لم ينجح الأنصار في الحفاظ على صورته الجيدة آسيوياً، فعاد إلى دوامة الخسارات التي بدأت محلياً وانتقلت قارياً فخسر الأنصار أمام الفيصلي 3 - 1 وخيّب آمال 4 آلاف مشجع حضروا إلى ملعب المدينة والآلاف غيرهم على شاشات التلفزيون.
خسر الأنصار بالنتيجة والأداء، لكنه فاز بالتنظيم، ويقيناً لو أن الأنصار يلعب كما ينظّم المباريات، لكان قد فاز بلقب المسابقة من دون منافس. فمن تابع اللقاء الآسيوي لمس الفارق في التنظيم والعمل المتجانس لدى الأنصار بفريق عمل متكامل، لكن هذا التناغم لم ينسحب على الفريق الذي قدّم شوطاً أول سيئاً بدأه بتلقي هدف مباغت بعد ست دقائق من لاعب يعرفه الأنصاريون كثيراً، هو لاعب الصفاء السابق السنغالي دومينيك مندي. هدف شلّ الأنصاريين وشكّل ضربة معنوية للاعبين تضاعفت مع تسجيل الهدف الثاني عبر أحمد هيل قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق.
الشوط الثاني جاء مغايراً، تحسّن فيه الأداء الأنصاري بنحو لافت، فكان هدف تقليص الفارق عبر السنغالي الحاج ماليك بعد دقيقتين على بدايته. وبدا أن الأنصار في طريقه نحو التعديل، أمرٌ أخذ في التراجع تدريجاً حتى جاء الهدف الثالث الأردني عبر خليل بني عطية في الدقيقة 87 بمثابة رصاصة الرحمة على الأنصار الذي خرج خاسراً بالنتيجة والأداء والمركز في المجموعة.

يلعب الأنصار مباراته المقبلة مع الوحدة خارج أرضه في صيدا


لكن الصورة لم تكن سوداوية بالكامل على ملعب المدينة الرياضية، فالحضور الجماهيري كان جيداً توجّه الانضباط والتشجيع الحضاري والدعم للاعبين ورئيسهم رغم الخسارة. فالرئيس نبيل بدر دخل على هتافات الجمهور «ثلاثة ما إلهم بديل: ألله الأنصار ونبيل»، وخرج لاعبوه على وقع التصفيق الجماهيري رغم الخسارة المؤلمة.
أمرٌ يضع على عاتق اللاعبين مسؤولية كبيرة لبذل كل جهدٍ ممكن لإرضاء الجمهور الذي تعب من الخيبات والهزائم وما زال متمسكاً بفريقه بشرط أن يكون لاعبوه متمسكين به. فهناك لاعبون لا يستحقون أن يرتدوا قميص الأنصار، وآخرون تشعر وكأنهم موجودون تأدية واجب، لا انتماء ولا روح قتالية للفوز.
الموعد الجديد للأنصار مع جمهورهم آسيوياً سيكون بعد أقل من أسبوع وتحديداً في 5 آذار في صيدا هذه المرة لكن من على شاشة التلفزيون. فالمباراة في الجولة الثالثة ستكون مع الوحدة السوري، وهي معتبرة على أرضه، لذلك ستقام في صيدا وعلى ملعبه المختار من السوريين كأرضٍ لهم. وبناءً على الاتفاق بين الوحدة والاتحاد اللبناني، تقام مباريات الفريق السوري من دون جمهور، وهو شرط وضعه الاتحاد للموافقة على استضافة الوحدة في لبنان. وبالتالي، إن مهمة لاعبي الأنصار ستكون مضاعفة لمصالحة جمهورهم والمحافظة على حضوره كي لا ييأس ويقاطع مباريات الفريق.