مرّ ما يقارب الثلاثة أشهر والنصف على انتهاء بطولة آسيا لكرة السلة واتحاد اللعبة في حالة من الموت السريري أو الشلل الرباعي. جلسات تعقد بغياب الرئيس بيار كاخيا ونائبه رامي فواز، ودعوات من كاخيا لعقد جلسات لا يلبيها الأعضاء.حالة من الانقلاب على التحالفات الانتخابية وكلام كبير حول رشى ودفع أموال وفساد وسرقة.

فجأة، تغيّرت الحال ومن كان يريد الانقلاب على التحالف الانتخابي الذي أوصله الى اللجنة الإدارية عاد وتراجع. ومن هو "فاسد ودافع رشاوى" أي رئيس الاتحاد بيار كاخيا، بحسب ما قال حلفاؤه السابقون، أصبح بالإمكان إعادة فتح خطوط معه وإعادة تموضع جديدة بعدما ظهر أن الطريق التي سلكت لن توصل الى عودة بعض الأعضاء الى اللجنة الإدارية في حال حصول استقالات وانتخابات، في ظل سقوط خيار إعادة توزيع المناصب، فما جمعهم وقت الانتخابات من الصعب أن يفرقه إنسان.
ويفترض أن تُعقد جلسة للاتحاد اليوم، حيث ينتظر أن تتم مناقشة ملف بطولة كاس آسيا بالتفصيل، لكن ما هو شبه مؤكّد أن الرئيس كاخيا ونائبه رامي فواز لن يكونا حاضرين، ويرجّح أن يغيب روجيه عشقوتي أيضاً. إذاً، الجلسة لا معنى لها أو نتيجة لها كون الطرف المعني قد يغيب، وهو الذي يعتمد على القضاء لتبرئة ساحته بعد اللجوء اليه وتسليمه ملف كأس آسيا. أمرٌ نتج منه ثلاث زيارات للجنة الخبراء الى الاتحاد وإطلاعهم على الملفات كافة ومحاضر الجلسات بحضور فواز، رغم اعتراض الأمين العام شربل رزق على حضوره وتمسّك فواز بحقه كنائب للرئيس ودعم لجنة الخبراء له انطلاقاً من حقه القانوني.
على صعيد الانتخابات، لا يبدو أن هناك حماسة لدى الممسكين بالجمعية العمومية لإجرائها قريباً أو في المدى المنظور. في الوقت عينه، لا يبدو أن فريق بيار كاخيا مستعجلاً للعودة والجلوس إلى طاولة واحدة مع من انقلبوا عليه، قبل أن يقول القضاء كلمته. في مكانٍ آخر، يبدو الفريق الانقلابي بحسب مسؤول سلّوي معني بالأزمة محشوراً من ناحية عدم قدرته على العودة الى الاتحاد في حال حصول انتخابات، وخصوصاً في ظل تضعضع الثقة به نتيجة لانقلابه، وفي الوقت عينه غير قادر على تحمّل اتحاد يعيش حالة موت سريري. ولم تنجح المحاولات التي قام بها أعضاء هذا الفريق لفك الارتباط بين كاخيا وفواز عبر رسائل حملها عضو الاتحاد السابق فيكين جيرجيان الى كاخيا، في ظل تمسك الأخير بفواز.
لكن السؤال الأهم الذي يطرحه قطب سلّوي كبير كيف يمكن أن يجلس هؤلاء الأطراف، بعضهم مع بعض، مجدداً بعد كل الاتهامات التي كالوها لبعضهم البعض؟ سؤال في مكانه في ظل آخر ما تم تداوله عن تقاضي الأمين العام شربل رزق راتباً شهرياً من كاخيا بقيمة 3000 دولار، وهو أمر طُرح في جلسة للجنة الإدارية وسأل عنه أكرم الحلبي شخصياً في ظل وجود تسجيل صوتي من كاخيا الى نائب الرئيس ضومط كلّاب يبلغه فيه بذلك، فكان جواب رزق بأنه سيتوجه الى القضاء لملاحقة كاخيا قانونياً، لكن حتى هذه اللحظة لم يفعل ذلك.
وبانتظار جلسة الاتحاد اليوم، وما سينتج منها، يبقى الترقب سيّد الموقف حيال مستقبل الاتحاد الذي هو أقرب إلى السقوط منه الى الاستمرار بالتنفس الاصطناعي.