كان من المفترض لزيارة محافظ بيروت زياد شبيب لملعب بيروت البلدي، أمس، أن تتمّ من دون أيّ عقبات تذكر. إلّا أنّ ساعة رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر لم تضبط حسب ساعة شبيب، فغادر قبل عشر دقائق من حضور المحافظ. لكن جولة شبيب «السريعة» حول الملعب اتّسمت بإيجابيةٍ كبرى لبدء العمل الجديّ لتأهيله. لكنّ الأمر «بحاجةٍ الى استشارة أهل الاختصاص»، كما يقول. وقف شبيب فوق أرضية الملعب المهترئة، معايناً حال المكان، وكان متحمساً: «الملعب جزء من تراث بيروت ويجب أن يعاد فتحه أمام الجميع، وهذه الخطوة تصب في إطار مجموعة خطوات سيتم تنفيذها لدعم الرياضة بكل أشكالها، وخاصة كرة القدم». في الواقع، وبحسب المختصين، الملعب بحاجةٍ إلى خطةٍ هندسيّةٍ كاملة. وأمام الجميع، وضع «مسؤول الملعب»، محمد دوغان، شبيب أمام حلين أساسيين: إمّا إعادة إحيائه لاستضافة المباريات الكبرى، وبالتالي الحفاظ على أرضيته الطبيعية، وإمّا تحويله إلى ملعبٍ «عمليّ» للتدريبات على أرضيةٍ اصطناعية. يبدي الجميع حماسة أكبر باتجاه الاقتراح الثاني، رغم أنه غير مرغوب رياضياً ولا طبياً، لكنّ دوغان يشير إلى أنّ «الفيفا يقدّم عشباً اصطناعيًّا بمواصفات عالمية جيّدة». الملعب الصناعي إذاً أفضل لإمكانياتنا في لبنان، وسيساهم في استقطاب جميع الفرق اللبنانية من مختلف الفئات العمرية، وتالياً استقطاب الجمهور، وهذا حسب دوغان لأنه لا يستطيع «ضمان ريّ العشب الطبيعي دورياً». وإن كان مسؤول الملعب لا يستطيع ضمان ذلك، فمن يستطيع ضمان الأمر؟
لم يخفِ شبيب أنّ المنطقة تعاني «أزمة» مواقف سيارات حقيقية

لم تغب حساسية المنطقة السياسية والطائفية عن جولة شبيب التفقديّة، ودوغان الذي رافق شبيب ذكّر الصحافيين بالأمر، فــ«الملعب لم يستضف مباريات كبرى من الدوري اللبناني في السّابق»، ما عزّز لدى شبيب فكرة تحديثه ضمن سلسلة الملاعب الاصطناعية، على أن تبقى ملاعب المدينة الرياضية وصيدا وطرابلس خاصّة للمباريات الأسبوعية. من جهة أخرى، فإنّ الضرر الذي لحق بالملعب نتيجة إهماله لسنوات، لم يصب الشكل الخارجي وحسب. الوضع في غرف الملابس وغرف الحكام ليس أفضل حالاً. مياه مالحة غير صالحة للاستخدام، وانقطاع دائم للكهرباء. الصورة صارت واضحة لدى المحافظ، بانتظار السير في خطة العمل الجديّة التي قد تستغرق أكثر من عامٍ إذا ما تمت عبر بلدية بيروت من خلال تقديم دفتر شروط بالمواصفات المطلوبة للتأهيل. أو أن يتم تنفيذ المشروع مباشرةً عبر اتفاقية بين البلدية والاتحاد اللبناني لكرة القدم و«الفيفا»، ما قد لا يستغرق أكثر من 4 أشهر. تبدو هذه المهل في لبنان «سريعة» جداً، ولكن علينا أن ننتظر.
لم يخفِ شبيب أنّ المنطقة تعاني «أزمة» مواقف سيارات حقيقية، لكنّ مشروع بلديّة بيروت المقترح حول إمكانية الحفاظ على الملعب من جهة، وبناء مواقف سيارات تحت الأرض من جهةٍ أخرى يعتبر بالنسبة إليه «بعيد المدى»، أمّا الملعب، «فبات جزءاً من حياة أبناء المنطقة وهم أصحاب القرار وقالوا كلمتهم»، متسائلًا: «كيف يمكن إزالة الملعب في الوقت الذي صبغت المنطقة باسمه؟». وخلال جولة المحافظ، حضر اللاعب جهاد محجوب ممثلاً قدامى لاعبي نادي الأنصار. محجوب، الذي أثنى على عمل شبيب، أكد «حاجة أبناء المنطقة إلى مساحات عامة».