يصعب في المانيا اختيار افضل حارس مرمى على مرّ التاريخ، فالأسماء التي حرست شباك المنتخب الوطني ببراعة كانت كثيرة، حتى وصل مانويل نوير واضاف اسماً جديداً الى اللائحة مُنصّباً نفسه افضل حارس مرمى في العالم. قبل نوير، كان هناك سيب ماير وهارالد «طوني» شوماخر وبودو إيلغنر واندرياس كوبكه واوليفر كان وينس ليمان...
فعلاً لم تعرف المانيا يوماً مشكلة في ايجاد حارس مرمى على مستوى عالٍ، لا بل هي هذه الايام تضمّ اقلّه خمسة حراس ممتازين قد يكونون بمستوى نوير، لذا أضحى صعباً على مدرب «المانشافت» يواكيم لوف اختيار الثلاثة الذين سينضمون الى تشكيلته في كل مرة اراد فيها الاعلان عن لائحة لاعبيه.
والمانيا تشبه ايطاليا كثيراً في هذا المجال، اذ ان هذين البلدين لطالما قدّما افضل الحراس على الساحة العالمية، وهو الامر الذي ربما يميّزهما عن بلدان اخرى فازت ايضاً بكأس العالم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت البرازيل تقدّم دائماً منتخباً بعشرة لاعبين نجوم دونهم حارس المرمى، ما عدا في مناسبات نادرة على غرار نهائيات كأس العالم 1994 عندما فرض كلاوديو تافاريل نفسه مفتاحاً اساسياً لانهاء 24 عاماً لم يحمل خلالها «السيليساو» تلك الكأس الذهبية.
وفي يومنا هذا يمكن اخذ انكلترا مثالاً في هذا المجال، اذ ان افضل حراسها، هو جو هارت الذي يرتكب الاخطاء بالجملة مع مانشستر سيتي ومنتخب «الاسود الثلاثة» على حدٍّ سواء. وافتقاد انكلترا حارسا بمستوى نوير مثلاً ليس بالامر المفاجئ برغم انتشار الاكاديميات المختصة في كل البلاد. هناك في انكلترا يقول كثيرون ان الفتى السمين هو من يلعب دور حارس المرمى في المدرسة، على اعتبار ان الفكرة هي انه بجسمه الكبير يمكنه منع الكرة من دخول المرمى!
اما في المانيا، فتختلف الامور تماماً، لان حراسة المرمى تمنح للفتى الافضل لياقة بدنية وليونة وقدرة على القفز، وايضاً للاذكى في قراءة تحركات الفريق الخصم، والاقوى في تسديدة الكرة.
اذاً في بلاد الالمان تؤخذ مسألة حراسة المرمى على قدر عالٍ من الجديّة، وهذا ما يوضح سبب تخريج الالمان حراساً رائعين غيّروا مفهوم معنى حراسة المرمى، بحيث بات كان مثلاً قائداً على ارضية الميدان برغم انه يقف خلف كل زملائه، وهو الذي برهن عن هذا الامر بحصده جائزة افضل لاعب في مونديال 2002.
في المانيا، حراسة المرمى عِلم، وهذا ما ثَبت في مونديال 2006 عندما درس مدرب حراس «المانشافت» كوبكه لأيامٍ طويلة طريقة تسديد اللاعبين الارجنتينيين لركلات الترجيح ثم اهدى ليمان ورقة صغيرة تحمل ملاحظات بهذا الخصوص، فكانت حاسمة في منح «المانشافت» بطاقة العبور الى نصف النهائي.
اذاً كل شيء مدروس، وهذا ما يوضح سبب تفوّق الالمان غالباً على خصومهم في اي مواجهة في ركلات الترجيح، وهذا ما عانته انكلترا امامهم في مونديال 1990 ثم على ارضها في مونديال 1996، حيث لا تكون ارتماءات الحارس عفوية او وفقاً لاحساسه بل مدروسة مئة في المئة، تماماً كالدروس التي تعطى للحراس الالمان اليوم بضرورة ان يعكسوا الشخصية الالمانية العامة في هذا المركز، وهي تختصر بالتضحية بكل شيء بهدف ابعاد الهزيمة عن الأمة، ولو اقتصر الأمر على تفجير الغضب بوجه اي زميل متلكئ.
باختصار التاريخ يحكي، افتقدت المانيا كثيراً مدافعين او لاعبي وسط او مهاجمين مميزين، لكنها لم تقف يوماً من دون حارس كبير، وهو تقليد سيستمر من دون شك فترة طويلة، وطويلة جداً.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




نهاية حقبة كاسياس

أنهى مانويل نوير سيطرة ايكر كاسياس لخمس سنوات على جائزة افضل حارس، محرزاً 211 نقطة في التصويت الذي شارك فيه 70 خبيراً وصحافياً حول العالم، ومتقدّماً بفارق 133 نقطة عن اقرب ملاحقيه جانلويجي بوفون.





مستقبل الكاتالوني


مارك - اندريه دير شتيغن هو الاسم الكبير القادم في حراسة مرمى المانيا. الشاب الموهوب أكد أول من أمس عدم تمديد عقده مع بوروسيا مونشنغلادباخ حيث يبدو انتقاله الى برشلونة شبه محسوم




الشيطان الصغير

رون - روبرت زيلر هو الحارس الآخر الذي سينافس على الرقم 1 في المانيا، فهو يبدو محط اهتمام عدد من الأندية الكبرى بعدما لعب مع مانشستر يونايتد من 2005 حتى 2010 عندما انتقل الى هانوفر