قبل انطلاق مرحلة الإياب من الدوري الجاري، تعاقد نادي الأنصار مع لاعب الوسط الليبيري ثيو ويكس والمدافع السوري ثائر كروما، بدلاً من المهاجم السنغالي تالا نداي والمدافع الغيني أبو بكر كمارا. الأخير كان يقدّم أداءً جيداً على الرغم من هشاشة التكتيك الدفاعي الذي يعتمده الفريق، إلا أن تغييره كان ضرورة ملحّة، لإدارةٍ لا تعرف كيف تصرف أموالها.
السيرة الذاتية، أو الـ«سي في»، التي يملكها ويكس، تُقدّمه على أنه سيكون أفضل لاعب وسط أجنبي في لبنان في السنوات الأخيرة. لاعبٌ دولي، تنقّل بين أندية أوروبا ولعب مع «ماريتيمو» البرتغالي و«أنقرة سبور» في الدوري التركي، قبل أن ينتقل إلى قبرص ومنها إلى أذربيجان، والآن، لسبب ما، يريد أن يخوض تجربة في الدوري اللبناني، وهو في الـ28 من عمره!

لِم سيأتي اللاعب الأجنبي «السوبر» إلى لبنان؟


كأن القيمين على النادي الأخضر لم يمرّ عليهم مثل هؤلاء اللاعبين، الذين يبحثون عن المال بعدما رفضتهم أندية أوروبا في الدوريات الكبيرة لانحدار مستواهم. البرازيلي فينيسيوس ريتشي هو من بين هؤلاء، الذين انتقلوا إلى الأنصار في الفترة الأخيرة. لاعب الوسط الذي تعاقدت معه الإدارة في الموسم الماضي بمبلغٍ ضخم لعب أيضاً في البرتغال وقبلها في فرنسا، قبل انتقاله للسعودية حيث خاض ثلاثة مواسم مع «النصر» و«الوحدة» و«التعاون»، ومن هناك عاد إلى بلاده، قبل أن يحط في الأنصار. واليوم، ريتشي يلعب في دوري الدرجة الرابعة في البرازيل! «متله ومتايل» مرّوا على الأنصار في آخر خمس سنوات، دون أن يقدّموا أي إضافة للفريق الذي لم يفز بلقب البطولة المحلية منذ عقدٍ من الزمن.
بات واضحاً أن التعاقد مع ويكس والاستغناء عن كمارا في البطولة المحلية كان خطأً من أخطاء إدارة الأنصار العديدة هذا الموسم. فالدولي الليبيري لعب 8 مباريات مع فريقه وتلقّى انتقادات من المتابعين بسرعة قياسية، وهو لم يواجه الفرق التي تعتلي الترتيب بعد. ربما لم يتكيّف لاعب الوسط مع حالة الملاعب في لبنان، أو الجو غير الاحترافي الذي لم يعشه سابقاً، وربما سيرحل إلى دوري آخر حيث يُبدع، لكن من المؤكّد أن ويكس وأمثاله ليسوا الحل الأمثل لمشاكل الفرق اللبنانية، وأن التعاقد مع لاعب بعد مشاهدة فيديو له على «يوتيوب» هو، ربما، خطأٌ لا يجب الوقوع فيه.

بات واضحاً أن التعاقد مع ويكس والاستغناء عن كمارا في البطولة المحلية كان خطأً من أخطاء إدارة الأنصار

لا وجود للأجنبي «السوبر» في دورينا. علينا أن نعترف. ومن هنا، سؤال تقليدي يسأل كل مرة. لِم سيأتي اللاعب الأجنبي «السوبر» إلى لبنان؟ سؤال بديهي يطرحه جميع المتابعين، والإجابة عليه واضحة: إما أنه يعاني من إصابة، أو أنه يبحث عن مبلغٍ ماديّ مقبول بعدما انتهت مسيرته العالمية. وبالعودة إلى أسماء اللاعبين القلة أصحاب السيرة الذاتية الجيدة، الذي توافدوا إلى لبنان في السنوات الأخيرة، يمكن اختيار التونسي رضوان الفالحي الذي لعب مع النجمة، وهو كان لاعباً في «البونسديلغا». على الرغم من أنه قدّم موسماً جيداً، إلا أن المدافع التونسي اعترف أنه كان يعاني من إصابة تعرّض لها في الكويت وأنه جاء إلى لبنان للعب موسمٍ سهل حتى يستعيد عافيته، قبل أن يعتزل اللعب في السنة التي استغنى فيها النادي عن خدماته. ومواطنه يوسف المويهبي الذي لعب للعهد لموسمين هو أيضاً من بين أبرز الأمثلة، كحال لاعب الأنصار البرازيلي برونو سميث، وهانسون بواكيه الملقّب بـ«مسي كندا» الذي خاض التمارين مع النجمة وكان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على كشوفاته، انتقل إلى الدرجة الثالثة في تشيكيا. حتى التونسي إيهاب المساكني الذي توّج أفضل لاعب أجنبي في لبنان منذ ثلاث سنوات، هرب من مشاكله مع ناديه في بلاده ليلعب موسماً واحداً في الدوري اللبناني، قبل أن يعود إلى تونس. ثيو ويكس، على الأرجح، ليس سوى واحداً من هؤلاء.