فاز ليو بالكثير من الألقاب على صعيد الفرق التي كان لاعباً فيها خلال مسيرته الكروية
كمدّرب، لم يكن ليوناردو بذلك المدرّب الكبير الذي يُذكر في تاريخ المدربين الكبار الذي مرّوا في «نفق» الفرق الأوروبية وتركوا بصماتهم فيها. فقد كانت أوّلى التجارب التدريبية للاعب البرازيلي السابق في ناديه المحبب ميلان. الفرصة أتت إلى يدي ليوناردو ليصبح المدير الفنّي لنادي الـ«روسونيري» وذلك بعد أن كان قبل سنة (2008) المدير الرياضي للفريق والذي يتخصص في الأمور المتعلّقة بالانتقالات واللاعبين. خرج كارلو أنشيلوتي وذهب باتجاه تشيلسي، ليتسلم ليوناردو مهمة التدريب التي لم ينجح فيها. موسم وحيد قضاه ليوناردو كمدرّب لميلان، حيث لم يحقق أي لقب برفقة النادي «اللومباردي». في الموسم الذي تلاه، أصبح لاعب الميلان والمردب والمدير الرياضي السابق في الميلان، مدرّباً لنادي إنتر ميلانو. خطوة لم تمرّ مرور الكرام في تاريخ اللاعب البرازيلي بالنسبة للجماهير الإيطالية الـ«ميلانية». فهؤلاء، وبحسب الصحافة الإيطالية، وبعدد ليس بالقليل، لم يوافقوا على عودة ليوناردو كمدير رياضي من جديد بعد أن «اتسخت» يداه في إدارة النادي الغريم لهم. وعلى عكس ميلان، لم يخرج ليو خارج الوفاض من الانتر، فقد حقق معه لقب كأس ايطاليا موسم 2010-2011. لكن لنعود لسان سيرو قليلاً، لليوناردو فضل كبير على جماهير الميلان، فهو المدير الرياضي الذي استقطب أفضل اللاعبين إلى النادي، واللـ«ليستا» طويلة! ألكساندر باتو من إنترناسيونال البرازيلي، شيفشينكو (إعارة من تشيلسي)، تياغو سيلفا قادماً من فلومينيسي البرازيلي، بيكهام (إعارة من لوس أنجيلس)، الساحر رونالدينيو من برشلونة وغيرهم من اللاعبين. شهرة ليوناردو الكبيرة ليس بليوناردو اللاعب، ولا حتّى المدّرب، بل كانت شهرة المدير الرياضي صاحب «العين الثاقبة» في اختيار وانتداب اللاعبين إلى هذا الفريق أو ذاك. كيف لا يكون مهماً، وقد عيّنه الرئيس القطري لنادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي كمدير رياضي لناديه وذلك في فكرة لبناء نادٍ فرنسي جديد في الساحة الأوروبية. باستوري، جيريمي مينيز، تياغو موتا، أسماء استقدمها ليوناردو إلى النادي الباريسي كأول الصفقات التي قام بها الـ«PSG» في حقبته الجديدة. اليوم يعود ليوناردو من جديد إلى ناديه ميلان خلفاً للمُقالين ميرابيلي وفاسوني، مديراً رياضياً معيّناً من قبل إدارة جديدة هي الأخرى (صندوق اليوت الأميركي). وبدأ «ثعلب» الانتقالات بالفعل دوره، حيث أصبح الآن في محادثات مع لاتسيو حول انتقال لاعب خط الوسط الصربي ميلينكوفيتش سافيتش إلى الميلان مقابل لوكاس بيليا. بلا شك، عودة ليوناردو هي خطوة على طريق عودة ميلان.
■ «اكتشافات» ثعلب الميركاتو
ألكساندر باتو: ذهب مع الريح
بدأ بلعب كرة القدم في الصّالات (خمسة لاعبين). برزت موهبته بشكل كبير مع فريقه الأوّل انترناسيونال البرازيلي، حيث شارك في 11 مباراة سجّل فيها ستّة أهداف. لم يبق باتو كثيراً في بلده البرازيل قبل أن يخطفه مواطنه ليوناردو المدير الرياضي لنادي ميلان الإيطالي وقتها (2008). بداية باتو مع فريقه الجديد ميلان كانت مميّزة، فبدأ الجميع ومع الفوارق طبعاً، يقارنه بالظاهرة رونالدو، نظراً إلى بروز نجمه في عمر صغير جداً. مباراة النادي الإيطالي في مواجهة ريال مدريد في معقله سانتياغو برنابيو ستبقى في ذاكرة الفتى البرازيلي. حينها، سجّل باتو ثنائيته الشخصية في مرمى حارس المرمى الكبير ايكر كاسياس، لتنتهي المباراة بفوز الـ«روسونيري» بثلاثة أهداف مقابل هدفين ضمن دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا. لم يكمل باتو على التنسق ذاته بسبب تغيير المدربين والفترة السيئة التي مرّ بها النادي ليعود من جديد إلى كورينثيانس بعد قضائه لست سنوات في ملعب سان سيرو.
■ تياغو سيلفا: القائد الأول
في نفس الفترة التي استقدم بها ليوناردو اللاعب الشاب البرازيلي باتو، كان هناك برازيلي آخر ولكن بأدوار مختلفة «اقتنصه» ليوناردو من نادي فلومينيسي البرازيلي. تياغو سيلفا مدافع باريس سان جيرمان الحالي، الذي كان أحد أهم اكتشافات المدير الرياضي لميلان في تلك السنة. حمل شارة قيادة الفريق لأكثر من موسم، وكان أحد الأسباب الأساسية في تحقيق الفريق لآخر لقب دوري له في 2011. تياغو ومع خروج ليوناردو من إدارة الفريق، وبداية تدهور وضع أحد أبرز عمالقة الكرة الأوروبية، خرج من ملعب سان سيرو باتجاه ملعب آخر، حديقة الأمراء. وليس من الصدفة، أن يذهب تياغو سيلفا إلى الفريق الذي انتقل إليه ليوناردو كمدير رياضي. باريس سان جيرمان كان ينفّذ مطالب الـ«قناص» البرازيلي ليوناردو. الذي تعاقد مرّة أخرى مع مدافعه تياغو سيلفا ليصبح هو القائد الأول للفريق الباريسي.
■ بيكهام: العلامة التجارية
لم يقتصر دور ليوناردو على استقطاب اللاعبين الذين سيفيدون ميلان بشكل مباشر من الناحية الفنّية، بل كان له فكر اقتصادي تجاري بامتياز. صفقة لاعب خط الوسط الانكليزي ونجم مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق ديفيد بيكهام كان لها أبعاد أكثر من مجرد فنّية ورياضية. فكما يعلم الجميع، كان بيكهام يعيش فترة «الهبوط» في مستواه خصوصاً بعد ان انتقل إلى نادي لو انجلس غالاكسي في أميركا. استقطب ليو الأيقونة الانكليزية كترويج لاسم اللاعب وللفريق في الملاعب الايطالية. كما حدث مع اللاعب نفسه عندما انتقل قبل اعتزاله إلى باريس سان جيرمان. لم تشتري إدارة نادي «الروسونيري» بيكهام، بل قد استقدمته على سبيل الاعارة في مناسبتين، وهنا تكمن حنكة المدير الرياضي السابق والحالي لميلان البرازيلي ليوناردو.