بين جونية وصيدا كانت الدقائق الأخيرة من المباراتين بين الأنصار والصفاء، والراسينغ مع الغازية، حاسمة بكل ما للكلمة من معنى. نادي الصفاء «الجريح» عادل الأنصار (1 – 1) في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع (91) على ملعب صيدا البلدي، والراسينغ فاز على الشباب الغازية (2 – 1) في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل عن ضائع أيضاً (93) على ملعب جونية. أمرٌ آخر كان مشتركاً بين المباراتين، وهو اللاعب الراحل يوسف الغول، الذي لعب للراسينغ والأنصار خلال مسيرته الكروية، فكان هناك وقوف دقيقة صمت عن روحه في الملعبين.في صيدا، خطف الصفاء نقطة غالية كان بأمس الحاجة اليها بعد خسارتين متتاليتين وحلوله في المركز الأخير في الترتيب العام للدوري. فالفريق الذي أنهى الموسم الماضي ثالثاً، دخل إلى اللقاء الصعب مع الأنصار و«ظهره للحائط». فالأصفر لم يكن يتحمّل خسارة ثالثة تدخله في النفق المظلم، وهو الموجود أصلاً في «العناية الفائقة»، فكانت نقطة التعادل في الدقيقة الـ91 بهدف حسين العوطة كافية لبلسمة جزء من جراح الصفاويين.
مواجهة قوية بين الإخاء وضيفه النجمة اليوم في بحمدون


تعادل بطعم الفوز للصفاء، وبطعم الخسارة للأنصار. «الأخضر» الذي حافظ على صورته الجميلة فنياً، أهدر فوزاً مستحقاً كان في متناول اليد. ضياع الفوز لم يكن بسبب تسجيل الصفاء لهدف التعادل بعد خطأ قاتل من المدافع حسن بيطار، بل بسبب إهدار الأنصاريين للعديد من الكرات وعدم قدرتهم على تعزيز النتيجة وإنهاء المباراة فائزين بأكثر من هدف. فإذا كان لاعب الصفاء حسين العوطة بطل التعادل بتسجيله الهدف الصفاوي القاتل، فإن حارس الصفاء أحمد تكتوك كان صاحب الفضل الرئيسي في تجنّب فريقه خسارة ثقيلة وإبقائه على آمال الصفاويين بالتعديل، وهو ما حصل.
فالتكتوك الذي شارك للمرة الأولى هذا الموسم بعد شفائه «الجزئي» من الإصابة، وقف في وجه الهجمات الأنصارية، وأنقذ مرماه من أكثر من فرصة محققة للتسجيل. إهدار فرص دفع ثمنه الأنصاريون، رغم تألّق التونسي حسام اللواتي الذي سجل هدف فريقه في الدقيقة الـ47، وزميله السنغالي الحاج مالك صانع الهدف، وإلى جانبهما «الفنان» عباس عطوي، حيث قدّم هؤلاء مستوى مميّزاً، يدل على أن الأنصار بخير هذا الموسم، وهم لا يحتاجون سوى إلى بعض التركيز في مرحلة إنهاء الهجمات.


في الجانب الآخر، يثير نادي الصفاء الاستغراب، في ظل العروض المتواضعة التي يقدمها، على عكس الموسم الماضي، رغم تعزيز الفريق صفوفه بعدد من العناصر الجيدين. فالصفاء بدا بحاجة ماسة الى صانع ألعاب قادر على إيصال الكرات للمهاجم الكاميروني إرنست أنانغ والى جانبه عمر الكردي. فالأول كان يقاتل وحيداً في العمق الهجومي، والثاني بدا تائهاً رغم محاولاته العديدة. وإذا كان الصفاء قد وجد حلاً لمشكلة حراسة المرمى مع عودة الحارس تكتوك، فإن مشكلة الدفاع بقيت حاضرة رغم عودة علي السعدي الى الفريق قادماً من نادي العهد.
لكن المشكلة في الصفاء تبدو أكبر من عدم وجود صانع الألعاب أو خلل في الدفاع، وهي قد تطال العلاقة بين اللاعبين ومدربهم الروماني تيتا فاليريو، التي لا تبدو على ما يرام. أمرٌ يحتاج الى معالجة إدارية، بدءاً من الملعب وصولاً الى المكتب والاستعانة بعناصر سبق أن قاموا بهذا الدور، خصوصاً على الصعيد الإداري، ونجحوا في تمتين العلاقات داخل الفريق في عز الأزمة المالية. فكيف الحال مع وجود استقرار مالي بقدوم الرئيس غازي الشعار، الذي لا يقبل أن يكون فريقه مهدداً أو حتى أن يهبط الى الدرجة الثانية، ويكون بذلك أول رئيس يترأس ناديين في ظرف سنتين متتاليتين يهبطان الى دوري المنسيين (الدرجة الثانية)؟

