هل استجابت القوى الأمنية لوجهة نظر النجمة بإلغاء المباراة؟
لكن يبقى قرار القوى الأمنية بترحيل المباراة إلى طرابلس ليس مفهوماً أصلاً. السبب الأساسي هو انشغال العناصر بتأمين المجالس العاشورائية في الضاحية الجنوبية وبيروت، ولكن كيف يُمكن أن تُلعب مباراة بهذه الحساسية، أثناء مناسبة حسّاسة أيضاً، في منطقةٍ «بعيدة» عن القاعدة الجماهيرية النجماوية؟ للإنصاف، القرار النهائي من جانب القوى الأمنية كان عدم إقامة المباراة هذه تحديداً. وفي هذا، حسب المصدر الاتحادي، استجابة لوجهة نظر النجمة، إلا أنّها لم تطلب تأجيل الجولة كاملةً، إذ إن أيًّاً من المباريات الخمس الأخرى ستُلعب في العاصمة، بل إن فريق طرابلس سيلعب مباراة على ملعبه مع شباب الساحل، والشباب الغازية يلتقي التضامن صور في كفرجوز، والبقاع الرياضي يستضيف الراسينغ في بلدة النبي شيت، بينما يلعب الإخاء في بحمدون مع السلام زغرتا، ويلتقي العهد مع الصفاء على ملعب صيدا. لكن هل يعقل أن تؤجل المباريات حسب «أمزجة» الفرق؟ وحسب «القواعد الطائفية»؟ وإذا كان اتحاد الكرة قد أرغم فعلاً على تأجيل الجولة، فهذا يعني أنه ضعيف، وليس هو السلطة الأعلى في لعبته، رغم أن مصدراً يؤكّد أن القرار كان اتحادياً.
تدخُّل أحد الأندية ــــ لدى القوى الأمنية ــــ وفرضه عدم إقامة إحدى المباريات، هو أمرٌ يبدو أن الاتحاد لم يرضَ به. أجّل الجولة بأكملها، ليس إلى وقت فراغٍ خلال الدوري، بل إلى الأسبوع المقبل، معيداً جدولة جميع الجولات. وبما أن الدوري لن يتوقّف سوى مرة واحدة لمدة اُسبوع في شهر تشرين الثاني إفساحاً في المجال للمنتخب اللبناني بخوض مباراتين وديتين مع أوزبكستان وأوستراليا، ذلك يعني أن الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب ستُؤجّل إلى منتصف كانون الأول، قبل عطلة الأعياد بنحو أسبوع. أضعف الإيمان، كان من الممكن أن يُؤجّل الاتحاد مباراة النجمة والأنصار وحدها. هذا الأمر ليس بجديد. لو كانت هناك أسباب منطقية، كمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية مثلاً (علماً بأن الفرق التي تُشارك في كأس الاتحاد الآسيوي تُؤجّل مبارياتها لمدة تتجاوز الشهر)، لذكَر اتحاد اللعبة ذلك في تعميمه الأخير، لكنّه قرر أن يحمّل القوى الأمنية المسؤولية. هكذا يبدأ، أو كان من المفترض أن يبدأ، الموسم الكروي الجديد.