كثرٌ هم اللاعبون الذين مروا تحت يدَي المدرب الاسطوري لمانشستر يونايتد «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغوسون. وكثرٌ هم اولئك اللاعبون الذين ذهبوا الى عالم التدريب في الدوري الانكليزي الممتاز عند انتهاء مسيرتهم في الملاعب، لكن الفشل الذريع كان بانتظار هؤلاء، اذ قد لا تتخطى عدد اصابع اليد الواحدة تلك الاسماء التي اصابت نجاحاً نسبياً، من دون ان تحقق انجازاً واحداً يشبه احد تلك الانجازات التي اصابها «السير».
سؤال يطرح نفسه بقوة: هل اخفى فيرغيسون اسرار المهنة عن اولاده، أم ان بعضهم عرف كيفية تلقي تلك التعليمات الثمينة اكثر من غيره، فكانت مفتاحاً له للانطلاق في عالم التدريب؟
الحقيقة ان مسألة التدريب وتحوّل اي لاعب الى مدرب ناجح ترتكز على عوامل عدة، لعل ابرزها تلك الشخصية التي يعكسها اللاعب على ارض الملعب، والتي يمكن ان تجعله في فترة لاحقة مدرباً ذا شخصية قوية، وبالتالي يفرز هذا الامر نجاحاً له على ارض الملعب.
والاكيد ان فيرغيسون لم يكن لديه شك يوماً في أن لاعبين من طراز الويلزي مارك هيوز والايرلندي روي كين والاسكوتلندي غوردون ستراكان وستيف بروس وبراين روبسون وبول إينس وغيرهم من اصحاب الشخصية القوية، سيتحوّلون الى مدربين. وفيرغيسون بطبيعة الحال بدا كأنه اختار بعضاً منهم لاطلاقهم نحو عالم التدريب لكي يكونوا على شاكلته في المستقبل القريب.
وهذا الامر يبدو جليّاً من خلال تعامله مع النروجي اولي غونار سولسكاير، الذي منحه فرصة لخوض تجربة تدريبية مع الفريق الرديف في مانشستر يونايتد، اطلقته بعدها الى الاضواء، حيث حصد النجاح مع فريق مولده في بلاده، ما فتح له الباب للعودة الى الـ «بريميير ليغ» من خلال تعيين كارديف له في منصب المدرب أمس.
والمسألة نفسها تنسحب على الشقيقين غاري وفيل نيفيل، حيث اوصى بمنحهما دوراً في الهيكلية الفنية ليونايتد، وهذا ما حصل حيث يعمل فيل اليوم مدرباً ضمن جهاز المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز، بينما يشغل غاري المنصب نفسه مع منتخب انكلترا. أضف ان التوصية الاخيرة لفيرغيسون كانت الاستعانة بالفكر الفني للويلزي راين غيغز الذي يلعب اليوم دوراً مزدوجاً كلاعبٍ ومدربٍ في «أولد ترافورد».
الا ان اللافت يبقى ان عدد المدربين المتخرجين من مدرسة فيرغيسون للعمل في الدوري الانكليزي، يتخطى الـ 20 مدرباً، لكن القاسم المشترك بينهم كان الفشل الذريع، وهذا ما حصل مع كين، الذي استقال من تدريب سندرلاند في ظل معاناة الفريق بقيادته ليذهب الى إيبسويتش، حيث كانت الاقالة في انتظاره. كذلك فان هيوز طُرِد من مانشستر سيتي وعاش اوقاتاً صعبة مع بلاكبيرن روفرز وفولام وكوينز بارك رينجرز. اما إينس، فكان مثالاً آخر عن الفشل، اذ باستثناء تدريبه بلاكبيرن في 2008، اشرف على فرقٍ مغمورة في انكلترا من دون ان يقنع اياً من الاندية الكبيرة بالذهاب للتعاقد معه.
ومهما يكن من امر، ومهما كثرت الاشادات التي يطلقها فيرغيسون على ابنائه السابقين، الذين تحوّلوا مدربين، فان عدم استعانته بأي منهم قبل اعتزاله التدريب ليس سوى دليل على انه يعرف قدراتهم المحدودة في هذا المجال، فهو صاحب الاسرار، وهو العارف بكمية ما نثره منها بين لاعبيه في غرف الملابس وملاعب التدريب.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




سولسكاير في دور المنقذ

يحمل أولي غونار سولسكاير مهمة انقاذ كارديف سيتي، الذي يعاني في الدوري الانكليزي، حيث يحتل المركز السابع عشر. وسيعتمد سولسكاير على ما اكتسبه من خبرة في تدريب مولده النروجي، حيث توّج معه بلقب الدوري مرتين على التوالي، اضافة الى قيادته لاحراز لقب الكأس.