الفوز على ماليزيا مهم جداً للقرعة ليس منطقياً أن يبقى المنتخب بلا ملعب
اللاعبون لا يلقون الدعم الذي يستحقونه

في الخامس من أيار المقبل يكمل المدير الفني لمنتخب لبنان المونتينيغري عامه الثالث مع كرة لبنان ومنتخبها. ثلاث سنوات توّجت بالتأهّل إلى نهائيات أمم آسيا للمرة الأولى عن طريق التصفيات. ثلاث سنوات شهدت الكثير من التقلبات والتغييرات حتى انتهت بأن يتحقق الحلم اللبناني بالتواجد في الإمارات-2019 مع ما تحتاجه هذه المشاركة من متطلبات فكيف يرى رادولوفيتش هذه التجربة في لبنان؟

بعد مرور ثلاث سنوات على استلامك مهامك، هل كنت تتوقع التأهل إلى بطولة أمم آسيا؟
عندما أتيت إلى لبنان كنت مؤمناً بمشروعي وبنوعية اللاعبين اللبنانيين، ووعدت رئيس الاتحاد هاشم حيدر بتحقيق إنجاز في مسابقة كبرى ووفيت بوعدي بالتأهّل إلى نهائيات آسيا. البداية كانت في تصفيات كأس العالم حيث كانت الفترة متأخرة لتحقيق النتائج. لكن بعد انتهائها رأيت أن المطلوب هو التغيير وإدخال دماء جديدة إلى المنتخب. وهذا ما قمت به على مدى سنتين حتى أصبح لدينا منتخب منافس وهو أفضل بأربعين بالمئة عن المنتخب الذي كان في الفترة الأولى من عملي.

ما هي الخطة التي وُضعت للمشاركة في كأس آسيا؟
بعد مباراة ماليزيا اليوم سنبدأ التحضير لآسيا. والخطوة الأولى ستكون على صعيد استقدام لاعبين محترفين في الخارج من أصولٍ لبنانية يلعبون في المكسيك وعلى رأسهم المهاجم جيرونيمو أميوني، والحارس نمر لحود ومدافعان يلعبان في الدرجة الأولى وكذلك فيكتور سابا، إضافة إلى لاعب خامس سيكون مفاجأة ولا أريد التحدث عنه حالياً بانتظار تبلور الأمور.
اللبناني هو الأفضل في المنطقة على صعيد الموهبة لكن المشكلة في العقلية والشخصية


في الرابع من أيار المقبل سيتم سحب قرعة البطولة التي ستنطلق في 5 كانون الثاني 2019. ومع انتهاء الموسم المحلي سيبدأ الاستعداد بشكل تصاعدي حتى يتكثّف في الأشهر الأربعة الأخيرة من السنة مع إقامة مباريات ودية مع منتخبات تعادل المنتخبات التي سنواجهها في الدور الأول. أضف إلى ذلك معسكرين في شهر تشرين الثاني وكانون الأول واحد محلي وآخر خارجي إما في قطر أو في تركيا.

كيف ترى مباراة اليوم مع ماليزيا؟
مباراة غاية في الأهمية. صحيح أننا تأهّلنا لكن من الضروري الفوز لتحسين وضع لبنان في القرعة وكي يكون ضمن منتخبات الصف الثاني بحيث ستضعه القرعة مع منتخب قوي من الصف الأول ومنتخبين من الصفين الثالث والرابع.
المشكلة في الإصابات التي لحقت بالفريق من الحارس عباس حسن إلى نصار نصار وعلي حمام والشكوك حول مشاركة محمد حيدر. كما أن المدافع جوان العمري لن يكون موجوداً معنا لظروف تتعلق بفريقه حيث طلب عدم المجيء وأنا قبلت لإراحته حتى يكون معنا في نهائيات آسيا. وعليه فإن المباراة لن تكون سهلة خصوصاً أن المنتخب الماليزي أجرى تغييرات على الجهاز الفني بحيث تسلم مدرب منتخب دون 23 عاماً الذي تأهّلأ إلى نهائيات آسيا، وجرى ترفيع لاعبين منه إلى المنتخب الأول، إضافة إلى استدعاء خمسة لاعبين من أصول ماليزية إلى المنتخب. وهنا أود توجيه دعوة إلى الجمهور اللبناني للحضور ودعم المنتخب أولاً بسبب أهمية المباراة وثانياً لتحويلها إلى احتفالية باللاعبين والتأهل إلى نهائيات آسيا.

