إيطاليا الآن خارج مونديال روسيا. إلى ما قبل مباراة الليلة المصيرية أمام السويد في ذهاب الملحق الأوروبي، «الآزوري» ليس موجوداً في الحدث العالمي الذي لم تغب شمسه عنه إلا مرتين في التاريخ.
إلى ما قبل مباراة الليلة، المنتخب صاحب الباع الطويل في المونديال، وحامل اللقب أربع مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006 والوصيف في 1970 و1994 والذي قدّم نجوماً أفذاذاً للعبة أمثال باولو روسي وروبرتو باجيو وأليساندرو دل بييرو وفرانشيسكو توتي وجيانلوكا فيالي والحارس الأسطوري دينو زوف والحالي جيانلويجي بوفون وغيرهم الكثير الكثير، ليس بين المنتخبات التي ستوجَد في العرس الكروي.
ما حصل يوم الجمعة الماضي كان مفاجئاً بالتأكيد للجميع، فرغم تراجع قوة المنتخب الإيطالي، وهذا ما بدا واضحاً في التصفيات الحالية، إذ تعرض لخسارة قاسية أمام إسبانيا 3-0 وحقق فوزاً صعباً على منتخب العدو الإسرائيلي 1-0 ومثله على ألبانيا 1-0 وتعادل على أرضه أمام مقدونيا المتواضعة 1-1، لكن قليلين كانوا يتوقّعون أن لا يكون «الآزوري» حاضراً للامتحان في استوكهولم وأن يتلقى الخسارة 0-1، فالتوقعات كانت تذهب إلى أن الطليان رغم مشاكلهم سيخرجون على الأقل بتعادل، ولو بنتيجة سلبية، إذ هذا ما عرف عن المنتخب الإيطالي، بأن يكون في الموعد عند التحديات، هذا ما عوّدَنا إياه، لكن ليس بالتأكيد هذا المنتخب الذي لا يشبه إيطاليا على الإطلاق. ليس هذا المنتخب الذي بدا مفتقداً روحية الفوز والقتالية في الأداء.

تلتقي إيطاليا الليلة
مع السويد في إياب الملحق
بعد خسارتها ذهاباً 0-1

جيامبييرو فينتورا. هذا الاسم وحده يلخّص مأساة إيطاليا. هذا المدرب الذي سقط فجأة على المنتخب الإيطالي، رغم ضعف تجربته قلب الأمور رأساً على عقب، لكن نحو الأسوأ. السؤال الذي يطرح نفسه بعد النتائج التي حققها المنتخب الإيطالي، وأدائه وافتقاده لهوية لعب محددة هو: كيف عيّن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم فينتورا المجهول لكثيرين في منصب مدرب لمنتخب بحجم الـ «آزوري» وتاريخه؟
المسألة هنا لا تتعلق فقط بالفكر التكتيكي لهذا المدرب وأخطائه الكثيرة، وبينها مثلاً عدم إشراكه النجم الأول حالياً في إيطاليا روبرتو إنسيني إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة أمام السويد، فضلاً عن خطته العقيمة، بل إن هذا المدرب لا يشبه إيطاليا في شيء. أين هو من شخصية سلفه أنطونيو كونتي؟ لا مجال للمقارنة على الإطلاق. شتان بين ما يقدّمه فينتورا وما قدّمه كونتي، رغم أن الأخير لم يكن يمتلك الأدوات ذاتها في فترته، غير أنه تمكّن من أن يصنع منتخباً قوياً «من لا شيء»، وقدّم مستوى رائعاً في كأس أوروبا 2016 في فرنسا.
كل الكلام غير مجدٍ حالياً في وضع إيطاليا. تاريخ الـ «آزوري» على المحك. لا بد من عمل، من عمل كبير لإنقاذ المنتخب الإيطالي. لا بد من أن يخرج اللاعبون من قمقمهم ويُظهروا تلك الـ «غرينتا» أو الروح الحماسية التي ميّزت الطليان على الدوام وأجادوها بإتقان. التعويل على فينتورا لن يكون مفيداً، لا بد أن تكون الأمور في أيدي اللاعبين الذين يرتدون هذا القميص الشهير. لا بد من أن يلعب القائد بوفون دور مدربه. أن يكون المحفّز والملهم لزملائه، لا بد من خبرته الطويلة في هذا الوقت. الكل ينتظر من إيطاليا أن تنتفض وتتفوّق على ذاتها. حتى من لا يشجع إيطاليا لن يرضيه أن يكون الـ «آزوري» خارج المونديال. لا نكهة للمونديال وحلاوة المنافسة من دون إيطاليا. حتى المونديال يدقّ قلبه على إيطاليا، إذ إن غيابها سيُعدّ خسارة كبيرة.
الليلة، وفي ذلك الملعب التاريخي في ميلانو، في «سان سيرو»، لا بد من أن تكون إيطاليا... إيطاليا التي نعرف.

نتائج الملحق الأوروبي لمونديال روسيا 2018

اليونان – كرواتيا 0-0 (1-4 ذهاباً) (تأهلت كرواتيا)

سويسرا – إيرلندا الشمالية 0-0 (1-0) (تأهلت سويسرا).


- اليوم:
إيطاليا – السويد (0-1 ذهاباً) (21,45)

- مباريات دولية ودية
روسيا – الأرجنتين 0-1
سيرجيو أغويرو (86).

إسبانيا – كوستاريكا 5-0
جوردي ألبا (6) وألفارو موراتا (23) ودافيد سيلفا (51 و55) وأندريس إينييستا (73).
قطر – تشيكيا 0-1
مقدونيا – النروج 2-0

- اليوم:

أرمينيا – قبرص (16,00)
جورجيا – بيلاروسيا (16,00)
بلغاريا – السعودية (19,00)
تركيا – ألبانيا (19,30)
كوسوفو – ليتوانيا (20,30)
فنزويلا – إيران (21,00)
بولونيا – المكسيك (21,45)