66 مباراة لعبت بين نجوم والشرق والغرب حتى2017، فاز نجوم الغرب في 27 مناسبة، وللمرة السادسة من أصل آخر 7 مباريات، مقابل 38 فوزاً لأندية الشرق. ولُعبت المباراة الأخيرة لعام 2018 بنظام جديد بين فريق نجم كليفلاند كافاليرز (انتقل إلى لوس أنجليس لايكرز) ليبرون جيمس وفريق نجم غولدن ستايت ووريرز ستيفن كيري، وانتهت لصالح فريق الأوّل بنتيجة 148 ـ 145. فصلٌ جديد في هذا الصراع يفتح اليوم مع انتقال ليبرون جيمس من الشرق إلى الغرب.على خطى براينت وعبد الجبار
خلال فترة طويلة سيطرت أندية الشرق الأميركي على بطولة الرابطة الوطنية لكرة السلّة الأميركية NBA عبر بوسطن سيلتكس صاحب الـ17 لقباً. بعدها تناوب الشرق والغرب على البطولات، حتى فترة التسعينيات مع شيكاغو بولز الذي أعاد أمجاد الشرقيين بـ6 ألقاب خلال خلال أقل من 10 سنوات، ومن غير مايكل جوردان حينها كان قادراً على صناعة المعجزة. مع بداية الألفية الجديدة عاد الغرب ليفرض سيطرته المطلقة على البطولة، لاعب واحد تمّكن من إبقاء توازن نسبي، وحدّ من تفوّق الغربيين، ليبرون جيمس لاعب كليفلاند كافاليرز، الذي أحرز اللقب في مناسبتين مع ميامي هيت موسمي 2012 و2013 بعد أن كان وصل إلى 4 نهائيات، ومرّة واحدة مع كليفلاند كافاليرز عام 2016. لعب جيمس 15 عاماً في الشرق، كان دائماً ما يصل بفريقه إلى النهائي ولكنه بعد خسارة اللقب في آخر سنتين أمام غولدن ستايت ووريرز وتيقنه من أن إدارة الـ«كافز» لا تريد صناعة فريق قادر على المنافسة قرر الرحيل عن نادي مسقط رأسه. اختار «الملك» مدينة لوس أنجليس وجهة له، جذبته مدينة الملائكة بإرثها السلّوي الكبير. مدينة ماجيك جونسون وكريم عبد الجبار وكوبي براينت. هكذا انضم جيمس إلى مشروع لايكرز الجديد، الذي بدأته إدارة العمليات هناك بقيادة ماجيك جونسون بعد 24 ساعة من فتح باب الانتقالات. وتعتبر صفقة الملك الأعلى في النادي منذ عام 1996 تاريخ انتقال العملاق شاكيل أونيل إلى لايكرز. وبلغت قيمتها 154 مليون دولار على أربع سنوات.
الغلبة ستبقى لصالح الغرب الذي يعتمد على الخدمات والسياحة على شواطئ «الباسيفيك» الرحبة


يبدو أن لايكرز استفاق بعد أسوأ موسمين في تاريخه، وبعد فشله بالوصول إلى الـ«بلاي أوف» منذ 2013. تعاقد مع جايمس ليساعده على نفض غبار الخيبات، وتزيين قاعة «ستايبلس سانتر» بالكأس السابعة عشرة، ومعادلة رقم بوسطن. تعثرت مفاوضات لايكرز مع بول جورج نجم أوكلاهوما سيتي ثاندرز، وكان الفوز بزبدة سوق الانتقالات، أصغر لاعب يتخطى حاجز الثلاثين ألف نقطة بعمر 33 عاماً و21 يوماً، وهو رقم لم يصله الهداف التاريخي للـNBA كريم عبد الجبار إلا في عمر 36 سنة و217 يوماً. فازت مدينة الملائكة بالملك ليبرون، ولكن الخسارة الكبيرة ستكون في الشرق، بعد أن رحل آخر ملوكهم إلى الغرب. الشرق الأميركي المشهور بصناعاته الثقيلة، سيبقى خلال الفترة المقبلة عاجزاً عن مقارعة الغرب الواقع على ضفة المحيط الهادئ. انتقل ليبرون إلى الغرب ليكون بذلك إلى جانب راسيل ويستبروك نجم الثاندرز، ونجوم غولدن ستايت ووريرز كيفن دورانت وستيفن كيري وتومبسون وغرين وغيرهم الكثير، إضافة إلى جايمس هاردن نجم هيوستن روكتس وأفضل لاعب في الموسم الماضي، وراسل وويستبروك لاعب أوكلاهوما. نجوم الـNBA باتوا في الغرب، والهوّة الآن ستزداد بين المنطقتين. لن تشفع صناعات الشرق واقتصاده القوي في كرة السلّة، فالغلبة ستبقى لصالح الغرب الذي يعتمد على الخدمات والسياحة على شواطئ «الباسيفيك» الرحبة. مدينة الملائكة بدأت تستعيد بريقها، فجايمس الذي زرع بذور الألقاب في كليفلاند، لن يعاني كثيراً في لوس أنجليس لأن الإرث في مدينة الملائكة كبير، وشتلاتها ليست بحاجة سوى للري لتعود الألقاب إلى مدينة كريم عبد الجبار وكوبي براينت والملك ماجيك جونسون، من دون أن ننسى شاكيل أونيل القوي.
إضافة إلى جايمس، حصل لايكرز على توقيع لاعب إنديانا بيسيرز السابق لانس ستيفنسون البالغ من العمر 27 عاماً. وخلال ثمانية أعوام قضاها ستيفنسون في الدوري الأميركي، خمسة منها مع إنديانا، بلغ المعدل الوسطي له في المباراة الواحدة 8،8 نقطة و4،3 متابعة و3 تمريرات حاسمة. وتمكن ماجيك جونسون من الظفر بتوقيع راجون روندو (32 عاماً) الذي سبق له أن لعب لأندية بوسطن سلتيكس ودالاس مافريكس وساكرامنتو كينغز وشيكاغو بولز، ولعب الموسم الماضي مع نيو أورليانز بيليكانز حيث بلغ معدله في المباراة الواحدة 8,3 نقطة و8,2 تمريرة حاسمة، و4 متابعات. كما وقّع أيضاً مع لاعب الارتكاز كينتافيوس كالدويل ـ بوب ولاعب الوسط جافايل ماكجي قادماً من غولدن ستايت. بهذه الأسماء لن يكون لايكرز قادراً على المنافسة على اللقب بسهولة، ولكن الإدارة التي وضعت ثقتها بماجيك جونسون، واستطاعت أن تقنع جايمس المتعطش للألقاب، لا شكّ أنها تمتلك رؤية ومشروع واضحاً لاستعادة الأمجاد، وأربع سنوات كافية لتحقيق ذلك وأكثر، أمام قوّة الـ«ووريرز» وحضور الـ«روكتس».

