لامس التوتر بين نادي النجمة والعهد حدود «اللون البرتقالي» على الصعيد الجماهيري ما استدعى تحركاً اتحادياً سريعاً لعقد اجتماع بين إدارتي الناديين لتبريد الأجواء ومحاولة تخفيف الاحتقان. فما حصل في مباراة الفريقين ضمن مسابقة دوري الناشئين على ملعب العهد يوم الأحد دقّ جرس إنذار بأن الأمور تسير نحو الانفجار. فالمباراة التي من المفترض أنها تجمع أمل المستقبل بالنسبة إلى الناديين تحولت إلى «ساحة معركة» جراء الإشكالات التي شهدتها والتي كادت تأخذ الأمور نحو مكان خطير لولا تدارك الأمور سريعاً.في هذا الإطار عُقد اجتماعٌ أمس في مقر الاتحاد ضم رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف ورئيس نادي العهد تميم سليمان، في حين حضر عن نادي النجمة الرئيس أسعد صقال وأمين السر سعد الدين عيتاني وعضو الإدارة أسعد سبليني وخليل الغول.
اللقاء قبل الاجتماع كان ودياً جداً. تبادل قبلات بين سليمان وصقال وبعض الدعابات قبل أن يجلس الجميع الى طاولة الاتحاد.
لا شعورياً جلس ممثلو النجمة في مواجهة رئيس العهد وإلى يمينه الشحف في حين ترأس الجلسة الرئيس حيدر.
صورة تعكس واقع الفريقين بغض النظر عن كل ما يقال، لكن ما يلبث سبيلني أن يتدارك الأمر فينتقل الى الجلوس الى جانب سليمان.
لكن الصورة كانت تنقص عنصراً رئيسياً في المعادلة وهو أمين سر العهد محمد عاصي. تسأل الرئيس عن سبب حضوره وحيداً فيجيبك بأن «الحاج عاصي» فضّل عدم الحضور. سبب ذلك واضح وهو العتب الكبير جداً إذا لم نقل أكثر على المسؤولين في نادي النجمة إزاء موقفهم من ما تعرّض له عاصي من قبل مدير الكرة في نادي النجمة جمال الحاج في مقابلة تلفزيونية إضافة إلى الشتائم التي طالته من قبل بعض الجمهور على صفحات التواصل الاجتماعي عبر التعرّض لأشخاص من عائلته. كل ما كان يطلبه عاصي استنكارٌ لما صدر سواء عن الحاج أو على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بالنسبة إلى النجمة فهناك وجهة نظر أخرى قائمة على أن جمال الحاج حين تحدث على التلفزيون لم يكن مديراً للكرة في النادي بعد وكان مستقيلاً من منصبه كمدرب للنجمة. أما بالنسبة لما يصدر على صفحات التواصل الاجتماعي فالنادي غير مسؤول عنه طالما أن من يقف وراءه هو بعض الجمهور.
المسؤولون في العهد يردّون بأن الرئيس تميم سليمان اتصل بالمدرب الحاج وأسف للعبارات التي رفعها بعض جمهور العهد خلال مباراة لفريق الشباب والتي اتهمت الحاج بالعمالة وعمل على تطييب خاطره. فحينها لم يعتبر العهداويون أن ما صدر لا يعنيهم طالما أن الجمهور هو من رفع اليافطة.
المهم أن الطرفين اجتمعا أمس برعاية اتحادية وناقشا كل ما رافق هذه الفترة من تشنجات فكانت هناك عدة اقتراحات، أبرزها ذلك الذي تقدم به أمين سر النجمة سعد الدين عيتاني بتعيين محامٍ من قبل الاتحاد والأندية يقوم برفع دعاوى على كل من يخالف القانون. كما اتفق الحاضرون على إبقاء الاجتماعات واللقاءات مفتوحة لتبريد الأجواء ومنع التحريض والشحن بين الجمهورين.
في الشكل تبدو الخطوة جيدة. فبمجرد وجود الناديين على طاولة واحدة فهذا يعني أن كل ما يقال عن خلافات لا تعنيهم. والأمر ينسحب على اللاعبين. فالمتابع لمعسكر منتخب لبنان يلاحظ العلاقات الجيدة بين اللاعبين من ناديي النجمة والعهد سواء في التدريبات أو في فترات الراحة. ولعل الصور التي تسربت من غرف اللاعبين والتي تصوّر الأجواء الممتازة بينهم تؤكّد أن كل ما يقال عن خلافات وتوترات هي بين الجمهورين.
لكن هذا بحد ذاته خطير، فهل يكون الحل لدى المسؤولين؟
في المبدأ نعم. فالبيانات الصادرة عن الناديين تلعب دوراً في حالة الجمهور. البيانات النارية لا شك ستشعل مواقع التواصل الاجتماعي والعكس صحيح. وتوجيهات المسؤولين في الناديين الى ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مقربين منهم أيضاً تلعب دوراً سواء في التسعير أو في التبريد.
ومن السذاجة اعتبار أن اجتماعاً واحداً في مقر الاتحاد يحلّ إشكالات وتراكمات مرحلة طويلة من الشحن والتناحر، والمشكلة بين جمهوري الناديين أكبر بكثير من أن يحلها اجتماع.
فبالنسبة إلى جمهور النجمة الأكبر والأكثر انتشاراً من الصعب عليه تقبّل أي جمهور آخر في ظلّ فائض القوة التي يشعر به النجماويون. وفي الوقت عينه يعتبر العهداويون أن النادي أصبح يملك جمهوراً من الصعب التعامل معه كأقلية أو «درجة ثانية». لكن لا شك أن مثل اجتماع الأمس يعتبر خطوة أولى كسرت الجليد القائم في الفترة الأخيرة وتؤسس لخطوات مطلوبة قبل لقاء الفريقين في 15 نيسان في ختام الدوري بغضّ النظر سواء كان العهد قد حسم البطولة أم لم يحسمها.