انحصرت المنافسة على لقب الدوري في المواسم الماضية بين أربعة أندية. العهد، النجمة، الصفاء والأنصار، كانوا الأقوى، إلى جانب السلام زغرتا. هذا الموسم، يبدو أن الفرق الأربعة سيزاحمها طرفٌ خامس، هو الإخاء الأهلي عاليه. رغم أن الأضواء ليست مسلّطة على الفريق وهو ليس مطالباً بتحقيق اللقب، إلا أن العناصر التي يضمّها قادرة على صنع المفاجأة. هو الأكثر استقراراً إلى جانب العهد، والوحيد الذي لم يغيّر مدرّبه منذ موسم ونصف، وتشكيلته تعتمد على اللعب الجماعي دون الاتّكال على النجم الواحد، وفي الحقيقة، هو على الطريق الصحيح.لطالما ارتبط اسم الإخاء الأهلي عاليه بمصطلح «الحصان الأسود»، كونه الفريق غير المنافس، الذي يُعرقل الفرق الكبيرة ويحتل مركزاً ضمن ترتيب النخبة. فقد الفريق الجبلي هذا اللقب في المواسم الماضية، خاصةً حين سقط إلى الدرجة الثانية، إلا أنّه استعاد موقعه في الموسم الماضي. لأول مرةٍ يصل الإخاء إلى نهائي كأس النخبة. حقق انتصاراً تاريخياً على الأنصار (5-1 في كانون الثاني 2017)، فاز على العهد للمرة الأولى منذ أربع سنوات، وتأهّل إلى نصف نهائي كأس لبنان أيضاً لأول مرة منذ التاريخ الأخير عينه. كل ذلك، قد يجعل الإخاء «الحصان الأبيض» في البطولة، ويضعه على رأس الترتيب لأول مرة، وهو الفريق المنافس غير المضغوط.
السبب الرئيسي الأول في نجاح الفريق يعود إلى المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، الذي تولّى منصب المدير الفني في شتاء موسم 2016-2017، محققاً 45 نقطة من 96 متاحة. احتضان الإدارة له وللاعبين وتأمين جوٍّ من الاستقرار أوصلا الفريق إلى المركز الرابع في ترتيب الدوري، بفارق ثلاث نقاط عن الصفاء الثالث.
يقول أبو الهيل إن فريقه ليس منافساً على اللقب، إلا أن توليفة لاعبيه تُشير إلى العكس. استطاعت الإدارة الحفاظ على جميع اللاعبين ضمن خطط المدرب، وضمّت إليهم عشرة لاعبين جدد، هم البرازيليان هيغور غونسالفيس وكارلوس ألبرتو، والإيطالي كريستيان لوكا، إلى جانب محمد عطوي ومحمد القرحاني وحسن ترمس وحسين ماضي وشادي سكاف، حتى تعاقد أخيراً مع خالد تكه جي، واستعار خدمات مهاجم النجمة كريم درويش. هؤلاء، إلى جانب الحارس الشاب شاكر وهبي والمدافعين أحمد عطوي وإبراهيم خير الدين ونادر مروش، ومعهم الفلسطيني محمد أبو عتيق في الوسط، وأمامهم أحمد حجازي، في حين يستعيد الفريق لاحقاً خدمات سعيد عواضة وألكسي خزاقة. مزيجٌ من المخضرمين والشباب، مدعومين بعناصر أجنبية جيّدة. تشكيلة قادرة على إحراج أي فريق، وهو ما حصل مع عشرة من الفرق الـ13 التي واجهها الإخاء منذ التعاقد مع أبو الهيل، في حين لم ينجح الفريق بالفوز على النجمة والتضامن صور والشباب العربي (هبط إلى الدرجة الثانية).
يُعيب البعض على فريق المدرب العراقي اعتماده على التحفّظ الدفاعي، المبالغ فيه أحياناً، إلا أن آخرين يرون أن خطّة اللعب التي يعتمدها خاصة أمام فرق المقدّمة، هي التي مكّنته من الفوز على جميع هؤلاء، باستثناء النجمة، الذي لم يستطع لاعبو الإخاء التسجيل في مرماه خلال أربع مناسبات مع مدربهم الحالي. يبدو نادي الإخاء جاهزاً اكثر من أي وقت مضى، لتحقيق لقب ما للفريق الغائب عن الألقاب. قد يكون كأس لبنان ضالّته، خاصة أن البطولة شهدت فوز العديد من الفرق باللقب، دون أن تحقق لقب الدوري، كطرابلس والسلام زغرتا والمبرة وشباب الساحل. في حال تخلّي أبو الهيل عن الالتزام الدفاعي في بعض المباريات، وهو أمرٌ لعب دوراً إيجابياً من جهة حفاظ الفريق على نظافة الشباك عشر مرات في الموسم الماضي وعدم تلقّيه سوى 19 هدفاً، كثاني أقوى خط دفاع، وآخر سلبياً، إذ اكتفى اللاعبون بتسجيل 23 هدفاً في 22 مباراة، وهو خامس أضعف خط هجوم، قد يتمكّن الفريق من ملامسة رصيد الأربعين نقطة، الذي كاد أن يصل إليه قبل ستة مواسم (39) حين حلّ رابعاً خلف الراسينغ بنقطة والنجمة بست نقاط.


ملعب بحمدون.. الأرض الصعبة
خمس مباريات سيخوضها الفريق على ملعب أمين عبد النور في بحمدون خلال مرحلة الذهاب. في الموسم الماضي، لم يخسر الإخاء أي مباراة محسوبة على أرضه، باستثناء تلك التي خاضها أمام النجمة، إلّا أنها لُعبت في صيدا. أول الزائرين هذا الموسم سيكون السلام زغرتا، الذي سقط بثلاثة أهدافٍ في الموسم الماضي في بحمدون. النجمة والتضامن صور والراسينغ وطرابلس سيحاولون أيضاً التغلّب على الفريق الجبلي على أرضه، فيما سيرحل الأخير لمواجهة شباب الساحل والصفاء والعهد والشباب الغازية والأنصار والبقاع الرياضي على خمسة ملاعب. أمرٌ وحيدٌ ينقص الإخاء ليكون منافساً صعباً، هو الجمهور. كان لافتاً عدم امتلاء المدرج المخصص لمشجعي الإخاء في معظم مباريات الموسم الماضي، رغم ضيق حجمه، إلا أن الحضور في نهائي كأس النخبة أمام النجمة على ملعب مدينة كميل شمعون أظهر وجود فئة كبيرة متابعة للفريق الجبلي.