«الفضيحة» التي حصلت ليست الأولى من نوعها بالنسبة إلى ريال مدريد. لنعود بالذاكرة ولكن ليس كثيراً، تحديداً خلال الموسم الماضي، حين فاز ريال مدريد على بايرن ميونخ الألماني، سجّل في اللقاء كريستيانو رونالدو ثلاثيّة كان من بينها هدفان كان يجب على الحكم إلغاءهما بداعي التسلل. وفي مرّة أخرى أيضاً، وفي نهائي دوري الأبطال الذي احتضنه ملعب سان سيرو في إيطاليا، تقدّم النادي الملكي بهدف لسرجيو راموس أيضاً كان يجب على الحكم إلغاءه بداعي التسلل. إذاً الحادثة ليست مفاجأة للكثيرين، فتكرار الأمر في أكثر من مناسبة وفي البطولة عينها يضع العديد من علامات الاستفهام حول ما يحدث تحت «طاولة دوري أبطال أوروبا» ولربّما يكون مدافع يوفنتوس جورجيو كيليني محقاً في كلامه للاعبي النادي الملكي «YOU PAY». يجب أن نتنبّه هنا، إلى أننا «نعرُض» ما يقال، ولا نتبناه. زلزال أول من أمس، لم يكن عادياً. لماذا تحظى هذه «التحليلات» بأرجحية بالنسبة إلى كثير من المتابعين؟
خرج برشلونة. لا يمكن لريال مدريد أن يخرج هو الآخر من دوري الأبطال. من سيشاهد المتبقّي من النسخة في حال خرج قطبا إسبانيا والمسيطران على البطولة في السنوات الأربع الماضية (3 ريال مدريد مقابل كأس واحدة للبرسا). الفريقان صاحبا أكبر قاعدة شعبية في العالم اليوم. الموضوع يأخذنا إلى أبعد ممّا يمكننا تصوّره. لن نتكلّم عن مراهنات و«مافيات» ورؤوس كبيرة تسيطر وهي التي تحكم بطولة ما، إلّا أن الأمر اقتصادياً يعدّ من الخسائر الكبرى للبطولة في حال لم يتمكّن كل من برشلونة وريال مدريد من المضي قدماً في دوري الأبطال. يقول خافيير تيباس رئيس الليغا الإسبانية، بأنه ومع زيادة عدد المباريات التي تقام عند الخامسة عصراً (بتوقيت بيروت)، أصبحت هناك زيادة نحو الـ50 مليون مشاهد من القارة الآسيوية يتابعون مباريات «الليغا». وهنا نتكلّم عن آسيا، هناك الدول العربية، حيث تسيطر شعبية كل من الناديين الإسبانيين على المشجعين. وفي أوروبا والعالم أجمع، لن يقدر أو لن يتقبّل مشاهدة بطولة دوري الأبطال خالية من «الأبطال» نفسهم. من الأمور التي تعد دليلاً على أهمية هذين الناديين بالنسبة إلى المشجّعين، حيث قال بوبي ماكون (صحافي في موقع «forbes») إنه في النسة الماضية وصل عدد المشاهدين لمباراة الكلاسيكو عبر العالم إلى 650 مليون مشاهد. ومن المتوقّع بأن يرتفع العدد إلى المليار في حال استمر كل من برشلونة وريال مدريد بالسيطرة على الكرة الأوروبية من سنة إلى أخرى.
تخيّلوا، لو كنا خسرنا كل هؤلاء، فقط لأن أليغري آمن بحظوظ يوفنتوس، ولأن الفريق الإيطالي قدم مباراةً كبيرة. الريّال من جديد في نصف نهائي الأبطال، عبر مساعدة الحكم أو عدمها، إلّا أن الوصول إلى مثل هذه المرحلة المتقدّمة والفريق يعاني في الدّوري باحتلاله المركز الرّابع في الليغا، يعد أمراً ليس بالسهل بالنسبة للفريق. اليوم وبعد «الفضيحة» التي حدثت، والأخرى في المسابقة الماضية (حيث تبين بوضوح أن هدفي رونالدو في بايرن ميونح غير صحيحين)، لا يوجد أي مبرر من قِبل رئيس الاتحاد الأوروبي انفانتينو بعدم إقرار استخدام تقنية الفيديو في دوري الأبطال الموسم المقبل. إلا أن القرار قد صدر ولا وجود لتقنية «العدالة» في السنة المقبلة، المفقودة في دوري الأبطال منذ مواسم عدّة.
