لطالما كانت مباراة «إل كلاسيكو» الشهيرة محطة مفصلية في موسم ريال مدريد وبرشلونة، وهي لن تشذّ هذه المرة عن القاعدة الكلاسيكية التي سارت عليها لمواسم عدة.عناوين كثيرة تمرّ بالبال قبل موقعة السبت، وهي ترتبط بمكان ما بالمستوى الفني للفريقين ووضعهما على لائحة الترتيب العام، وبمستقبل كلٍّ منهما أو بالشكل الأصح مستقبل مدربيهما تحديداً.
الواقع أن كل شيء قدّمه الفريقان حتى الآن هذا الموسم سيضعانه خلفهما، إذ حتى رَفْع ريال مدريد لكأس أخرى السبت الماضي لا يعني شيئاً، ولا حتى الأداء الكبير الذي يقدّمه برشلونة في «الليغا» سيعني الكثير في مباراة لها حساباتها الخاصة دائماً.

لكن رغم ذلك، لا يمكن إسقاط كل شيء بدا عليه كلٌّ من «البرسا» والريال خلال الموسم. فمن ناحية الأول، صحيح أن المدرب إرنستو فالفيردي تسلّم منصبه منذ 6 أشهر فقط، لكنه يعلم ما يريده من المباراة، وخصوصاً مع تقدّمه بفارق 11 نقطة عن الغريم التقليدي. المهم بالنسبة إلى فالفيردي سيكون الخروج من «سانتياغو برنابيو» من دون خسارة. وهذه المسألة ستكون متاحة رغم أن الفريق الكاتالوني سقط في أول اختبار أمام نظيره المدريدي في الكأس السوبر الإسبانية عشية انطلاق الموسم الجديد. لكن منذ تلك المناسبة تغيّر كل شيء: برشلونة صعد بمستواه، وريال مدريد تخبط بأدائه.
وهنا لا شك في أن من يعرف برشلونة عن كثب يعلم بأن حظوظه أكبر للفوز باللقاء الناري وإنهاء الأمور مع الريال في الدوري مبكراً. وبرشلونة أصلاً مرشّح لفعلها حتى لو لعب في مدريد، والمواسم الأخيرة شاهدة على ذلك، إذ لا يمكن نسيان الطريقة التي أنهى بها المباراة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الموسم الماضي، ليستمر تفوّق «البلاوغرانا» في المواسم الأخيرة، إذ فاز برشلونة 4 مرات في 6 زيارات لمدريد، بينها واحدة بنتيجة 4-0، وهي النتيجة التي شكّلت بداية النهاية بالنسبة إلى المدرب رافايل بينيتيز.
وعبارة «بداية النهاية» يمكن وضعها في عنوان يضم اسم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، إذ إن خسارة قاسية في «سانتياغو برنابيو» وتبخّر الحظوظ في الحفاظ على لقب «الليغا» سيضعانه في دائرة خطر كبير، إذ يعلم الكل أنه مهما فعله أي مدرب، يبقَ مطالباً بالارتقاء إلى أعلى مستوى في كل مرحلة من مراحل ولايته. ويمكن سؤال فيسنتي دل بوسكي، وقبله الألماني يوب هاينكس، وبعده الإيطالي كارلو أنشيلوتي، عن هذه المسألة.

فاز برشلونة 4 مرات
في آخر 6 زيارات لمدريد


هل زيدان في خطر؟ هي مسألة موجودة وحاضرة، بلا شك، في أحاديث الغرف الضيّقة في ريال مدريد، إذ ما لا يعرفه كثيرون أنه منذ اليوم الأول لإعطاء الرئيس فلورنتينو بيريز الثقة للفرنسي، كان هناك تيار معارض داخل الإدارة لهذه الخطوة، على اعتبار أن «زيزو» لا يملك الخبرة التدريبية الكافية. ردّ زيدان كان بحصد اللقب تلو الآخر، لكن البعض كان ينتظره على غلطة، وقد كان هؤلاء ينتظرون المباراة أمام إشبيلية ليحركوا أقلامهم الصحافية في هذا الإطار لتنشر صورة سوداء عن المدرب. مباراة انتهت بنتيجة 5-0 لمصلحة الفريق الملكي، فتوقفت الأقلام عن العمل، لكنها بالتأكيد لا تزال متأهبة بانتظار نتيجة «إل كلاسيكو».
إذاً المباراة الأهم في العالم ليست هذه المرة مجرد معركة في حرب طويلة بدأها الناديان منذ زمن طويل، فهي معركة مفصلية في موسمهما المحلي، فأحدهما سيحصل على هدية عيد الميلاد مبكراً، فإذا فاز برشلونة يضمن طريقاً أسهل نحو منصة التتويج، وإذا فاز الريال يتفادى الانفجار الكبير الذي سيقتل طموحاته في البقاء على أقرب مسافة ممكنة قبل انتصاف الدوري، والأهم أنه سيقتل أحلام مدربه بالبقاء لفترة أطول على رأس الجهاز الفني في البيت الأبيض.




برشلونة لا تصفّق لمدريد

أثارت مسألة «الممر الشرفي» جدلاً كبيراً منذ اللحظة التي فاز فيها ريال مدريد بمونديال الأندية، إذ حُكي عن قرار يجبر لاعبي برشلونة على الوقوف مصفقين لغريمهم عند الدخول إلى مباراة «إل كلاسيكو». لكن مدير العلاقات في برشلونة، غييرمو أمور، حسم الجدل في هذه المسألة، بالإشارة إلى أنه يُنفَّذ عندما يكون الفريق البطل فائزاً بلقب الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا فقط.
وهذه النقطة كان قد أشار إليها لاعب «البرسا» جوردي ألبا بقوله: «الممر يوجد في المسابقات التي نشارك فيها معاً، ونحن لم نلعب في كأس العالم للأندية».