لم تكد صفوف ارسنال متصدر لائحة ترتيب الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم تكتمل نسبياً بعودة الالماني لوكاس بودولسكي من الاصابة حتى انتكس ثيو والكوت. هي فعلاً ضربة مؤلمة جداً للفريق اللندني الذي استفاد كثيراً في الفترة الاخيرة من خدمات لاعبه الاسمر، حيث يحتاج اليه هذا الموسم اكثر من اي وقت مضى لانهاء 9 مواسم عجاف لم يتذوّق فيها طعم لقب الـ «بريميير ليغ».
والكوت هو اسم على لائحة طويلة من لاعبي ارسنال الذين يقضون وقتاً في غرف العلاج اكثر مما يوجدون على ارض الملعب، اذ ان المتابع عن كثب لمباريات «الغانرز» يعرف تماماً ان نادراً ما كانت كل الخيارات متاحة امام المدرب الفرنسي أرسين فينغر، والسبب اصابة هذا اللاعب او ذاك وابتعاده لفترة غير قصيرة عن الملاعب.
طبعاً تعيش كل الفرق ازمة تعرض لاعبيها للاصابة، لكن عدد اللاعبين الذين يغيبون لفترات طويلة يبدو محدوداً مقارنة بما يحصل في ارسنال، اذ قبل والكوت كان هناك بودولسكي، وقبل الالماني كان هناك التشيكي توماس روزيسكي، الذي نسي العالم لفترة بأنه لا يزال ناشطاً في ملاعب كرة القدم. اما اليوم، فينضم والكوت الى الفرنسي أبو ديابي واليكس أوكسلايد - تشامبرلاين اللذين يصعب استذكار المرة الاخيرة التي ارتديا فيها قميص فريقهما.
ما يحصل في «استاد الامارات» من تعرّض اللاعبين لاصابات كبيرة على نحو متواصل لا يمكن سوى التوقف عنده، وخصوصاً عندما يتبيّن ان معظم هؤلاء اللاعبين وقبل قدومهم الى ارسنال كانوا يحضرون في عدد اكبر من المباريات بعكس مما هو عليه الحال الآن. وهنا المثل ينطبق على روزيسكي، الذي نادراً ما غاب عن مباريات فريقه السابق بوروسيا دورتموند الالماني، لكن مع وصوله الى لندن لم يتمكن من خوض عدد مقبول من المباريات المتتالية، بل ظل متنقلاً بين العيادة وملعب التدريب، ومعرّجاً في بعض الأحيان على ملاعب المباريات، فلم يستطع فينغر الاستفادة منه على النحو الذي كان يأمله.
وفي التشكيلة الحالية لأرسنال، لا يمكن اسقاط اسم لم يبتعد لفترة غير قصيرة عن الملاعب بسبب الاصابة، من الالماني بير ميرتساكر والفرنسي باكاري سانيا والبلجيكي توماس فيرمالن، مروراً بالإسبانيين ميكيل أرتيتا وسانتي كازورلا، وصولاً الى اسماء جديدة كان من المتوقع ان تأخذ دوراً اكبر في الموسم الجديد، على غرار الفرنسي يايا سانوغو.
والسؤال الذي يُطرح هنا: هل ارسنال غير محظوظ او اصيب بلعنة ما جراء الحسد، أم هناك مشكلة فنية - طبية في النادي؟
في هذا الاطار يمكن احصاء 34 لاعباً تعرضوا لاصابات غير بسيطة مع ارسنال في الاعوام الخمسة الاخيرة، وبالتالي غابوا عن ربع مباريات الفريق على الاقل. ومن بين هؤلاء اللاعبين الـ 34 هناك 27 لاعباً سبق ان دافعوا عن الوان نادٍ آخر، والمفارقة انه قبل مجيئهم الى «استاد الامارات» لم يغيبوا عن اكثر من 15% من مبارياتهم، ما يعني ان غيابهم في ارسنال يكون معدله مباراة من اصل اربع، بينما غابوا سابقاً عن مباراة من اصل ستة.
هذه العملية الحسابية البسيطة، تأخذنا الى الحديث عن لاعبَين عاشا هذا السيناريو مع ارسنال في فترة معيّنة دونه مع فريقيهما الحاليين. والمقصود هنا الهولندي روبن فان بيرسي، الذي تعرّض لاصابات كثيرة ايام كان لاعباً مع «المدفعجية»، وقد تقلّص عدد هذه الاصابات مع انتقاله الى مانشستر يونايتد. ومثله الاسباني سيسك فابريغاس، الذي لطالما عانى مشكلات عضلية قبل رحيله الى فريقه الأم برشلونة.
اصابة والكوت تعيدنا الى ما ذكره لاعبون سابقون في ارسنال، ولم يعره العالم اهتمام، وهو ان طريقة التدرّب في ارسنال تبدو «ناعمة» حيث يُمنع الاحتكاك بين اللاعبين، ما يعرّض هؤلاء لاصابات كثيرة في المباريات لكون اجسامهم ليست معتادة اللعب بقسوة.
والى طريقة التدريب التي قد تكون خاطئة، لا بد من وضع علامة استفهام حول الجهاز الطبي الموجود في النادي، الذي لا يبدو قادراً على تقويم الاصابات على نحو صحيح، ما يعيد اللاعبين الى دوامتها على نحو سريع.
الاسباب قد تكون كثيرة، لكن ما يهم جمهور ارسنال هو ان لا تتعطّل «المدافع» الاخرى التي جمعها فينغر في الفترة الاخيرة، اذ بات واضحاً ان ارسنال لا يعتمد على لاعب واحد في الدفاع او الهجوم، فهناك الالماني مسعود اوزيل والويلزي ارون رامسي والفرنسي اوليفييه جيرو وغيرهم الكثير.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




إلى سوق الانتقالات درّ

سلّة من الاسماء وضعها ارسنال امامه بهدف تعويض ثيو والكوت خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث تتأرجح الخيارات بين لاعب وسط مهاجم ورأس حربة صرف. وضمن هذا السياق، وضع ارسين فينغر عينه على الالماني جوليان دراكسلر من شالكه (الصورة)، الذي لن يفرّط بلاعبه بأقل من 45 مليون يورو. وهذا الشرط قد يدفع ارسنال الى البحث في مكان آخر مثل البرتغال، حيث يبرز اسم الكولومبي جاكسون مارتينيز مع بورتو. كذلك طفا الى العلن اسم الاسباني دييغو كوستا، ومواطنه الشاب الفارو موراتا.