كان الأمر يوصف دائماً بالممل، وغير الضروري، وبعض النقاد من كان ينعت «الفيفا داي» (فترة توقف الدوريات الأوروبية) بفترة الإصابات بالنسبة إلى اللاعبين. كلّها صفات تفنّن المشجعون بإطلاقها على أسبوع لطالما كان يأتي في منتصف الدوريات الأوروبية والذي عرف في السنوات الأخيرة بـ«أسبوع الفيفا». كان الأخير بمثابة فترة الرّاحة من ضغط مباريات الفرق الأوروبية وغير الأوروبية في دورياتها وتحديداً في دوري أبطال أوروبا. الإصابات وأسبوع الفيفا كلمتان لا تنفصلان عن بعضهما البعض.

ففي كل أسبوع منها، نسمع ونقرأ عبر الصحف عن إصابة لهذا اللاعب أو ذاك ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة، ما سيؤثّر سلباً على الفريق الذي ينشط فيه اللاعبون. اليوم، الأمر أصبح مختلفاً تماماً، ستبقى الإصابات إصابات، وأسبوع الفيفا سيستمر ولكن هذه المرّة بصورة «رسميّة» كاملة تحت مسمّى «دوري الأمم الأوروبية»، فما هو هذا الدوري وكيف يُلعب؟
من الطبيعي بأننا سمعنا أخيراً عن بطولة رسميّة تخص المنتخبات الأوروبية وتتعلّق بشكل مباشر ببطولة كأس الأمم الأوروبية (اليورو). عرفت البطولة باسم «دوري الأمم الأوروبية»، والتي يعتبر الهدف الأوّل من إنشائها وتأسيسها وإقرارها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، كما يقول، هو تأمين جو تنافسي جديد يخص به الاتحاد المنتخبات الأوروبية التي بدأ البعض من لاعبيها يفتقد بمعنى ما إلى «الروح التنافسية» التي لا تتوافّر في المباريات الودّية. ستكون بطولة دوري الأمم بطولة «ثوريّة» لم يشهد تاريخ كرة القدم مثيلاً لها. سيغيّر هذا الدوري طريقة تأهل المنتخبات إلى كأس الأمم الأوروبية. ولكن يبقى السؤال هنا، كيف تسير هذه البطولة وما هي أبرز وأهم قواعدها؟ النظام معقد قليلاً. يعتمد نظام بطولة دوري الأمم الأوروبية على وجود جميع المنتخبات الأوروبية والتي يبلغ عددها 55 دولة، تصنّف بحسب تصنيف الـ«UEFA» لعام 2017. تتوزّع هذه المنتخبات على أربعة دوريّات (كما الحال مع الفرق الإسبانية والإيطالية وغيرها من البلدان في دوريّاتها: درجة أولى/ثانية/ثالثة...). تسمّى هذه الدوريّات على الشكل التالي: الدرجة الأوّلى (GROUP A)، الدرجة الثانية (GROUP B)، الدرجة الثالثة (GROUP C) والدرجة الرابعة (GROUP D). الفائز من كل مجموعة في الدرجة الأولى سيتأهل إلى الدور الثاني من دوري الأمم الأوروبية والذي سيتشكّل من 4 منتخبات (أول كل مجموعة). الدّور الثاتي سيقام بنظام خروج المغلوب (أي النصف نهائي) والذي يُلعب في مباراة واحدة، وذلك لتحديد المتأهلين للمباراة النهائية والمتأهلين لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. أمّا الفائز في المبارة النهائية سينال بقب «بطل دوري الأمم الأوروبية». وهذا كله يحدث ضمن (GROUP A).
يهدف دوري الأمم الأوروبية إلى إعطاء المنتخبات «فرصة ثانية»


