تتصاعد رائحة الثأر من ربع نهائي كأس لبنان لكرة القدم. فهذا الدور لن يكون عادياً كونه يتضمن مواجهتين من العيار الثقيل، الأولى عبارة عن نهائي مبكّر بين قطبَي الكرة اللبنانية النجمة والأنصار غداً الخميس عند الساعة 16.00 على ملعب المدينة الرياضية. أما المواجهة الثانية، فهي عبارة عن تصفية حسابات بين طرابلس ومدربه موسى حجيج من جهة، والعهد من جهة أخرى اليوم عند الساعة 16.00 على ملعب صيدا البلدي.
لقاء اليوم له أكثر من عنوان، فهو مواجهة بين حجيج وفريقه السابق العهد، حيث بدأ معه هذا الموسم قبل إقالته. وهي المواجهة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع، حيث فاز العهد في الأسبوع الخامس عشر من الدوري 1 - 0، وبالتالي يسعى حجيج إلى الثأر لإقالته ولخسارته. لكن المواجهة، هذه المرة، لن تكون كما الأولى على ملعب المرداشية، بل على ملعب صيدا الذي حقق عليه طرابلس الفوز الوحيد منذ تسلّم حجيج مهمته، وكان على فريق الأنصار، في حين أنه خسر في أربعة لقاءات أخرى، مرتين في بحمدون أمام الصفاء والإخاء الأهلي عاليه وخسارة على ملعب طرابلس أمام النجمة.

تفوح رائحة الثأر
في المباراتين الأبرز
في الكأس



ويبدو من خلال النتائج أن طرابلس مع حجيج يبدو أفضل على الملاعب الكبيرة بالعشب الطبيعي منه على الملاعب الأصغر بالعشب الصناعي. صحيح أن طرابلس خسر من النجمة على ملعب رشيد كرامي البلدي، لكنها خسارة غير مستحقة وجاءت في الوقت الإضافي ومن ركلة جزاء بعد عرض كبير قدمه الطرابلسيون. إذاً، يمكن القول إن ملعب صيدا قد يكون فأله خيراً على الطرابلسيين، لكن في الوقت عينه لديه محاذيره أمام فريق كالعهد يملك جميع عناصر الفوز واللعب المفتوح والسريع. ولعل أكثر ما قد يكون مقلقاً هو سوء أرضية الملعب في الآونة الأخيرة.
العهد من جهته لا مجال لكلام آخر غير الفوز، فالخسارة تعني الخروج من المسابقة وهو أمرٌ ليس بوارد عند فريق لا يسعى فقط إلى الثنائية، بل إلى الثلاثية مع عينٍ على لقب كأس الاتحاد الآسيوي.
ربع النهائي الثاني سيجمع الغريمين: الأنصار والنجمة. لقاء قمة على ملعب المدينة الرياضية في مواجهة أوروبية ــ أوروبية بين مدربَي الفريقين: الألماني ثيو بوكير من جانب النجمة، والتشيكي فرانتيشيك ستراكا من جانب الأنصار.
الأول سيسعى إلى الفوز لأسباب عديدة، أولها الاستمرار في المنافسة على الكأس، وثانيها للحفاظ على وتيرة النتائج التصاعدية للفريق الذي لم يخسر أو يتعادل بعد مع بوكير في خمس مباريات. أما السبب الثالث، فهو الثأر من الخسارة الكبيرة التي لقيها الفريق في ذهاب بطولة الدوري 1 - 5 حتى لو لم يكن بوكير مدرباً للنجمة حينها، حيث تسلّم مهمته في مرحلة الإياب، فجمهور النجمة لم ينسَ خماسية الأنصار الثقيلة، وبالتالي هو توّاق إلى الثأر وردّ الاعتبار.
الأنصار من جهته، يأمل أن يكون لقاء النجمة فرصة لبلسمة الجراح العديدة التي لحقت بالجسم الأنصاري والتي كان آخرها السقوط الكبير أمام الإصلاح البرج الشمالي في الدوري في أول مباراة للمدرب التشيكي. وسيسعى لاعبو الأنصار الى تكرار إنجاز مرحلة الذهاب أمام النجمة من جهة، والرد على كل الانتقادات التي تطاولهم وتطاول مدى تفانيهم في خدمة النادي.
لقاء كبير على ملعب تحتاج إليه الكرة اللبنانية التي تعاني نقصاً في الملاعب، لكن على أمل أن تتم المحافظة عليه على جميع الصعد.
لقاءان آخران سيشهدهما ربع نهائي الكأس، الأول بين النبي شيت والإخاء الأهلي عاليه يوم السبت على ملعب العهد عند الساعة 13.30، والثاني بين التضامن صور والسلام زغرتا في بحمدون يوم الأحد عند الساعة 13.30.
مواجهتان متكافئتان لا يمكن ترجيح كفة على أخرى، وخصوصاً أن لقاءات الكأس لا تعترف بالتكهنات.