هل ستكون المباراة مع ماليزيا الأخيرة لبعض اللاعبين، ولماذا لم تستدعِ حسين الزين وأحمد حجازي؟
ليس بالضرورة ذلك. فما أسعى إليه هو أن يكون لدي منتخب يتمتع بعناصر جيدة في كل مركز مع بدلاء لا يقلون مستوى عن الأساسيين بحيث يكون هناك ثلاثة لاعبين من الصف الأول في كل مركز. أما بالنسبة لحجازي والزين فهما سيكونان مع المنتخب بعد مباراة ماليزيا ومن ضمن الثلاثين لاعباً الذين سيتم استدعاؤهم للفترة التحضيرية. أنا أراقب حجازي منذ سنة والمجيء إلى منتخب لبنان ليس بهذه السهولة، فالأمور فيه تختلف عن اللعب في الأندية لكن سيكون معي في المعسكر حيث سأعطيه الفرصة كاملة. والأمر عينه ينطبق على الزين الذي هو ليس خارج حساباتي لكن في المركز الذي يلعب فيه هناك علي حمام الذي يملك خبرة أكبر. في النهاية أنا أعمل لمصلحة المنتخب ولست مشجعاً لأي نادٍ.

(عدنان الحاج علي)

ما هو المطلوب من لبنان على جميع الصعد قبل بطولة آسيا؟
أمران أساسيان: الوحدة خلف المنتخب والبنى التحتية. يجب أن يكون الجميع خلف المنتخب ويدعموا اللاعبين، إضافة إلى مساندة وترويج إعلامي على غرار ما يحصل في الخارج. ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي بل في وسائل الإعلام وعلى الطرقات. ليس من المعقول أن نلعب مباراة حساسة مع كوريا الشمالية في لبنان ولا يتجاوز عدد الحضور الخمسة آلاف مشجع، في حين أن العدد بلغ في بيونغ يانغ الأربعين ألف مشجع. أما بالنسبة للبنى التحتية فتلك المشكلة الكبرى، فمن غير المنطق أن لا يملك منتخب لبنان ملعباً خاصاً به بعشب طبيعي. فنحن نتدرب على ملعب بأرضية صناعية ومن ثم نذهب للعب المباراة على ملعب بعشب طبيعي حيث أن الأمور مختلفة من أحذية اللاعبين طريقة جريهم إلى تحرّك الكرة.

هل أنت راضٍ عن التعاطي مع تأهّل لبنان إلى نهائيات آسيا؟
بالنسبة لي أنا أقوم بعملي لكن ما أحزن عليه هو اللاعبون الذين لا أشعر أنهم يلقون الدعم الذي يستحقونه والاحتفال بهم على هذا الإنجاز. بالنسبة إلى اتحاد اللعبة فهو يقدّم كل ما يستطيع، لكن هناك تقصير من الدولة وهذا أمر غير مفهوم. فالمنتخب هو خير سفير للبنان وصورته في الخارج. فنحن سنلعب في ثاني أكبر بطولة كروية بعد كأس العالم، وبالتالي فإن منتخب لبنان سيكون في الواجهة وبالتالي يستحق أن يتم دعمه وتشجيعه.

بعد ثلاث سنوات على العمل في لبنان، كيف ترى اللاعب اللبناني؟
هو الأفضل في المنطقة على صعيد الموهبة لكن المشكلة في العقلية والشخصية. وهذا سببه الأندية. فاللاعب يتواجد مع المنتخب أياماً قليلة ومع النادي أشهراً طويلة. أضف إلى ذلك نوعية الملاعب التي يتدربون عليها وطريقة التدريب، فأندية كالنجمة والأنصار والصفاء وغيرها تتدرب على سجّاد وليس على ملاعب، وهذا ما يجعل عمر اللاعب في كرة القدم قصيراً. فإذا أخذنا قائد منتخب لبنان السابق يوسف محمد، أنا على يقين لو أن ملاعب لبنان بالعشب الطبيعي بأرضيات صالحة لكان "دودو" مستمراً حتى الآن.

