العيون تتجه اليوم إلى مباراة يوفنتوس أمام ريال مدريد بناءً على حكم مسبق أنه لا قيمة لمباراة بايرن ميونخ وإشبيلية. الفريق الألماني بنظر معظم المتابعين حسم المعركة منذ أن سحبت القرعة في مدينة نيون السويسرية. ولكن «كذب المنجمون ولو صدقوا»؟ مباراة ملعب رامون سانشيز بخوان قد تغير ما هو متداول بين الناس لأن ما قدمه إشبيلية في مباراته أمام اليونايتد أثبت أن شخصية الفريق اختلفت مع مدربه الحديث العهد مونتيلا الذي جاء في أواخر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي. مونتيلا خاض مع إشبيلية مباراتين فقط في دوري الأبطال كانتا أمام مانشستر يونايتد تعادل في واحدة وانتصر في أخرى. إضافة إلى ذلك وعلى رغم «فشله» في تدريب ميلان إلا أنه لم يخسر في أوروبا منذ عام 2016. الاختلاف بين ميلان وإشبيلية، أن الإدارة في مدينة الأندلس تلتزم الصمت ولا تضع أي ضغط على المدرب ولا تتوقع منه الكثير لأنه لا يزال جديداً، أضف أنها لم تنفق الكثير في سوق الانتقالات على عكس ما حدث في ميلان. في إشبيلية تغير الحال أصبح مونتيلا يلعب بأربعة مدافعين، الفريق يقدم كرة هجومية ويتمكن من خلق الفرص في شكل كبير، لكن ما عانى منه مونتيلا في ميلان يعاني منه في إشبيلية إذ يتلقى الكثير من الأهداف. وأمام بايرن لا يمكن تعويض الأهداف التي قد تسجل عليك لأنه قوي في الدفاع والهجوم.

مباراة برشلونة السبت الماضي والتي انتهت بالتعادل (2-2) أظهرت أن إشبيلية قادر على إحداث المفاجأة في ربع نهائي دوري الأبطال، تفوّق إشبيلية بفارق هدفين على برشلونة «قبل دخول مسي»، الذي استطاع برفقة سواريز العودة في المباراة في آخر ثلاث دقائق. ظهر إشبيلية متوازناً، الفريق لم يخطئ كثيراً في التمرير واستطاع أن يخلق فرصاً أكثر من برشلونة. وما قد يعاب على مونتيلا في إشبيلية هو استمرار وضعه لبِن يدر ثاني هدافي دوري الأبطال كاحتياطيّ مفضلاً عليه الكولومبي لويس موريل. غياب بانيغا أيضاً بسبب تلقي بطاقة صفراء لن يكون في مصلحة «لوس روخي بلانكوس». إشبيلية الذي سيطر في العقد الأخير على ثاني البطولات الأوروبية (اليوروبا ليغ)، انتدب مدرباً بعقلية تتناسب مع النادي. مونتيلا ما زال شاباً وهذا ما يحتاجه الفريق. أما بايرن الذي لم يواجه إشبيلية في أي مباراة أوروبية من قبل يدخل اللقاء وهو يعود بالذاكرة إلى عشر سنوات بالتمام، بالتحديد إلى موسم 2007/2008 عندما تأهل بايرن على حساب الفريق الأندلسي الوحيد الذي واجهه في أوروبا وهو خيتافي، يومها تعادل ذهاباً (1-1) وتأهل من أرض خيتافي بتعادل (3-3). التاريخ ابتسم لبايرن في بلاد «طارق بن زياد» ولكن بايرن لم يفز في الأندلس من قبل. أما حاضر بايرن فهو الفوز الأخير على دورتموند «المهزوز» بستة أهداف مقابل لا شيء، خمسة جاءت في الشوط الأول، في مباراة ظهر فيها ريبيري شاباً. مباراة أظهر فيها يوب هاينكس فكره وما هي العقلية التي سيدخل بها مباراة إشبيلية، بدايةً بالضغط العالي لمحاولة حسم المباراة منذ الشوط الأول، التركيز على الأظهرة ولعب الكرات العرضية وهذا ما سيساعد فيها ألابا العائد من الإصابة.
لكن إشبيلية هذا الموسم أفضل من دورتموند وأفضل من بشكتاش وخسارة بايرن الأخيرة أمام لايبزغ (2-1) تظهر أنه من الصعب هزيمة بايرن ولكن الأمر ليس مستحيلاً. خبرة «العجوز» ستشكل الفارق في هذه المباراة. هيانكس (72 سنة) توج مرتين بهذه البطولة، ولا شك ــ بالنسبة للألمان ــ أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، على رغم أنه لا يرغب في الاستمرار مع بايرن. اللافت في ما يخص هذه المواجهة جاء في الصحف الألمانية، إذ لم تركز كثيراً في حديثها عن مباراة إشبيلية، إنما تحدثت عن الخبر السعيد بعودة فيدال، وتغنت بانتصار بايرن على دورتموند، وانشغلت بخليفة هاينكس!


سيشارك بايرن للمرة الـ17 في الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أكثر من أي فريق آخر.
وصل هاينك إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات فاز باثنين منها (1998- 2012-2013).
يتصدر ليفاندوفسكي قائمة هدافي "البوندسليغا" بـ26 هدفاً متفوقاً على ملاحقه بضعف الأهداف.
فاز إشبيلية في آخر ثلاث مباريات على أرضه أمام الفرق الألمانية من دون تلقي أي هدف.