يوماً بعد يوم تتدحرج كرة الخلافات بين أندية السلّة اللبنانية واتحاد اللعبة. لا يكاد يخلو موسم من المشاكل والتراشق الكلامي وتوقيف الجمهور، ولكن هذه المرّة تبدو الأمور مختلفة، و»تقبيل اللحى» لم يعد كافياً لحل القضايا التي تكاد تؤدي إلى عدم استكمال البطولة.خمسة أندية تعاني من مشاكل ماديّة حقيقيّة في بطولة الدرجة الأولى - رجال، وهي الحكمة بيروت - اللويزة - بيبلوس - التضامن - والرياضي بيروت.
بعض هذه الأندية وهي بيبلوس واللويزة لجأت إلى الاستغناء عن اللاعبين الأجانب لتوفير المال واستكمال البطولة بأقل كلفة ممكنة، فيما ترددت أنباء عن توجّه أندية أخرى غير منافسة على اللقب إلى اتخاذ الخطوات نفسها لعدم قدرتها على دفع الأموال قبل الدخول في المراحل الإقصائية. ومن جهته ذهب نادي الحكمة الذي يمر بظروف ماديّة غير مسبوقة إلى رفع السقف بعد الخلافات مع اتحاد اللعبة الذي غرّم النادي الأخضر ومدربه فؤاد أبو شقرا مؤخراً، ومنع الجمهور من الدخول إلى ملعب غزير خلال مباراة «دربي بيروت» الأخيرة مع النادي الرياضي، لكي لا يستفيد الاتحاد من عائدات بيع بطاقات حضور المباراة، والتأثير على النقل التلفزيوني وعائداته الإعلانيّة التي يستفيد منها الاتحاد. ويتّهم بعض إداريي الحكمة رئيس الاتحاد بيار كخيا بعدم الإيفاء بوعود كان قد قطعها لدعم النادي ماديّاً.
تعتبر الأندية أن 80% من بدلات النقل التلفزيوني هي حصّتها


وفي ظلّ الكباش بين الاتحاد ونادي الحكمة وتردّي الأوضاع الماديّة عند مختلف الفِرَق، عادت الأندية لتطالب بحقوقها من النقل التلفزيوني للمباريات، وخاصة تلك التي تعاني من أزمات ماليّة حقيقيّة. وتعتبر الأندية أنّه يحقّ لها الاستفادة من 80% من بدلات النقل التلفزيوني، فيما تذهب 20% من هذه العائدات للاتحاد. وبما أنّ العقود الموقّعة بين الاتحاد والشركة الناقلة بلغت حوالى مليون ومئة ألف دولار، فإنّه من حق أندية الدرجة الأولى الاستفادة من حوالى تسعمئة ألف دولار، على أن تقسّم على أندية الدرجة الأولى العشرة، فيذهب لكل نادي حوالى 85 ألف دولار، فيما يستفيد الاتحاد من حوالى مئتي ألف دولار. وتؤكّد مصادر سلّوية أن ملبغ ثمانين ألف دولار يُساعد بعض الأندية الغير منافسة على لقب البطولة، والتي تعتبر ميزانياتها صغيرة مقارنة بأندية المقدمة، على استكمال الدوري بأفضل طريقة وعدم الاستغناء عن لاعبين محليين أو أجانب لتوفير المال، وبالتالي يرتفع مستوى البطولة، بدلاً من أن تنحصر المنافسة بين ناديين أو ثلاثة فقط. وطالبت بعض الجهات بأن يتم فسح المجال أمام أكثر من قناة لنقل الدوري في السنوات المقبلة، لكي تتوّزع البدلات المالية على أكثر من قناة ناقِلة، وبالتالي تقوم بدفع المستحقات من النقل التلفزيوني للأندية والاتحاد، ولا يحصل عجز. كما يُفتح المجال أمام نقل دوري السيّدات وهو الأمر الذي يمكن أن يساعد على استهداف معلنين جدد في الملاعب وعلى القنوات الناقِلة، خاصة في مرحلة النهائيات «الفاينل فور والفاينل».
مشاكل وتراكمات كبيرة تشهدها اللعبة منذ بطولة آسيا للمنتخبات التي استضافها لبنان الصيف الماضي وحلّ فيها سادساً، وما تَبِعَها من خلافات داخل الاتحاد نفسه لم تنتهِ حتى الآن بل تمّ التوافق على تبريدها ربما، وهو ما انعكس على منتخب الرجال لكرة السلّة وبعدها على بطولة الدرجة الأولى. مشاكل باتت تهدّد البطولة بحسب العديد من المتابعين، كما أنها في حال لم تُحلّ نهائياً، وإذا لم يتم وضع آلية واضحة لعمل الاتحاد وإدارة اللعبة، فإنّ الموسم المقبل مهدّد بفقدان بعض الأندية الغير قادرة على صرف الأموال في ظل غياب العائدات الإعلانيّة وعائدات النقل التلفزيوني. لقد رجّحت بعض المصادر المتابعة أن يكون هناك ثمانية أندية فقط في دوري الرجال الموسم المقبل بدلاً من عشرة أو اثني عشر نادياً.

استقالة الاتحاد

كشف رئيس اللجنة الأولمبيّة جان همام خلال حديث تلفزيوني أنّ رئيس اتحاد كرة السلّة بيار كخيا تحدّث معه بخصوص الخلافات الحاصلة داخل الاتحاد وبين الأخير والأندية. وقال همام إنّ كخيا أكّد له أنّه «لا يرغب بالاستمرار في رئاسة الاتحاد وسط هذه الظروف»، وطرح عليه فكرة الاستقالة الجماعيّة للاتحاد على أن تجتمع الجمعيّة العموميّة وتنتخب اتحاداً جديداً، أو أن يتم إيجاد مخرج قانوني لاستكمال المرحلة حتى عام 2020. ونفى رئيس الّلجنة الأولمبيّة أن يكون كخيا قد تحدّث عن استقالته فقط، مؤكداً أن طرح رئيس اتحاد كرة السلّة هو استقالة جماعيّة. وأكد همام عدم رغبته بقيادة اتحاد السلّة في أي مرحلة مقبلة، مشدداً على أنه يدعم أكرم الحلبي «رئيس لجنة المنتخبات الوطنية الحالي» في حال قرر الأخير الترشح لرئاسة اتحاد السلّة. وقال همام إن ولايته الحاليّة في رئاسة اللجنة الأولمبية ستكون الأخيرة، ليعود بعدها ويتفرّغ لحياته الخاصة.