هل يسكت الشرق؟
في أول ردة فعل، أعلن نادي غولدن ستايت ووريرز تجديد عقد مدربه ستيف كير بعد أن قاد النادي إلى لقب ثالث في المواسم الأربعة الأخيرة. وبدأ الدولي السابق (52 عاماً) مسيرته عام 2014 مع ووريرز بموجب عقد لخمس سنوات. وقاد كير الفريق إلى أربعة أدوار نهائية توالياً، حيث فاز باللقب ثلاث مرات وخسر مرة واحدة عام 2016 أمام كليفلاند كافالييرز. وحقق مع ووريرز 265 فوزاً مقابل 63 خسارة في الدوري المنتظم في المواسم الأربعة، و63 انتصاراً في أدوار الـ «بلاي أوف» مقابل 20 هزيمة. وكان كير حقق لقب البطولة كلاعب في 3 مناسبات أيضاً، بينها مرة مع شيكاغو بولز ومرتين مع سان أنطونيو سبيرز. كذلك جدد ووريرز أيضاً عقد نجمه كيفن دورانت (29 عاماً) لعامين إضافيين، على أن تصل قيمة المكافآت إلى 30 مليون دولار أميركي سنوياً. وبلغ معدل دورانت 25 نقطة على الأقل في المواسم العشرة الأخيرة.
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، أعلن غولدن ستايت تعاقده مع اللاعب ديماركوس كازنز من نيو أورليانز بيليكانز لمدة عام. وتعرض كازنز (27 عاماً) والذي يجيد اللعب في مركزي الجناح والارتكاز لإصابة في الرباط الصليبي الموسم الماضي الذي خاض فيه 48 مباراة مع نيو أورليانز، وبلغ معدله في المباراة الواحدة 25,2 نقطة مع 12,9 متابعة، و5,4 تمريرة حاسمة. وكان كازنز محط اهتمام لوس أنجليس ليكرز قبل أن يتعاقد مع ليبرون جيمس. الحرب طويلة، والأيام تتأرجح شرقاً وغرباً.



كريس بول باق
وقع كريس بول عقداً جديداً مع فريقه هيوستن روكتس يمتد لأربع سنوات مقابل 160 مليون دولار. ويلعب بول في صفوف هيوستن إلى جانب جايمس هاردن أفضل لاعب في البطولة الموسم المنصرم. وكان معدل بول البالغ من العمر 33 عاماً 18,6 نقطة في المباراة الواحدة، مع 7,9 تمرية حاسمة و5,4 متابعة. من جهته سينتقل اللاعب الفرنسي توني باركر من سان انطونيو سبيرز إلى تشارلوت هورنتس لموسمين، وسيكون بذلك إلى جانب مواطنه نيكولا باتوم. وأحرز باركر لقب الدوري الأميركي أربع مرات أعوام 2003 و2005 و2007 و2014، وخاض نحو 1200 مباراة في البطولة، منها 226 في الأدوار الإقصائية (بلاي اوف). وكان باركر أحد ركائز سان انطونيو إلى جانب الأرجنتيني مانو جينوبيلي وتيم دنكان، وشارك في مباراة كل النجوم ست مرات.