لطالما كان يقال إنّ المدرب الفرنسي آرسين فينغر هو آرسنال، ولا يمكن المساس به بعد 21 عاماً على ترأسه الجهاز الفنّي لنادي العاصمة البريطانيّة لندن. يعرف فينغر كيف يستثمر اللاعبين ويصنع الأموال. يشتري لاعباً شابّاً يرى فيه مستقبلاً واعداً يؤهله.
وعندما يشتدّ عودُه يبيعه لأندية الصف الأول في أوروبا، ويجني الملايين لخزائن النادي. حقّق المدرب الفرنسي استقراراً مادّياً وفنيّاً لنادي العاصمة طيلة 16 عاماً. لم يكن متطلّباً، وأحرز بطولة الدوري الإنكليزي موسم 2004 من دون أيّ خسارة. ولكن كلّ هذا لم يعد ينفع اليوم. الجماهير تحتاج للبطولات وكذلك الإدارة، التي ترفع شعار «امنحني ألقاباً أتركك تدرب ما استطعت». الطفرة الماليّة في إنكلترا لأندية الصف الأوّل خاصّة قطبي مدينة مانشستر «السيتي واليونايتد» ونادي العاصمة الثاني تشيلسي أثّرت على فينغر، فلم يعد يستطيع الحفاظ على المركز الثاني ويتأهل باستمرار إلى دوري أبطال أوروبا «تشامبيوز ليغ». حتى أنّ لاعبين كباراً كالتشيلياني أليكسيس سانشيز لم يكن قادراً على البقاء في نادٍ «بلا طموح» وبلا «عطش للألقاب». تمرّد على مدربه وذهب إلى اليونايتد. تغيّر الزمان والمدرب العجوز تأخّر ليدرك ذلك. بات اليوم مهدّداً بالإقالة بحسب ما أكّدت تقارير صحفيّة إنكليزيّة، في حال فشل بتحقيق لقب الدوري الأوروبي، وليفعل ذلك عليه تجاوز عقبة ميلان القوي مع مدربه الجديد جينارو غاتوزو. وتحدّثت التقارير الإنكليزية عن أن قرار الإقالة يمكن أن يُتّخذ باكراً في حال الخسارة أمام «الروسونيري».

يدخل «الروسونيري»
اللقاء بعد التأهل إلى نهائي الكأس على حساب لاتسيو


وقبل السفر إلى ميلانو أكّد فينغر أن مدافعه ناتشو مونريال، سيغيب عن الملاعب لمدّة قد تصل إلى شهر، كونه يعاني من التهابات قويّة في الظهر، وبالتالي فإنّه لن يشارك في مباراة الدور الأوروبي. وسيخسر مدرب «المدفعجيّة» جهود المهاجم الغابوني بيير-إيميريك أوباميانغ كونه شارك مع ناديه السابق بوروسيا دورتموند الألماني هذا الموسم في الدوريات الأوروبية، إضافة الى سانتي كازورلا والمهاجم الفرنسي الآخر ألكسندر لاكازيت بداعي الإصابة. وبالتالي فإن داني ويلباك سيقود هجوم آرسنال، كما سيشارك كل من هكتور بيليرين وآرون رامزي في التشكيلة الأساسية. وتريد جماهير النادي اللندني نسيان نتائج شهر شباط السيئة، حيث خسر الفريق نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي بثلاثة أهداف نظيفة، وخسر أمام الفريق ذاته بعدها بثلاثة أيّام بالنتيجة ذاتها على ملعبه. وخسر بعدها في الدوري أيضاً أمام برايتون بهدفين لواحد.
وعلى الجهة المقابلة تبدو كتيبة المدرب الإيطالي جينارو غاتوزو بأفضل حالاتها. يدخل «الروسونيري» اللقاء بعد التأهل إلى نهائي الكأس على حساب لاتسيو، وتجاوز عقبة قطب العاصمة الآخر نادي روما بهدفين دون ردّ في الدوري. وبات ميلان يحتلّ المركز السابع في سلّم الترتيب، قبل مواجهة إنتر في ديربي مدينة ميلانو (المباراة المؤجلة من الجولة الماضية). وسيستفيد غاتوزو من جهوزيّة جميع لاعبيه من دون أي غياب، حيث من المتوقع أن يلعب بتشكيلته المفضلة 4-3-3، والاستفادة من باتريك كوتروني والشاب التركي هاكان تشالهان أوغلو في خطّ الهجوم، في ظلّ الانضباط الدفاعي الكبير الذي يؤمنه ليوناردو بونوتشي وكلّ من أليسيو رومانيولي ودافيد كالابريا إضافة إلى ريكاردو رودريغيز. وسيقدم ميلان كلّ ما يملك في هذا اللقاء لتحقيق نتيجة إيجابية على أرضه وبين جماهيره، والذهاب إلى لندن في لقاء العودة بأفضل وضع ممكن. كما أنّ الاستقرار الفنّي والمعنويات المرتفعة لأبناء غاتوزو ستكون السلاح الأقوى في مباراة آرسنال «الغير مرعب أوروبياً».
مباراة حساسة للطرفين، ولكن على الورق وفي ظلّ ما يعيشه الناديان، تبدو أقرب إلى ميلان المنتشي بنتائجه الإيجابية، وأبعد عن آرسنال المتراجع على مستوى النتائج والغير مستقر معنويّاً. ولكن الطرفين لديهما الدافع وسيسعيان للظفر باللقب الأوروبي للعودة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.