عاد ليونيل ميسي. ليلة أول من أمس التحق النجم الأرجنتيني بالحصة التدريبية لبرشلونة الإسباني للمرة الأولى منذ حوالى شهرين. 50 يوماً بالتمام والكمال لم نرَ فيها «ليو» في الميدان بكامل استعداده وحضوره البدني. اكتملت الصورة الآن بعودة «البرغوث». لا يمكن إلا أن تكون ناقصة في غيابه. لا يفرق إن تأهل برشلونة كأول للمجموعة الى دور الـ 16 في مسابقة دوري أبطال أوروبا وحافظ على صدارته للدوري الاسباني في ظل ابتعاد ميسي، من أن لا يخلّف غياب هذا الأخير فراغاً كبيراً. فراغ أحس به كل متابعي كرة القدم في الشهرين الماضيين. لا تألُّق نيمار واستعادة التشيلياني ألكسيس سانشيز وبدرو رودريغيز فعاليتهما وحضور فرانسيسك فابريغاس كلها كانت كفيلة بأن تعوّض غياب «البرغوث»، اذ لحضور هذا الأخير سحر آخر ورونق آخر. هذا الرأي ليس حصراً بمحبي اللاعب وأنصار برشلونة أو الأرجنتينيين، فهذا ما لا يمكن أن يخفيه حتى من لا يكنّون الحب لميسي ومن هم على خصومة مع النادي الكاتالوني.
بناء على ما تقدّم، تصبح عودة ميسي بعد غياب شهرين، وهي للتذكير أطول فترة له منذ ارتدائه قميص «البلاوغرانا»، أمراً غير عابر. تصبح حينئذ الحدث بعينه. تستحق هذه العودة أن يفرح المتابع لأجلها، مطلق متابع لكرة القدم وليس حصراً بمعجبي اللاعب. فهل يعقل أن لا يحب عاشق للساحرة المستديرة رؤية ساحر في الملعب؟ وإذا حصل هذا وتمنى أحد الغياب الطويل لميسي، فإنه، على الأقل، يحرم نفسه من المذاق اللذيذ الذي لا بد أن يتذوقه عند تحقيق فريقه او منتخبه الذي ينتمي له او يشجعه الفوز على فريق ومنتخب «ليو» في ظل وجود الأخير. فلنسأل، على سبيل المثال (وهو الأقرب والكثر سطوعاً) الألمان وصحفهم ومشجعيهم في العالم بأسره عن هذا المذاق الذي استطيبوه أيما استطياب مع المنتخب الألماني برباعيته الشهيرة في مرمى الأرجنتين، ومع بايرن ميونيخ في رباعيته الشهيرة في مرمى برشلونة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي في ظل وجود ميسي.
ليونيل ميسي عاد إذاً. يا له من نبأ سار نزل على مسامعنا ليلة الخميس! الكل كان في سباق لرؤية الصورة الأولى لـ«ليو» بقميص تدريبات «البرسا». لكن الأهم من ذلك هو السؤال المطروح حالياً: كيف ستكون هذه العودة؟
ما يمكن قوله هنا، بخلاف الأمنيات، أن إمكانية أن تكون «مرحلة ما بعد إصابة ميسي وغيابه، ليست كما قبلها»، لازمة يتذكرها كثيرون في المواعيد المقبلة، فكما كان واضحاً بأن الإرهاق الذي أصاب «ليو» في نهاية الموسم الماضي واستمر في الصيف حيث لم يحصل «البرغوث» على الإجازة «الطبيعية» نظراً الى المباريات الودية والخيرية الكثيرة التي خاضها حول العالم، فإنها تركت آثاراً كبيرة في بداية الموسم وكانت سبباً رئيسياً في وقوعه في الإصابة. من هنا، يمكن القول بأن «ليو» كان بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة لفترة طويلة على المستوى البدني ليستعيد جهوزيته، وكذا على المستوى النفسي بعد الضغوط الكثيرة والهجوم الإعلامي «الممنهج» والاتهامات التي تعرّض لها في الآونة الأخيرة. وبتعبير آخر، فإن الإصابة والغياب والعودة جاءت في توقيت مثالي مقارنة بالمدة التي تفصلنا عن الحدث الأبرز وحلم «ليو» وهو مونديال 2014.
ليونيل ميسي عاد إذاً. ما أحلاها من عودة.




الدعم المعنوي

لم تكن الحصة التدريبية الأولى لليونيل ميسي، صباح أمس، في ملعب التدريبات «ميني استادي» بجانب «كامب نو» بحضور الجماهير بعد الأولى المغلقة ليل الخميس، عادية، إذ تابعها 13200 مشجع جاؤوا لدعم «ليو»، وقد سجل فيها «هاتريك» خلال «تقسيمة» بين لاعبي برشلونة. من جهته، رأى فرانسيسك فابريغاس أن ميسي سيعود إلى الملاعب بقوة.