مرة جديدة يسقط الأنصار في لبنان ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. فممثل لبنان الثاني فشل للمباراة الثانية توالياً في تحقيق الفوز، وهذه المرة أمام الوحدة السوري، حيث خسر 1 - 2 على ملعب صيدا. لم ينجح الأنصار في استغلال عامل الأرض حيث كانت الأخيرة تلعب ضد الأنصاريين نظراً لسوء حالتها، في وقت غاب فيه جمهور الأنصار لإقامة اللقاء خلف أبواب مقفلة، لكونها على أرض الوحدة.
خسارة لم يستحقها الأنصاريون بعد أن تقدم بهدف السنغالي الحاج مليك في الدقيقة 12، لكن هداف الأنصار والدوري اللبناني كان «الداء والدواء» في المباراة. فمن جهة، سجّل هدف الأنصار الوحيد، ومن جهة ثانية أضاع العديد من الفرص، أبرزها تلك التي أصابت العارضة في الشوط الثاني، إضافة إلى العديد من الكرات التي جانبها الحظ. فهذه الكرة كانت مفصلية في اللقاء، حيث كان التعادل 1 - 1 بعد تسجيل السوري باسل مصطفى في الدقيقة 37. فلو دخلت كرة الحاج ماليك لكانت النتيجة 2 - 1 للأنصار بدلاً من أن تكون 1 - 2 بعد خطف السوريين لهدف التقدم عبر محمد الحسن في الدقيقة 60.
الأنصار ظهر بصورة قد تكون الأفضل منذ فترة طويلة. على أرض الملعب، كان الفريق متجانساً. منطقياً، الأنصار لم يستحق الخسارة أمام فريق لم يتفوق فنياً. صحيح أن الوحدة يلعب بصفوف محلية سورية مع غياب اللاعب الأجنبي مقابل أربعة لاعبين أجانب للأنصار، إلا أن اثنين من الأجانب، وتحديداً الليبيري ثيو يوكس والسوري ثائر كروما، لا يقدمان ما هو متوقع منهما. للإنصاف، علينا أن لا ننسى أن ظروف الفرق السورية هي ظروف صعبة بسبب الحرب. خلاصة الجولة الثالثة للأنصار هي تجمّد رصيده عند الثلاث نقاط من فوز على ظُفار العماني في الجولة الأولى، لكن الفرصة بالتأهل ما زالت قائمة حيث ستتجدد المواجهة في الأسبوع المقبل في 13 الجاري على ملعب المدينة الرياضية. وسيعود الجمهور الأنصاري في هذه المباراة، لكونها محسوبة على أرضه، وبالتالي قد تكون الفرص الأخير للأنصار كي يُبقي على أماله بالتأهل. فالمنافسة على المركز الأول قوية، خصوصاً مع فوز الفيصلي أمس على ضيفه ظفار 2 - 0 ليتصدر المجموعة برصيد سبع نقاط أمام الوحدة الثاني بخمس نقاط.
مواجهة ثانية سيحتضنها لبنان اليوم عند الساعة الثالثة ظهراً على ملعب المدينة الرياضية، حين يستضيف العهد فريق الجيش السوري، ضمن المجموعة الثانية حيث يملك العهد أربع نقاط من تعادل مع الزوراء وفوز على المنامة البحريني، فيما لم يحقق الجيش السوري أي فوز مع تعادلين، لكن من دون تلقي الشباك أي هدف، ما يعني أن الفريق السوري يملك خط دفاع قوي. أمر تحدث عنه المدير الفني للعهد باسم مرمر، في المؤتمر الصحافي أمس قبل المباراة. فقد رأى مرمر أن هذه النقطة قد تصعّب من مهمة العهد في الفوز. لكن في الوقت عينه لم يسجل الفريق أي هدف حيث تعادل مرتين سلباً، وهو أمرٌ قد يشكل نقطة ضعف لدى السوريين أمام خط دفاع عهداوي مميز، هو الأفضل في البطولة المحلية.
ومرة جديدة «يسقط» أحد لاعبي العهد في هفوة خلال معسكر الفريق قبل المباراة. صورة جرى تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر لاعب العهد حسين الزين وهو يدخن النرجيلة، قبل مباراته الآسيوية. ما يعرفه المتابعون، هو أن تدخين النرجيلة ليس غريباً عن اللاعبين اللبنانيين، ومن يرصد لاعبي الفرق، سواء النجمة أو الأنصار أو الصفاء أو غيرهم، يمكن التقاط العددي من الصور لمعظم لاعبي تلك الفرق. فالمسألة ليست محصورة بالعهد فقط، وحتى بالفرق اللبنانية، ذلك أن تلك الآفة موجودة في المنتخبات اللبنانية، والتجارب السابقة وحتى المراسلات لدى الاتحاد موجودة، وتثبت أن «المرض» ليس محصوراً في العهد فقط. ولكن هذا يبقى فعلاً مشيناً بالنسبة إلى أشخاص رياضيين، ويصير كارثياً عندما يصير عادياً، ولا يعاقب عليه أحد.
رغم ذلك، تبدو الأمور في نادي العهد سائرة نحو إجراءات داخلية للحؤول دون تكرار هذه الهفوات، خصوصاً أن الإدارة لا تقبل أن يكون لاعبوها متفلتين، رغم أنها في قرارة نفسها تعلم أن اللاعب اللبناني ممكن أن يهرب من المعسكر لإرضاء أهوائه إن لم يُسمَح له بذلك. لكن المسؤولين في النادي يتساءلون أيضاً عن التوقيت المتكرر لمثل هذه التسريبات التي غالباً ما تكون قبل أي استحقاق ومباراة للعهد. ويتساءل أحد المسؤولين الكبار في بطل لبنان: هل هذا هو التوقيت الصحيح عشية المباراة؟ وهل هكذا يكون الدعم لفريق يمثّل لبنان؟ طبعاً ذلك لا يلغي أنه يجب معاقبة اللاعبين على أخطاء من مثل هذا النوع.