في ظل خوض المنتخبات الأوروبية غمار بطولة «دوري الأمم الأوروبية» في ما بينها، تستغل المنتخبات الأخرى (من غير القارة الأوروبية) فترة التوقّف في الدوريات بلعب مباريات ودّية. من بين هذه المنتخبات، المنتخب البرازيلي. فبعد خيبة الأمل التي تلقّاها مشجّعو «السيليساو» في بطولة كأس العالم الأخيرة في روسيا بعد أن خرج نيمار وزملاؤه من الدور ربع النهائي على يد المنتخب البلجيكي بنتيجة 2-1، جدّد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم الثقة بالمدرب «تيتي» حيث سيستمر في مهامه وسيخوض برفقة المنتخب بطولة كوبا أميركا المقبلة على أرض البرازيل تحديداً. ما حدث مع «تيتي» هو أمر غير اعتيادي، حيث أنه وفي السنوات الأخيرة، لم يستمر مدرب برازيلي في تدريب المنتخب بعد أن يكون قد خرج من بطولة قاريّة. أجرى المدرب «تيتي» اثني عشر تغييراً على التشكيلة المكوّنة من 23 لاعباً التي مثّلت البرازيل في المونديال الروسي الأخير. هذه التغييرات لها عدّة أسباب، أبرزها الاستعداد منذ الآن لبطولة كوبا أميركا 2019 وبطولة كأس العالم المقبلة (قطر 2022). بطبيعة الحال، حافظ تيتي على أفضل الأسماء لديه، والمتمثّلة في كل من نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، وفيليب كوتينيو لاعب برشلونة وتياغو سيلفا وغيرهم من اللاعبين، بينما كان من ضمن الوجوه الجديدة لاعب مانشستر يونايتد أندرياس بيريرا، ولاعب ايفرتون المتألق أخيراً في الدوري الإنكليزي ريتشارلسون (والذي يعتبر أغلى لاعب في تاريخ النادي)، إضافة إلى بعض اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي كالمهاجم إيفرتون سواريس لاعب غريميو. بحسب ما تداولته الصحف البرازيلية، فإن تيتي سيدخل المباراة الودّية الأولى له والتي ستكون في مواجهة المنتخب الأميركي الذي سيفتقد بدوره لخدمات لاعبه الشاب كريستيان بوليزيتش بسبب الإصابة، بتشكيلة أساسية تضم أبرز لاعبي المنتخب بالإضافة إلى الوجوه الجديدة في التشكيلة الأساسية، كلاعب خط وسط مانشستر يونايتد فريد. لكل مدرّب أخطاء، ومن بين الأخطاء التي وقع فيها تيتي في المونديال الأخير، إصراره غير المبرر على لاعب مانشستر سيتي غابرييل جيسوس في مركز رأس الحربة الأساسي على حساب مهاجم ليفربول روبرتو فيرمينو. الأخير، وبحسب التشكيلة المتوقّعة، سيكون أساسياً في المباراة أمام أميركا. ربّما سيقلب تيتي صفحة الخيبة الأخيرة التي تعرّض لها في المونديال، وسيبدأ عملية بناء جديدة تعيد «اسم البرازيل» وتأخذ بعين الاعتبار الرقم التاريخي لعدد مرات الفوز بكأس العالم، كما آمال عشاق كرة القدم في كل العالم.