لعب خلالها فيهما بين 1973 و1976 والفائز بالكثير من الألقاب المحلية والأوروبية والمتوَّج مع ألمانيا بكأس أوروبا عام 1972 وكأس العالم عام 1974.
أما الإجحاف الذي لقيه كمدرب فكان كبيراً، ورغم ذلك فقد بادله بالتفاني والوفاء، إذ في فترته الأولى مع البافاري بعدما قاده للقب عامي 1989 و1990 وحلوله ثانياً عام 1991 فإن الإدارة أقالته ولم يتوان هونيس لاحقاً عن الاعتراف حينها بأنه اقترف أكبر خطأ في حياته، لكن هاينكس لم يمانع في تلبية النداء عام 2009 ليحل بدلاً من يورغن كلينسمان في المراحل الأخيرة من الموسم، ثم إن هاينكس وفي خضمّ إشرافه على البافاري في الموسم التاريخي عام 2013 فإن الأخير أعلن مسبقاً عن تعيين غوارديولا خلفاً له بعدما قرر التوقف في نهاية الموسم، لكنه رغم ذلك واصل عمله بالتركيز ذاته وقاد الفريق إلى الثلاثية.
كما أنه عاش الإجحاف مع ريال مدريد الإسباني الذي أقاله في 1998 بعد موسم واحد، رغم أنه اختتمه بإعادة كأس دوري الأبطال إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" بعد غياب دام 32 عاماً.
أمام مشهد عام 2013، كان بإمكان هاينكس بعدما حقق نهاية مسيرة حالمة بالثلاثية، وبسن 72 عاماً حالياً، أن يكتفي ويبقى مستريحاً وحاملاً صورة ناصعة في أذهان الجميع، إلا أنه وافق على المخاطرة والتحدي واستجاب مجدداً لنداء قلبه وتفانيه وإخلاصه، وهذا ما يجعل عودته ذات قيمة عالية.




برنامج البطولات الأوروبية الوطنية

إسبانيا (المرحلة 8)

- الجمعة:
إسبانيول - ليفانتي (22,00)

- السبت:
أتلتيك بلباو - إشبيلية (14,00)
خيتافي - ريال مدريد (17,15)
ألافيس - ريال سوسييداد (19,30)
أتلتيكو مدريد - برشلونة (21,45)

- الأحد:
إيبار - ديبورتيفو لا كورونيا (13,00)
جيرونا - فياريال (17,15)
ملقة - ليغانيس (19,30)
ريال بيتيس - فالنسيا (21,45)

- الاثنين:
لاس بالماس - سلتا فيغو (22,00)
ألمانيا (المرحلة 8)

- الجمعة:
شتوتغارت - كولن (21,30)

- السبت:
بايرن ميونيخ - فرايبورغ (16,30)
هانوفر - أينتراخت فرانكفورت (16,30)
هيرتا برلين - شالكه (16,30)
ماينتس - هامبورغ (16,30)
هوفنهايم - أوغسبورغ (16,30)
بوروسيا دورتموند - لايبزيغ (19,30)

- الأحد:
باير ليفركوزن - فولسبورغ (16,30)
فيردر بريمن - بوروسيا مونشنغلادباخ (19,00)

فرنسا (المرحلة 9)

- الجمعة:
ليون - موناكو (21,45)

- السبت:
ديجون - باريس سان جيرمان (18,00)
كاين - أنجيه (21,00)
غانغان - رين (21,00)
ليل - تروا (21,00)
سانت إتيان - متز (21,00)
تولوز - أميان (21,00)

- الأحد:
بوردو - نانت (16,00)
مونبلييه - نيس (18,00)
ستراسبورغ - مرسيليا (22,00)