لم ننته من التقسيمات بعد، فكل درجة تقسّم إلى أربع مجموعات: الدرجة الأولى فيها أربع مجموعات، تضم كل واحدة ثلاثة منتخبات (12 منتخباً). الدرجة الثانية فيها أربع مجموعات أيضاً، وكل منها يضم ثلاثة منتخبات (12 منتخباً). أمّا الدرجتان الثالثة والرابعة، فتختلفان عن الدرجتين الأولى والثانية، بحيث تضم الدرجة الثالثة 15 منتخباً تقسّم على أربع مجموعات (مجموعة تضم ثلاثة منتخبات وباقي المجموعات تضم أربعة منتخبات لكل واحدة). أمّا الدرجة الرابعة والأخيرة، فيوجد فيها 16 منتخباً ينقسمون على أربع مجموعات، لكل مجموعة أربعة منتخبات. باستثناء الدرجة الأولى (GROUP A)، البقية يلعبون على الصعود والهبوط، أما لقب البطولة، فيُحصر بالدرجة الأولى (GROUP A). والصعود والهبوط، يعمل بهِ، في النسخة المقبلة، من «دوري الأمم الأوروبية». هذا على صعيد «دوري الأمم الأوروبية» نفسه. لكن هل هذه البطولة تقف في وجه تصفيات كأس الأمم الأوروبية؟ طبعاً لا. كل ما في الأمر، أن تصفيات كأس الأمم الأوروبية ستبقى قائمة، ولكن من الآن فصاعداً، ستختلف معايير التأهل فيها. في التصفيات، التي ستجري بعد «دوري الأمم الأوروبية»، ستُقسّم المنتخبات الأوروبية على عشر مجموعات في مرحلة التصفيات، يتأهّل بشكل مباشر إلى بطولة «اليورو»، منتخبات أصحاب المركزين الأول والثاني من المجموعات العشر. يصبح لدينا 20 منتخباً أوروبياً ضمن التأهل إلى أكبر بطولة أوروبية. يبقى لدينا أربعة منتخبات ليكتمل عدد المنتخبات المشاركة في اليورو (والذي أصبح عددها 24 منتخباً). كيف يمتلئ فراغ المقاعد الأربعة المتبقّية المؤهلة لبطولة كأس الأمم؟ الجواب هنا يصبح بين يدي بطولة «دوري الأمم الأوروبية»، وليس على أساس الملحق الأوروبي كما كان سائداً سابقاً (مِثال: السويد أخرجت إيطاليا في الملحق، كرواتيا أخرجت اليونان، إلخ).
ولإكمال عقد المتأهلين إلى «كأس الأمم الأوروبية»، وبما أننا بحاجة إلى تحديد هوية 4 منتخبات أوروبية، يجب أن نعود إلى «دوري الأمم الأوروبية». كما ذكرنا سابقاً، تقسم هذه البطولة إلى أربع درجات، وفي كل درجة نجد أربع مجموعات. قانون البطولة ينص على أن كل درجة، يجب أن تتمثّل بمقعد من هذه المقاعد الأربعة الفارغة التي بقيت بعد أن تأهل عشرون منتخباً إلى «اليورو» بعد أن خاضت فترة التصفيات. كيف تسير العمليّة؟ على سبيل المثال، في المجموعة الأولى من الدرجة الأولى (GROUP A)، والتي تضم كلاً من فرنسا وألمانيا وهولندا، تأهل المنتخبان الفرنسي والألماني عبر تصفيات أمم أوروبا بعد أن احتلا أحد المركزين الأول والثاني في مجموعتيهما. ولم يحالف الحظ المنتخب الهولندي بأن يتأهّل عبر التصفيات، يصبح هنا بإمكان هولندا بأن تخوض الملحق الأخير والفرصة الأخيرة حينما تتنافس مع غير المتأهلين إلى اليورو من مجموعات الدرجة الأولى كونها تصنيفاً تقع في هذه المجموعة (بحسب مراكز هذه المنتخبات في مجموعاتها) والذي يعرف بالـ«بلاي أوف». الأمر ذاته يحدث مع باقي الدرجات الثانية والثالثة والرّابعة. السؤال هنا، لم هذا النظام وإلى ماذا يهدف؟
في المقام الأوّل، يهدف دوري الأمم الأوروبية إلى إعطاء المنتخبات «فرصة ثانية» في حالة عدم التأهل عبر خوضها التصفيات، وفي الوقت عينه، إعطاء المنتخبات التي تتميز بمستوى أقل في التأهل عبر التصفيات المؤهلة لليورو، وذلك سيكون عبر المنافسة مع بعضها البعض (فرق الدرجة الرابعة) ليحجز واحد منهم مقعداً له في بطولة كأس الأمم الأوروبية. بمعنى أن هذا الدور المحدد لهوية الفرق الأربعة المتبقية المشاركة في «كأس الأمم الأوروبية»، سيجري وفقاً لحسابات «دوري الأمم الأوروبية»، وحسب مجموعاتها الأربع، بحيث تلعب مواقع الفرق ضمن مجموعاتها في «الدوري» دوراً في تحديد أحقيتها بالمشاركة في «كأس الأمم الأوروبية».
من الطبيعي أيضاً، أن أهداف هذه البطولة (دوري الأمم)، اقتصادية أيضاً، فأن يأسس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) بطولة ويعتبرها «رسميّة»، فهذا الأمر ليس لوجه الله، وليس حباً بالجماهير الذين «يكرهون» المباريات الدولية الودّية. ففي النهاية هي بطولة، والبطولة ستدفع بوجود جماهير أكثر في الملاعب، ومتابعين أكثر من خلف شاشات التلفزيون، وبطبيعة الحال، سيكون هناك حقوق للنقل وغيرها من الأمور الماديّة التي تلتحق مع أي بطولة كبرى. أما فرص الفوز بها، فهي كالعادة، تخضع للحسابات الفنية، والفرق المرشحة، هي نفسها. نتحدث عن فرنسا وألمانيا وإسبانيا، وهذه الفرق. بلا شك، سيبدو «دوري الأمم الأوروبية» في البداية معقداً بالنسبة لكثيرين، خاصةً عندما يتعلق بتحديد الأربعة فرق التي ستتأهل إلى «كأس الأمم الأوروبية» عبر هذا الدوري تحديداً.



«يورو 2020» في 13 مدينة
ستقام بطولة أوروبا «2020» في 13 دولة مختلفة، عقب إعلان الاتحاد الأوروبي تنظيم البطولة في مختلف أنحاء القارة العجوز. وبهذا القرار أصبحت ترشيحات الدول ملغاة. وتم اختيار مدينة من كل دولة. وهي البطولة الثانية التي ستحتضن 24 منتخباً بعد بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا. والفائز بالبطولة سيتأهل إلى نهائيات كأس القارات 2021 التي ستقام في قطر. وتعتبر هي النسخة السادسة عشرة من بطولة أوروبا. وتم الكشف عن هذه المدن في 19 سبتمبر 2014 وهي: بروكسل (بلجيكا)، كوبنهاغن (الدنمارك)، بودابست (المجر)، دبلن (جمهورية ايرلندا)، أمستردام (هولندا)، بوخاريست (رومانيا)، غلاسكو (اسكتلندا)، بلباو (إسبانيا)، باكو (أذربيجان)، ميونخ (ألمانيا)، روما (إيطاليا)، سانت بطرسبرغ (روسيا)، لندن (إنكلترا).