هاجم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، نظيره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو، متهماً إياه بالخضوع لـ «تهديدات» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية قرار «الفيفا» التزام «الحياد» بشأن أندية المستوطنات التي تلعب في الضفة الغربية.
وكان «الفيفا» قد أعلن الجمعة أنه سيلتزم الحياد بشأن القضية التي يطالب فيها الفلسطينيون بوقف ستة أندية تلعب بدعم وإدارة من الاتحاد الإسرائيلي، لكونها تلعب على الأراضي المحتلة عام 1967. وآثر «الفيفا» عدم التدخل في مسألة تتسم بـ «تعقيد وحساسية».
وقال الرجوب في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاتحاد في بلدة الرام: «حاول رئيس الاتحاد الدولي التهرب والمماطلة، وتلقى تهديدات من نتانياهو ووعده بخطة بديلة»، من دون تفاصيل إضافية.
وأضاف: «لا أعرف كيف تقف هذه المنظمة موقف الحياد تجاه اتحاد (الإسرائيلي) يمارس اللعبة على أرض ليست أرضه؟»، مشيراً إلى أن «الاتحاد الإسرائيلي لا يجرؤ على أن يقول إن هذه الأراضي هي أراضيه».
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الاتحاد المحلي «سيستمر في جهوده لدى محكمة الكاس (محكمة التحكيم الرياضية) لمعالجة التجاوزات التي ارتكبها رئيس الاتحاد الدولي».
وسبق للاتحاد الفلسطيني رفع القضية إلى محكمة التحكيم، التي من المتوقع أن تتخذ قراراً بهذا الشأن في كانون الثاني المقبل.
وفي هذا الصدد، قال الرجوب: «لدينا حق وسنواصل جهدنا مع محكمة الفيفا، بما في ذلك المحاكم السويسرية لمساءلة هذه المنظمة الدولية التي تخلت عن مسؤولياتها».
وبعدما كلف منذ أكثر من عامين لجنة دولية برئاسة الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، رفعت تقريراً بثلاث توصيات لحل القضية، أعلن «الفيفا» إثر اجتماع لمجلسه في الهند الجمعة الماضي أن «الوضع الحالي، لأسباب لا تتعلق بكرة القدم، يتصف بتعقيد وحساسية استثنائيين وبظروف واقعية معينة لا يمكن تجاهلها أو تغييرها من طرف واحد من قبل المنظمات غير الحكومية».
وأضاف: «بالنظر إلى أن الوضع النهائي لمناطق الضفة الغربية هو أمر يشغل السلطات القانونية العامة والدولية المختصة، اتفق مجلس الاتحاد الدولي على أن الفيفا، عملاً بالمبدأ العام المنصوص عليه في قوانينه، سيلتزم الحياد في ما يخصّ الأمور السياسية».
ورأى انفانتينو أن القضية «معقدة بشكل استثنائي» على خلفية النزاع في الشرق الأوسط، وتشمل «مسائل قائمة منذ عشرة آلاف عام، ولم يجرِ التوصل إلى حل لها بعد، وكرة القدم لن تتوصل إلى حل لها أيضاً».
ورأى أن «أي تدخل في الستاتيكو القائم في هذه الأراضي، في كل المنطقة، بما يتعلق بكرة القدم، سيكون له أثر مفاقم» للمشكلة.
وكان الرجوب قد انتقد القرار الدولي بعيد صدوره، مشيراً إلى أنه لا يمكن الفيفا أن يقف «على مسافة واحدة من الضحايا والجناة».
في المقابل، نوّه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان بقرار يشكل «انتصاراً عظيماً» للدولة العبرية، مشيراً إلى أن سعي الرجوب «لاستخدام الرياضة كسلاح سياسي ضد إسرائيل فشل، وسنواصل العمل لإسقاط مبادرات المقاطعة الفلسطينية».