فاز النجمة على العهد في مباراة «البروفة» قبل لقاء الفريقين في نهائي كأس لبنان أواخر الشهر الجاري، لكنها مباراة اختلفت فيها الحسابات بين مدربي الفريقين باسم مرمر من العهد وثيو بوكير من النجمة. بالنسبة للأول التشكيلة كاملة، باستثناء أحمد زريق الموجود في أميركا لأسباب عائلية والقائد هيثم فاعور الموقوف اتحادياً. لكن «خزان» المفاتيح العهداوي لا يتوقف على لاعب أو اثنين فغاب عنصر الشباب عن التشكيلة الرئيسية بعكس مجموعة بوكير، والأخير لم يرد أن يكشف أوراقه قبل المواجهة الأخيرة في الكأس. أراد منح الفرصة للوجوه الشابة فكان أندرو صوايا ومهدي الزين حاضرين. كريم درويش وحسين شرف الدين كانا أساسيان أيضاً، وخليل بدر دخل في الشوط الثاني. إذاً لم يكن بوكير يسعى للفوز بقدر ما يسعى لمنح الثقة لبعض اللاعبين الذين قد يستعين بهم في المستقبل. هؤلاء بدوا وكأنهم سيحققون المفاجأة حين صنع مهدي الزين كرة سجّل منها كريم درويش هدف التقدم في الدقيقة 15. دخل العهد إلى الشوط الثاني مصمماً على الفوز أو التعديل على أقل تقدير، ومع وجود لاعب من نوع محمد حيدر لا يمكن أن تكون المهمة مستحيلة. نجم العهد سجّل الهدف الأول (بعد خطأ من حارس النجمة) وصنع الثاني لمحمد قدوح قبل أن يسجّل حسن شعيتو «موني» الهدف الثالث من ركلة جزاء. هكذا، أنهى العهد اللقاء فائزاً ونجح لاعبه موني في مشاركة نجم النجمة حسن معتوق وصافة ترتيب الهدافين بثلاثة عشر هدفاً لكلٍ منهما. لكن لقب الهداف ذهب للاعب الأنصار السنغالي الحاج ماليك بخمسة عشر هدفاً بعد أن سجل هدفي فريقه في مرمى السلام زغرتا مانحاً فريقه الفوز 2 - 1 في طرابلس.
مراسم التتويج كانت سريعة، حيث استلم لاعبو العهد الكأس وتوجهوا إلى ملعبهم. هناك كانت الصورة مختلفة. أجواء احتفالية بامتياز جمهور كبير انتظر لاعبيه ولافتة عملاقة غطت المدرج الأيمن للمنصة الرئيسية: العهد بطل لبنان، كما نصبت منصة خشبية وضعت مقابل المدرجات توافد إليها لاعبو الفريق بأسلوب استعراضي وعلى طريقة دخول لاعبي كرة السلة إلى الملعب. وتوضح الاحتفالات أنه أصبح للعهد جمهور كبير هو نتاج جهد كبير بدأ قبل سنوات.
من جهة أخرى، سيبقى فريق النبي شيت موسماً جديداً في الدرجة الأولى بعد أن فاز على مضيفه الإصلاح البرج الشمالي 4 - 0 على ملعب صور، ليهبط الشباب العربي إلى الدرجة الثانية بعد خسارته أمام مضيفه طرابلس 3 - 4. يوم سبت شيّق عاشته اللعبة بين الشمال والجنوب في ظل سيناريو كاد أن يكون مجنوناً في لحظاته الأخيرة. كرة رأسية للشباب العربي كادت أن تبقيه في الدرجة الأولى لو دخلت مرمى الحارس نزيه أسعد الذي التقطها وأطلق هجمة مرتدة جاء منها هدف طرابلس الرابع. النبي شيت حقق المطلوب وفاز، لكن ليس بالعدد الكافي من الأهداف. فما كان مطلوباً هو أكثر من أربعة أهداف، خصوصاً في حال فاز الشباب العربي. الأخير كاد يفعلها حين عادل النتيجة 3 - 3 بعد أن تأخر 1 - 3 لكنه لم ينجح في تسجيل هدف الفوز فخسر وهبط، وانتهى موسماً وحيداً للفريق الجبلي في دوري الأضواء.
لكن النبي شيت لم يكن الفائز الوحيد في صراع الهروب من الهبوط، ذلك أن طرابلس كان فائزاً معنوياً حين لعب بروح رياضية. فاز طرابلس ولم يلتفت إلى فريق المدرب زياد الصمد ابن مدينة طرابلس لاعبها السابق، فخاض لاعبو مدينة الفيحاء مباراة نظيفة وفازوا على ضيفهم مسقطين إياه إلى الدرجة الثانية.
(عدنان الحاج علي)