منذ عام 2008، تاريخ إحراز النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو كرته الذهبية الأولى، لم يفارق لاعب ريال مدريد الإسباني منصة التتويج لجائزة أفضل لاعب في العالم في المركز الأول أو الثاني باستثناء عام 2010 حين حلّ في المركز السادس بعد الفشل المونديالي حينذاك. لم يقبل "سي آر 7" في أي من هذه السنوات بالحلول في المركز الثالث الذي بقي برفقة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة، أقصى طموح لملاحقيه.لكن بعدما عادت الكرة الذهبية لتتصدر العناوين منذ الاثنين الماضي تاريخ منح الجائزة لميسي للمرة الخامسة، فإن نقطة تستحق التوقف عندها وتتمحور حول "الدون" وتتلخص بتساؤل: هل بدأت مملكة رونالدو الذهبية بالأفول؟
سؤال بات يطرح نفسه بقوة نظراً إلى اقتراب البرتغالي من عامه الـ31 وهي السن التي يبدأ فيها "خريف العمر" في الملاعب، على عكس ميسي الذي لا يزال في الثامنة والعشرين، أي في ذروة مسيرته.
وجود رونالدو على منصة التتويج لم يعد يتوقف عليه، بل على طموح نجوم آخرين

في الواقع، يستحيل من الآن رسم صورة لرونالدو في 2016 والأعوام القليلة التالية قبل اعتزاله، لكن هذا لا يمنع من أن مملكة "الدون" باتت مهددة بخطر حقيقي. المسألة هنا لا تتعلق فقط بالبرتغالي وإمكانية حفاظه على مستواه، بل بقدرة منافسيه - بخلاف ميسي طبعاً - على اللحاق به وإنزاله عن مملكة الكرة الذهبية كحاكم لها أو كنائب للحاكم، بل حتى إطاحته تماماً وخروج "سي آر 7" بالتالي من المراكز الثلاثة الأولى.
بالحديث عن مستوى رونالدو، ورغم قدراته البدنية الهائلة وطموحه الذي لا مثيل له، فإن عامل السن مؤثر طبعاً في حركة اللاعب، وتحديداً في ما يخص لاعباً مثله يعتمد بدرجة كبيرة على سرعته ومراوغاته. ما يبدو واضحاً منذ بداية الموسم الحالي أن ثمة ثقلاً في حركة البرتغالي، أما في المباريات الأخيرة فقد بدا غير قادر على الوصول إلى الشباك بنفس الراحة التي كان يتمتع بها سابقاً.
بالانتقال إلى النقطة الثانية المهمة والمتعلقة بالمنافسين، فلا شك في أنهم يضعون رونالدو قبل غيره نصب أعينهم للوصول إليه. الأمثلة كثيرة هنا، وتبدأ من البيت الملكي نفسه مع بايل الذي بدأ يسير في الطريق الصحيح في ملعب "سانتياغو برنابيو"، وهذا ما يمكنه أن يشكل تهديداً لرونالدو.
أما عن الخصوم فحدّث ولا حرج، حيث إن الطموحات لا حدود لها في هذا المجال، والعيّنات كثيرة هنا، بدءاً من البرازيلي نيمار الذي دخل بقوة على خط المنافسة في 2015 واستطاع احتلال المركز الثالث في ترتيب الكرة الذهبية، وهو، نظراً إلى سنه الصغيرة، يبدو مرشحاً بقوة بدءاً من 2016 لمنافسة "الدون" على مكانه في الجائزة، وحتى إن البعض وضعه في صراع مع ميسي.
وبالحديث عن برشلونة، فإن الضلع الأخير في المثلث الهجومي الأوروغوياني، لويس سواريز، قادر على قول كلمته بدوره في حال استمراره في هزّ الشباك.
من جهته، لم يخف الألماني مسعود أوزيل في العديد من المناسبات طموحه بإحراز الكرة الذهبية، وقد ترجم ذلك بتألقه المنقطع النظير منذ بداية الموسم الحالي مع فريقه أرسنال، ومواصلته النسج على هذا المنوال، تحديداً في كأس أوروبا 2016، ما يخوّله لأن يدخل طرفاً قوياً في لعبة الكرة الذهبية.
كذلك، فإن الألماني الآخر توماس مولر لا يزال يثبت أنه مشروع منافس جدي على أحد المراكز الثلاثة الأولى في الجائزة الفردية الأهم في العالم، تماماً كما زميله في بايرن ميونيخ البولوني روبرت ليفاندوفسكي.
آخر الأمثلة هو من الجيل الجديد، حيث تبدو أسهم الفرنسي بول بوغبا مرتفعة للانتقال من التشكيلة المثالية للفيفا إلى المنافسة على الكرة الذهبية، والفرصة تبدو متاحة أمامه هذا العام بالبروز في كأس أوروبا التي تستضيفها بلاده.
القول إن مملكة رونالدو في الكرة الذهبية تبدو مهددة لا مبالغة فيه، إذ يبدو متوقعاً أن تنتقل الأمور من بين يدي البرتغالي وحده ليدخل نجوم آخرون في تحديد مسارها.