وصل عدد المشاهدين لمباراة الكلاسيكو عبر العالم إلى 650 مليون مشاهد


في الأساس، المحللّون والاختصاصيون لديهم خلاصة واضحة ومعروفة للمباراة قبل أن تبدأ، خسارة أخرى لليوفي وفوز جديد لصاحب الأرض. ذهاباً وإياباً لمدريد. عوامل عدّة تجعل العديد من التكهنات بنتيجة المباراة صحيحة، أفضل لاعب في يوفنتوس الموسم الحالي باولو ديبالا موقوف بداعي الطرد في المباراة الأولى. نقطة أخرى يمكن أن نتطرّق لها وهي نتيجة مباراة الذهاب والخسارة المضاعفة التي تلقّاها فريق «السيدة العجوز» على أرضه وبين جماهيره بثلاثية نظيفة وعدم القدرة على تسجيل ولو هدف يتيم قد يسهّل الأمور في الإياب. بصافرة من حكم المبارة «الصغير في السن» الإنكليزي مايكل أوليفر بدأت المباراة وبصافرة «ملتبسة» منه انتهت. في الدقيقة الثانية وجد رفاق هدّاف دوري الأبطال التاريخي كريستيانو رونالدو أنفسهم متأخرين بهدف مبكر من لاعب افتقده «اليوفنتيون» في الذهاب داخل وخارج الملعب من رفاقه ومشجعي الفريق، الكرواتي ماريو ماندزوكيتش برأسية. ريال مدريد يعاني خلال الدقائق الاولى من اللّقاء، دفاع مهزوز بقيادة الفرنسي رافايل فاران والإسباني الشاب فاييخو، ومع غياب أبرز مدافع ضمن تشكيلة «الميرينغي» سيرجيو راموس، نتج عنه ضغط كبير وواضح من قبل يوفنتوس. «الضغط يولّد الأهداف». وبالفعل عند الدقيقة الـ37 وبرأسية أخرى من نفس اللاعب، أصبح اليوفي متقدماً بهدفين في قلب البرنابيو وكأن بسيناريو الأولمبيكو أصبح واقعاً. التوتّر الواضح على وجوه لاعبي مدريد، كان أحد العوامل التي أعطت الثقة في الجهة الأخرى من الملعب. الأمر اجتاز فكرة فوز في مباراة دوري أبطال، بل أكثر من ذلك، وفي لقطة ما بعد الهدف الثاني، أشار كريستيانو بأصبعه وكأنه يقول «نحتاج إلى هدف واحد فقط للتاّهل». الشوط الثاني كان استكمالاً لما انتهى عنده الشوط الاأل، ماتويدي سجّل الثالث والأمور أصبحت معقّدة بالنسبة إلى زيدان وريال مدريد. استمرّ اللقاء على ما هو عليه، ثلاثية لليوفي مقابل لا شيء للنادي الملكي، حتّى جاءت «الدقيقة الأخيرة» بالنسبة لجماهير «الريال»، الدقيقة التي أحرز من خلالها سيرجيو راموس هدفه في أتلتيكو مدريد في نهائي لشبونة، الدقيقة الـ93. ركلة جزاء يمنحها الحكم مايكل أوليفر لصالح ريال مدريد. ماذا تعني ركلة الجزاء في مثل هذا الوقت من المباراة؟ لا شيء سوى بأن ريال مدريد سيتأهّل. ركلة جزاء «مشكوك في صحّتها». محلّلون قالوا عنها بأنها لا ترتقي لأن تكون ركلة جزاء.
عادت من جديد كلمة «بينالدو» لتدخل عالم السوشل ميديا، فبعد تسجيل كريستيانو لركلة الجزاء واحتفاله الهستيري بخلعه للقميص، بدأ «التطبيل» الاعتيادي من مواقع التواصل لنجم ريال مدريد بأنه المنقذ دائماً، وبأن بطولة دوري الأبطال هي بطولته المفضلة. ثلاثية اليوفي تبخّرت هدفاً تلو الآخر في الهواء، وأفضل لاعب في المباراة، الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، نسي العالم ما قام به النجم والمحارب في المباراة، بكل بساطة، رونالدو سجّل وكيف؟ من ركلة جزاء، وماذا؟ غير صحيحة، ليصبح هو البطل القومي وأفضل لاعب في العالم. تخيّلوا نصف نهائي من دون رونالدو أو ميسي!



هل ركلة الجزاء صحيحة؟
طارق دياب ومحمد أبو تريكه محلّلا قنوات «بي إن سبورتس» أفصحا عن رأيهما بصراحة تجاه المشاهدين: «لا توجد ركلة جزاء». الخبير التحكيمي في القناة ذاتها جمال الشريف، لم يقدر على إعطاء المشاهدين حُكماً واضحاً وصريحاً عن لقطة ضربة الجزاء، فغلب على كلامه الحيرة وكلمات رددها كثيراً: «ركلة جزاء صعبة جداً على أي حكم». بعد احتسابها، فقد «جيجي» بوفون صوابه وانهال على الحكم «الأصغر منه سناً» بالشتائم والإهانات التي لم نكن لنتوقّعها من بوفون تحديداً، أدّت إلى طرده من المباراة، ليدخل مكانه الحارس البولندي تشيزني.