لطالما كانت الأخطاء التحكيمية موضعاً للجدل في عالم كرة القدم. وفي كأس العالم الكثير من الأحداث التي خلقت الشكوك حول صحة نتائج المباريات. من هدف انكلترا في نهائي 1966 إلى يد مارادونا وغيرها من اللقطات. لكن بطولة هذا الصيف في روسيا مختلفة تماماً حيث ان تقنية الـ «فار» و«عين الصقر» بدأتا بأخذ دورهما في خدمة القرارات التحكيمية. تقنية الفيديو على وجه الخصوص ساعدت كثيراً في الأيام القليلة الماضية من انطلاقة المونديال.استخدام تقنية الفيديو لم يتأخر كثيراً، ففي اليوم الثاني على انطلاقة كأس العالم لعبت البرتغال أمام إسبانيا في مباراة كانت الندية فيها واضحةً بين قطبي القارة العجوز حيث انتهت المباراة بالتعادل (3ــ3). هدف دييغو كوستا الذي جاء في الدقيقة الـ24 من الشوط الأول معلناً تعادل إسبانيا (1ــ1) دخل التاريخ، كأول حالة تحكيمية تستخدم فيها تقنية «VAR». ارتقى كوستا بعد تمريرة من سيرجيو بوسكيتس وظهر كأنه ضرب بيبي بمرفقه على وجهه، حيث سقط الأخير على الأرض قبل أن ينهي كوستا الهجمة بطريقة مثالية. اعترض لاعبو المنتخب البرتغالي على وجود خطأ، وبدا للجميع أن كوستا ارتكب خطأ، لكن المساعدين في الاستوديو تدخلوا في اتصال مباشر مع الحكم لتأكيد صحة الهدف. اللافت أن العملية لم تستغرق الكثير من الوقت وهو الأمر الذي يعدّ إيجابياً. التكنولوجيا كانت في خدمة العدالة الكروية في المباراة ذاتها، بعد تسديدة إيسكو التي ارتطمت بالعارضة لكنها لم تتخطّ الخط. طالب ايسكو بالإعادة لكن الحكم أشار إلى ساعته التي تضيء في حال تخطي الكرة للخط، إضافة إلى إمكانية معرفة ما إذا عبرت الكرة باستخدام «عين الصقر» التي تستعمل في لعبة كرة المضرب.
وفي اليوم الثالث على انطلاقة الحدث الكروي (السبت 16 حزيران/يونيو) شهدت مباراتان من أربع استخدام تقنية الفيديو، المفارقة أن الحالتين كانتا شبيهتين. استطاعت فرنسا الفوز على أوستراليا (2ــ1) حيث لم يرتق مستوى المنتخب الفرنسي إلى ما كان متوقعاً منه. تمريرة من بوغبا في ظهر المدافعين تلاه تدخل من مدافع المنتخب الأوسترالي بغية قطع الكرة أدى إلى عرقلة غريزمان، ولم يحرك الحكم أيّ ساكن واستمر اللعب بشكل طبيعي حتى خروج الكرة، بعدها طلب المساعدون من الحكم أن يتطلع على الحالة بنفسه وهذا ما حدث، ليحتسب الحكم بعدها ركلة جزاء لفرنسا في عملية لم تأخذ أكثر من 45 ثانية. الهدف الثاني للمنتخب الفرنسي احتُسب أيضاً جراء استخدام عين الصقر حيث لعب بوغبا الكرة اصطدمت بالعارضة وتخطت الخط لكنها لم تهز الشباك، وأكدت الإعادة أن الكرة عبرت ليفوز «الديوك» بعدها (2ــ1).
مساء السبت أيضاً، لعب منتخب بيرو أمام الدنمارك لأول مرة في تاريخ البلدين. منحت الفرصة للمنتخب البيروفي للتقدم وتسجيل هدف في كأس العالم بعد غياب استمر لـ36 عاماً. لكن كريستيان كويفا أرسل الكرة بعيداً عن مرمى كاسبر شمايكل الذي كان واحداً من أفضل اللاعبين في هذه المباراة. حصل كويفا على ركلة الجزاء بعد تدخل من يوسف بولسين عليه، لكن الحكم لم يحتسبها إلا بعد استعانته بتقنية الفيديو وسط احتجاج البيروفيين ونزولاً عند طلب المساعدين في الإستديو.
لعبت التكنولوجيا في الأيام الأولى لكأس العالم دوراً مهماً في مساعدة الحكام وإبعادهم عن أي قرارات قد تكون ظالمةً في حق هذا الفريق أو ذاك، الـ«VAR» أثبتت أهميتها حتى الآن وبطبيعة الحال فإن استخدامها لن ينحصر في هذه الحالات فقط إنما ستكون حاضرة في المباريات المقبلة.