حملت الجولة الرابعة من «الليغا» الإسبانية معها نتائج «مفاجئة» للبعض، لكنها كانت متوقّعة للمتابعين، نظراً لصعوبة المباريات التي خاضتها فرق المقدّمة في مواجهة الفرق الباسكية الثلاثة. تعثّر ريال مدريد أمام النادي الباسكي الأول أتلتيك بلباو بعد أن تعادل معه بنتيجة 1-1 في «السان ماميث». ومن جهته حقق النادي الكاتلوني برشلونة فوزاً صعباً على الفريق الباسيك الثاني ريال سوسيداد في معقله «الأنويتا»، بينما لم يستطع رجال المدرب دييغو سيميوني من تحقيق الانتصار أمام إيبار وذلك بعد أن أجبره الفريق الباسكي على التعادل في «واندا مترو بوليتانو».بدأت المباراة بارتباك من الكاتلان في ملعب «الأنويتا» غير المحبب من قبل لاعبي البارسا ومن إدارة النادي ومن جمهوره. كيف لا، وأن الأرقام تبرهن «النحس» الذي يتعرض له برشلونة عند سفره إلى الأراضي الباسكية وعندما تطأ أقدام اللاعبين أرضية هذا الملعب. 17 تعثراً ما بين تعادل وخسارة من أصل آخر 23 زيارة لملعب «الأنويتا» من ميسي ورفاقه. ما زاد الطين بلّة، وصعّب الأمور أكثر وأكثر على جماهير الـ«بلاوغرانا» هو التشكيلة التي دخل فيها المدرب أرنستو فالفيردي المباراة. ثلاثي في خط الوسط الذي كان يمتلك في السابق أسماء كتشافي هيرنانديز وأندريس أنييستا وفابريغاس وغيرهم، أصبح الآن كل من سيرجيو روبيرتو ورافينيا آلكانتارا هما ثنائي خط الوسط إلى جانب لاعب الارتكاز في هذه المباراة الكرواتي إيفان راكيتيتش. جلس على مقاعد البدلاء لاعبا الفريق الكاتلوني الجديدان والمنتقلان حديثاً في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، كل من البرازيلي آرثير ميلو والتشيلي «المحارب» آرتورو فيدال، إلاّ أن «الفتى المدلل» لدى فالفيردي، سرجيو روبيرتو، بقيت لديه الأفضلية على هذين اللاعبين. في المباراة تعرّض برشلونة لضغط كبير في الشوط الأول أسفر عن نهايته بتقدّم الفريق الباسكي بهدف سجّله اللاعب الإسباني أريتز اليستوندو عند الدقيقة 16. في الشوط الثاني، بدأ المدافع «منهي الصلاحية» جيرارد بيكيه يتفنن في أخطائه الدفاعية.
تعثر برشلونة 17 مرة من أصل آخر 23 زيارة لملعب «الأنويتا»

الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغين كانت مهمتّه الوحيدة في المباراة قائمة على حماية مرماه من تلقي الأهداف وترميم أخطاء بيكيه. أنقذ تير شتيغين برشلونة في ثلاث مناسبات كاد فيها النادي الباسكي أن ينهي المباراة بأكثر من هدف لمصلحته. سجّل الفريق الكاتلوني هدفي الفوز عبر كل من لويس سواريز وعثمان ديمبيلي مستغلاً أخطاء الحارس الأرجنتيني لمرمى ريال سوسيداد رولي. الجدير بالذكر أن النجم الأرجنتيني ليو ميسي لم يكن في أفضل حالاته، ممّا يفسّر لنا معاناة الفريق في هذه المباراة التي لطالما كانت صعبة على برشلونة، ويرغم الجميع على الاعتراف بأن القصة ليست قصة «نحس» كما يعتقد جمهور برشلونة، بل أن «صلابة» سوسيداد تلعب دوراً أيضاً في تعثرات الكاتلان. وفي مباراة أخرى، وفي أراض باسكية أيضاً، أشد صعوبة، تعثّر النادي الملكي ريال مدريد بعد أن تعادل خارج ميدانه في ملعب «سان ماميث» أمام أتلتيك بلباو بنتيجة 1-1. الفريق الباسكي كان المبادر في التسجيل عبر المهاري إيكر مونيايين، إلاّ أن إيسكو عادل الكفّة لمدريد في الشوط الثاني مستغلاً عرضية من الويلزي غاريث بايل الذي بدوره يقدّم حتى الآن ربّما أفضل مواسمه مع «الميرينغي». تعثّر قد لا يكون الأخير بالنسبة لريال مدريد، نظراً للتخبّط الذي عانى منه الفريق بعد رحيل أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو إلى نادي السيدة العجوز يوفنتوس. لم يجد المدرب الإسباني الجديد جولين لوبيتيغي حتّى الآن التوليفة والتشكيلة الأساسية التي سيستقر عليها طوال الموسم، إذ شاهدنا ريال مدريد «تائهاً» في تلك المباراة، لم يستطع خلق الكثير من الفرص أمام التحدي الجدّي الأول له في الدوري. ممّا يجعلنا نضع الكثير من علامات الاستفهام على المدرب الذي حتّى اللحظة لم يبرهن عن بصمته كما فعل المدرب الفرنسي السابق للنادي زين الدين زيدان.
نبقى في مدريد، ولكن ننتقل إلى الجزء الآخر من العاصمة الإسبانية. في ملعب «واندا ميتروبوليتانو»، لم يستطع فيه نادي أتلتيكو مدريد من تحقيق الفوز على الفريق الباسكي الثالث، إيبار. تعادل مخيّب بهدف لمثله للأتلتيكو، الذي أصبح في رصيده خمس نقاط من أصل 12 متوافرة من أربع مباريات، ولكن، لطالما اعتدنا على مثل هذا الأداء «الباهت» من سيميوني ولاعبيه أمام الفرق المتوسّطة، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول طموحات الفريق في المراحل المقبلة.