مما لا شك فيه ان العنوان الأول لموقعة النجمة والانصار كان الحضور الجماهيري الكبير الذي ناهز الـ18 ألف مشجّع أكثرهم نجماويون حضروا شابات وشباناً، راسمين لوحة جماهيرية ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة اللبنانية كإحدى المحطات المضيئة على ملعب استعاد رونقه بأرضية عشبية جيدة، أثبتت أن الأرضية الجيدة تولّد كرة قدم جيدة.
اللافت على الصعيد الجماهيري هو ضآلة الحضور الأنصاري مقارنة بالحشد النجماوي الكبير، الذي تخطّى 14 ألف مشجع، في حين لم يلامس عدد جمهور الأنصار خمسة آلاف مشجع.
يافطة لافتة حضرت في مدرجات النجمة «لا للطائفية، لا للمذهبية، كلنا نجماوية. شكراً أسعد صقّال، أحلامنا تتحقق». لافتة تعبّر عن حقيقة نادي النجمة الذي هو نادي الوطن، قابلتها عبارة رُفعت على لافتة في مدرجات الأخضر «أنصارنا وطن». لكن الوطن بناسه وشعبه وجمهور الأنصار خذل فريقه ولم يحضر بالأعداد المطلوبة لمباراة بحجم قمة «دربي بيروت».

استعادت المدينة رونقها بأرضية
عشبية جيدة أثبتت أن الأرضية الجيدة تولّد كرة قدم جيدة


وجه بارز حضر لقاء القمة وهو «الرئيس الرمز» عمر غندور الذي ترأس النادي لأكثر من 35 سنة صانعاً مجده، واستعاده أمس بحضوره اللافت، للمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات. حضر الرمز بدعوة من رئيس النادي أسعد صقال الذي تمنى على غندور الحضور ومؤازرة الفريق ودعمه معنوياً. غندور لبّى الدعوة وبدا التأثر عليه واضحاً من خلال الاستقبال الذي حظي به في منصة الشرف. «لا شيء تغيّر عليّ، يبقى فريق النجمة هو الأغلى وأنا مطمئن الى النادي في ظل الادارة الحالية والرئيس صقال الشاب المتحمّس لتحقيق إنجاز للنادي»، يقول غندور لـ»الأخبار». أما بالنسبة للحضور الجماهيري الكبير فهذا «أمرٌ ليس بجديد على جمهور النجمة، لكن مع التمني أن تبقى الأمور مضبوطة».
حضور غندور تكامل مع الحضور الإداري للنجمة، وتحديداً نائب الرئيس صلاح عسيران، اضافة الى أمين السر سعد عيتاني وأمين الصندوق سامي الوزان وزملائهم في الادارة. أمرٌ فيه دلالات بارزة على استقرار اداري في النادي بعد فترة من التجاذبات والاختلاف في وجهات النظر.
وبالتأكيد فإن الطابع الثأري غلب على اللقاء من جانب النجمة؛ فلقاء القطبين في ذهاب الدوري انتهى بنتيجة كارثية لصالح الأنصار 5 - 1، أمرٌ تمنّى النجماويون لو تكون مباراة أمس فرصة لرد الاعتبار، وبالفعل كانت. صحيح أن النجمة لم يفز بالنتيجة عينها، لكنه ردّ اعتباره بالفوز والعرض «والضرر» الذي ألحقه بالأنصار، بإقصائه من مسابقة الكأس، لينتهي عملياً موسم الأنصار المحلي في ظل تراجعه في ترتيب الدوري الى المركز السادس برصيد 25 نقطة وعلى مسافة 13 نقطة من العهد المتصدر.
لكن في لقاء القمة كان هناك لاعب نجماوي لديه حسابات خاصة مع المباراة، وهو الحارس عباس حسن الذي كان «المطلوب الرقم واحد» بعد تلك المباراة الكارثية، حين ارتكب أخطاءً قاتلة كلّفت الفريق ثلاثة أهداف من أصل خمسة دخلت مرماه.
أمرٌ كان من الممكن أن يكون نهاية المشوار بالنسبة الى لاعب أصبح «عدو» جمهوره الذي هو الأكبر في لبنان. لكن حسن استطاع تخطّي الأزمة واستعاد ثقته بنفسه، فكانت مباراة أمس أيضاً فرصة لردّ الاعتبار أمام الجميع على الملعب عينه وفي مواجهة الفريق ذاته. نجح حسن وحمى مرماه، ولم يتلقَّ أيّ هدف، وحتى لم يخطئ أي خطأ، ولم يكن أمام حارس منتخب لبنان سوى التوجّه نحو منصة الشرف ومناداة مدير الكرة في النجمة جمال الحاج قائلاً: «هَي إلك»، فالحاج هو من آمن بحسن وبضرورة تعزيز الثقة به، وكان له دور في إبقاء الحارس في النجمة بعد «كارثة» مباراة الأنصار بدعم من أمين السر سعد عيتاني الذي أصرّ على بقاء حسن في مواجهة رأي آخر كان يفضّل الاستغناء عنه واستعادة احمد تكتوك بين مرحلتي الذهاب والإياب.