الرجل، بتفكيره الفلسفي الاستثنائي، ذهب إلى أبعد من مسألة الفوز بمباراة قد يراها البعض هامشية، ولو أنها تدخل ضمن صراع الفريقين على صدارة المجموعة التي بالتأكيد سيكون صعباً على بايرن خطفها، لكونه سقط بثلاثية في أولى مواجهتيهما.
المهم أن الخسارة المذكورة التي أطاحت رأس المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حوّلت بطل ألمانيا إلى فريق أفضل مع الاستعانة بهاينكس لإنقاذ السفينة البافارية قبل غرقها. وباستثناء الخسارة المحلية الوحيدة التي لقيها أمام بوروسيا مونشنغلادباخ بفعل كثرة الإصابات التي ضربت الفريق، قدّم بايرن بقيادة المدرب «العجوز» كرة هجومية جميلة، لكن هذا الأمر برز أكثر في «البوندسليغا»، لا في دوري الأبطال، إذ بدا الفريق مهزوزاً أحياناً عند مواجهته لسلتيك الاسكوتلندي وأندرلخت البلجيكي.
من هنا، ورغم قيامه بالمطلوب أمام الخصمين الآخرين في المجموعة، فإن الفوز الليلة في ظروف يفتقد فيها بايرن عدداً لا بأس به من اللاعبين الأساسيين في حسابات هاينكس، هو أكثر من مهم، إذ سيعرف مدى استعادته لعافيته أمام فريقٍ قادر على اختباره بالشكل المطلوب دفاعياً وهجومياً. كذلك سيمنح الفوز ثقةً لكل اللاعبين الذين يأخذون دوراً أكبر في غياب الخيارات الأولى، ما يعزّز من الوضع المعنوي المرتفع في صفوف بايرن قبل الدخول في المراحل الحساسة.
مكاسب معنوية بالجملة تنتظر بايرن في حال فوزه الليلة
وهنا لا يختلف اثنان على أن بطل «البوندسليغا» شعر في تلك الأمسية التي خسر فيها أمام باريس سان جيرمان بأن أحدهم أخذ مكانه بين كبار أوروبا، وهو أمر لم يكن مرضياً له، والأكيد أنه هزّ ثقة لاعبيه الذين ظلوا لأسابيع عدة يتحدثون عن تلك السقطة المريرة. لذا، إن الفوز سيعيد إليهم ما فقدوه من إيمان بفريقهم وأنفسهم، لكن عليهم أولاً النجاح في كبح جماح فريقٍ جائع أوروبياً، وبُني أصلاً للفوز بدوري الأبطال قبل أي شيء آخر.
الواقع أن مواجهة باريس سان جيرمان هي أفضل اختبار لبايرن من أجل معرفة مستواه الحقيقي الحالي، إذ بمجرد ايقافه الثلاثي البرازيلي نيمار، الأوروغواياني إدينسون كافاني وكيليان مبابي، سيكون قد كسب جرعة معنوية كبيرة، إذ قلّة هي الفرق التي سيواجهها لاحقاً، وهي تملك ثلاثياً مرعباً على هذه الشاكلة. لذا، ستكشف المباراة مدى قوة بايرن الذهنية، ومدى حجم الروح التي اكتسبها مع مجيء هاينكس الذي يعمل كثيراً على الجانب النفسي للاعبيه الذين عرفوا دائماً من أين تؤكل الكتف عندما يلعبون في «أليانز أرينا»، حيث حققوا الفوز هناك في 16 مباراة متتالية في المسابقة قبل أن يسقطوا أمام ريال مدريد الإسباني (1-2) في ربع النهائي الموسم الماضي.
أضف أن الفوز المقترن بالأداء الجيّد مهم جداً لبعض اللاعبين فردياً، وعلى رأسهم توماس مولر الباحث عن استعادة مستواه المميز بعد تعرّضه للإصابة وابتعاده عن الملاعب، وهو الذي بدأ يشعر أصلاً بأن مركزه مهدَّد في منتخب بلاده قبل أشهر على انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
نجمٌ آخر سيأخذ هذه المباراة من جانب معنوي صرف، هو هدّاف بايرن البولوني روبرت ليفاندوفسكي الساعي إلى لعب دورٍ قيادي على الساحة الأوروبية يشبه أولاً دوره المؤثر في منتخب بلاده، وثانياً، وهو الأهم، لكي يؤكد للعالم أنه في نفس مرتبة أولئك النجوم الذين يحملون فرقهم على أكتافهم في أصعب التحديات، وبينهم ضيفه نيمار.
برنامج دوري أبطال أوروبا
- الثلاثاء:
■ المجموعة الأولى:
مانشستر يونايتد الإنكليزي - سسكا موسكو الروسي (21,45)
بنفيكا البرتغالي - بازل السويسري (21,45)
■ المجموعة الثانية:
بايرن ميونيخ الألماني - باريس سان جيرمان الفرنسي (21,45)
سلتيك الإسكوتلندي - أندرلخت البلجيكي (21,45)
■ المجموعة الثالثة:
روما الإيطالي - قره باخ الآذري (21,45)
تشلسي الإنكليزي - أتلتيكو مدريد الإسباني (21,45)
■ المجموعة الرابعة:
أولمبياكوس اليوناني - يوفنتوس الإيطالي (21,45)
برشلونة الإسباني - سبورتينغ البرتغالي (21,45)
- الأربعاء:
■ المجموعة الخامسة:
ليفربول الإنكليزي - سبارتاك موسكو الروسي (21,45)
ماريبور السلوفيني - إشبيلية الإسباني (21,45)
■ المجموعة السادسة:
فيينورد الهولندي - نابولي الإيطالي (21,45)
شاختار دونيتسك الأوكراني - مانشستر سيتي الإنكليزي (21,45)
■ المجموعة السابعة:
بورتو البرتغالي - موناكو الفرنسي (21,45)
لايبزيغ الألماني - بشيكطاش التركي (21,45)
■ المجموعة الثامنة:
ريال مدريد الإسباني - بوروسيا دورتموند الألماني (21,45)
توتنهام الإنكليزي - أبويل نيقوسيا القبرصي (21,45)
