بين الفوز العريض للنجمة على الأنصار 3-0، والسقطة التاريخية للعهد أمام الأخاء الأهلي عاليه 0-5، وخروج شباب الساحل وصيف الموسم الماضي أمام طرابلس الرياضي بخسارته 1-2، وإقصاء السلام زغرتا للراسينغ ثالث ترتيب الدوري العام بتغلبه عليه 1-0، يمكن القول بأن ما حصل في مباريات الدور ربع النهائي لمسابقة كأس لبنان لم يكن متوقعاً على الإطلاق.
ولا شك في أن عنوان مباراة «الدربي» بين قطبي الكرة اللبنانية كان من المفترض أن يثير أكبر قدرٍ من الأحاديث والاهتمام، إلا أنه لم يكن بالإمكان سوى التوقف عند كلٍّ من المباريات الثلاث الأخرى أيضاً، حيث تركت النتائج المسجّلة مساحة مهمة للتحليل ولربط عنصر المفاجأة بكلٍّ من هذه المباريات.
الموجود في باحة ملعب المرداشية في زغرتا، كان بإمكانه التأكد بأن قمة النجمة والأنصار لم تفقد بريقها في أيامنا هذه حتى في ظل إقامتها خارج العاصمة أو مع تراجع مستوى الفريقين في الفترة الأخيرة وغياب جمهوريهما بالعدد الكبير الذي اعتاده المتابعون في «أيام العزّ». لكن جمهور «النبيذي» و«الأخضر» كانا حاضرين بأعدادٍ لا يستهان بها، من دون أن يتمكّنوا من الدخول في بادئ الأمر بسبب قرارٍ أمني، قبل أن تتوّج المساعي لحلحلة الأمور بتدخل أمين سر نادي السلام زغرتا شربل عزيزي ومسؤولي رابطة جمهور الفريق الشمالي، آخذين على عاتقهم مهمة تأمين دخول المشجعين وخروجهم من دون أي صدام، وهذا ما بدا جليّاً من خلال تواصلهم عبر أجهزة اللاسلكي منذ ما قبل انطلاق اللقاء وحتى صافرة النهاية، وذلك بمؤازرة عناصر من الجيش اللبناني ومديرية المخابرات الذين تدخلوا في كلّ مرة سمعوا فيها هتافات خارجة عن أطر الروح الرياضية. وكان لافتاً اهتمام إدارة السلام بنجاح استضافة المباراة ربما أكثر من مباراة فريقها، حيث وجود أعضاء من رابطة الجمهور في المرداشية بدلاً من توجههم الى ملعب العهد في بيروت، حيث كان يلعب فريقهم مع الراسينغ.
فنياً، لم يكن أشد المتفائلين بفريق النجمة أو أشد المتشائمين بالأنصار يتوقع هزيمة قاسية بهذا الشكل للفريق الأخضر الذي عانى غياب لاعبين مهمين عن صفوفه، إذ فضلاً عن الأهداف الثلاثة التي سجلها «النبيذي»، قدّم الفائز أفضل مبارياته على صعيد اللعب الجماعي منذ فترة طويلة، ما عكس أمرين، الأول هو حالة الجوع عند النجماويين لتحقيق فوزٍ مدوّ، وثانيهما هو فلسفة المدرب الألماني ثيو بوكير الذي رسم التشكيلة الأساسية لمرحلة الإياب، حيث التغيير الوحيد اللافت فيها هو وضع السنغالي سي الشيخ على مقاعد البدلاء. وفلسفة بوكير تتمحور حول الاحتفاظ بالكرة قدر الإمكان، وهذا ما يبرع فيه لاعبو الوسط النجماويين الذين كانوا وراء الأهداف الثلاثة، أولاً عندما لعب عباس عطوي عرضية، قابلها علي حمام بكرة أكروباتية (25)، وثانياً بعد ركنية من عطوي حوّلها أكرم مغربي برأسه الى الشباك (42)، قبل أن يعطي عطوي وحسن المحمد وخالد تكه جي درساً للأنصار في اللعب الجماعي انتهى بلمسة فنية من الأخير الى الثاني الذي سجل ثالث أهداف اللقاء (77).
أما خصم النجمة في نصف النهائي، فسيكون طرابلس الرياضي، الذي لم يترك شباب الساحل يهنأ بإقصائه الصفاء حامل اللقب في الدور السابق فأسقطه 2-1، على ملعب برج حمود.
وكان وليد فتوح بطل هذا الفوز بتسجيله هدفي فريقه (41 و72)، قبل أن يقلّص عماد الميري الفارق من ركلة جزاء (83).
وإذا كانت هذه النتيجة مفاجئة، فإن ما شهده ملعب الصفاء يمكن وصفه بالصدمة، وذلك بعد الفوز الساحق للإخاء الأهلي عاليه على العهد 5-0، كان نصيب ألكسي خزاقة منها «هاتريك» (14 و68 و90)، بينما سجل الهدفين الآخرين البرازيليان دييغو دي أوليفيرا (19) وجوزييل ليما (82).
هذه الخسارة المؤلمة تعني عملياً إقالة باختيار فانلي من تدريب العهد، فقد أكد أمين سرّ النادي الحاج محمد عاصي في اتصالٍ مع «الأخبار» أن الإدارة ستتخذ قراراً اليوم بإنهاء الارتباط بالمدرب الألماني ــــ التركي لعدم رضاها عن مستوى الفريق في الفترة الأخيرة، حتى عند تحقيقه للانتصارات التي وصفها بالصعبة «حيث لم يعرف المدرب الوصول الى توليفة مناسبة من قلب تشكيلة تعجّ بمواهب استثنائية».
وسيقابل الأخاء في دور الأربعة، السلام زغرتا الذي أطاح الراسينغ القوي بهدفٍ سجله أحمد الخطيب (47).

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




حمدان مساعداً لبوكير

سيكون حسين حمدان مساعداً لثيو بوكير في الجهاز الفني لفريق النجمة، إذ أكد في حديث مع «الأخبار» أنه لن يشارك لاعباً بعد الآن هذا الموسم، وذلك بعدما اختاره المدير الفني الجديد ليكون «يده اليمنى» في التمارين والمباريات، وهو إضافة الى مهماته الفنية يعمل على تسهيل التواصل بين الاول واللاعبين أيضاً، وهذا ما كان واضحاً من خلال إعطائه التعليمات خلال مباراة النجمة مع الأنصار أمس. ويحظى حمدان بثقة كبيرة من قبل بوكير، وهما سبق أن عملاً معاً خلال إشراف الالماني على فريق الحكمة.