بالحديث عن عمر اللاعبين وعمل الأندية، كيف ترى الفئات العمرية في لبنان؟
مشكلة الفئات العمرية عدم وجود بطولات قوية تؤسس للاعبين جيدين، كما أن المميزين منهم لا يلعبون مع فرقهم كأساسيين مع الفريق الأول. فإذا كان اللاعب لا يشارك في المباراة القوية من أين سنحصل على لاعبين للمستقبل؟ هذا الأمر حلّه بوضع قوانين تجبر الأندية على إشراك لاعبين على الأقل تحت 21 عاماً في التشكيلة الرئيسية أي الـ11 لاعباً. هذا ما تقوم به الدول الخارجية لتطوير اللاعبين. تجربتنا مع المنتخب الأولمبي كشفت حجم المشكلة. فاللاعبون غير جاهزين فنياً وبدنياً لعدم مشاركتهم في مباريات قوية. فإذا أخذنا الأنصار على سبيل المثال هناك العديد من اللاعبين الشباب المميزين لكنهم لا يلعبون مع الفريق الأول. الحلّ لا يكون إلا عبر الاحتراف بحيث يصبح هناك مالٌ أكثر ولاعبون متفرغون.

مع اقتراب الدوري من نهايته حيث أن اللقب بات أقرب إلى العهد كيف ترى البطولة ومن هم أفضل اللاعبين؟
العهد كان الأكثر ثباتاً على صعيد الأداء هذا الموسم بعكس النجمة. فالأخير يملك لاعبين جيدين لكن أداءه كان متقلباً وغير مقنع في بعض المباريات. لا أعرف ما هي المشكلة لكن النجمة خسر الدوري في زغرتا. وعلى صعيد اللاعبين فهناك أكثر من لاعب مميز كحسن معتوق وهيثم فاعور وأحمد زريق ومحمد حيدر ونور منصور وعلي حمام.

عقدك ينتهي في أيار 2019، هل ستجدده؟
العمل استمرارية وإذا كانت هناك رغبة لدى المسؤولين فيجب الحديث مبكراً كون تصفيات كأس العالم 2022 تبدأ بعد ستة أشهر من نهائيات آسيا. ولبنان قادر على تحقيق إنجازٍ كبير، وإذا لم يتحقق التأهل المونديال فإن الصعود إلى الدور النهائي من التصفيات أمرٌ وارد جداً.


على طريقة «باولو روسي»... عودة أحمد زريق إلى المنتخب؟
المفاجأة التي تحدث عنها المدير الفني لمنتخب لبنان ميودراغ رادولوفتيش حول اللاعبين الذين سيتم تسجيلهم لاحقاً عاد وكشفها خلال المقابلة. أحمد زريق والموقوف عن منتخب لبنان بقرار اتحادي طال جميع الذين أدينوا في قضية المراهنات قبل سنوات حيث تقرر عدم استدعاء أي منهم إلى المنتخب مجدداً. ففي ظلّ الأداء العالي الذي يقدمه لاعب فريق العهد وحاجة المنتخب الماسة له في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم 2022، سيدفع رادولوفتيش إلى الطلب من الاتحاد للعفو عنه واستدعائه. القصة تبدو منطقية انطلاقاً من تغليب «المصلحة العامة»، خصوصاً أن زريق كان من مجموعة اللاعبين الذين طالتهم العقوبات الأدنى حينها. وقد يقول البعض أن الفيفا لن يقبل أن يتم العفو عن زريق كما حصل مع محمود العلي حين أصدرت الجمعية العمومية قراراً بالعفو عنه وعاد ورفضه الفيفا. لكن القضية بالنسبة لزريق مختلفة ذلك أن العقوبة التي أصدرها الاتحاد انتهت بعكس العلي الموقوف مدى الحياة. كما أن زريق يلعب مع العهد في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، ولو كان هناك مشكلة قانونية لما استطاع اللعب في البطولة القارية.