الراسنيغ ــ الشباب الغازيّة
في جونية، لم تختلف الصورة على صعيد الإثارة والفرحة الجنونية. فالراسينغ صاحب الأرض وجد نفسه متأخراً أمام ضيفه الشباب الغازية بهدف سجله رامي فقيه. لكن «الأبيض» نجح في قلب تأخره إلى فوز دراماتيكي كان بطلاه لاعبَي النجمة السابقين يوسف الحاج وحسن القاضي. فالأول سجل هدف التعادل والثاني خطف هدف الفوز بعد سيناريو غريب. ففي الدقيقة الأخيرة، احتسب حكم اللقاء ماهر العلي ركلة جزاء لصالح الراسينغ، لكنه عاد وتراجع عنها بعد تشاور مع الحكم المساعد الأول علي المقداد، محتسباً ركلة ركنية لصالح الراسينغ. ومن هذه الركلة تحديداً جاء هدف النقاط الثلاث عبر القاضي، ليخطف صاحب الأرض فوزاً مستحقاً بتفوّقه على ضيفه فنياً، ولو بشكل طفيف. واعترض لاعبو الراسينغ على تراجع حكم اللقاء عن ركلة الجزاء، كما دخل بعض الإداريين وعناصر الجهاز الفني في الناديين إلى أرض الملعب للاعتراض على قرار الحكم بعد احتسابه لركلة الجزاء وتراجعه عنها بعد التشاور مع مساعده، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد وقت قليل توقفت خلاله المباراة.

مباريات اليوم وغداً
يُستكمل الأسبوع الثالث اليوم وغداً بأربع مباريات، فيلعب اليوم الإخاء الأهلي عاليه مع ضيفه النجمة عند الساعة 15.30 في مباراة قوية ومرتقبة. فالإخاء «العنيد» على أرضه يبحث عن فوزه الأول، والنجمة يتوجه الى بحمدون دفاعاً عن صدارته وسعياً وراء تلميع صورته الفنية غير المقنعة، رغم النتائج الجيدة. أمرٌ سعت إدارة النجمة الى معالجته على أكثر من صعيد. فهي عززت أولاً الثقة بالمدرب الصربي بوريس بونياك، كونها تعرف تماماً أن المشكلة ليست في المدرب بل في اللاعبين والأجواء المحيطة. فما حصل قبل مباراة الفريق مع طرابلس يؤشّر الى ذلك، مع اعتكاف أحد نجوم الفريق الدوليين عن المشاركة في المباراة قبل الحصول على حقوقه المالية التي جرى تأمينها له سريعاً، ما أثّر على باقي زملائه الذين شعروا بوجود صيف وشتاء فوق سقف واحد. وهذا ما دفع المسؤولين الى التحرك سريعاً عبر دفع رواتب شهر للاعبين وزيارة الرئيس أسعد صقال أثناء تمارين الفريق لشد عصب اللاعبين. لكن الزيارة لم تمر على خير، حيث حصلت مشادة مع اللاعب حسين شرف الدين لأسباب مالية، أدت الى إيقاف اللاعب إداريّاً داخل الفريق.
وعليه، ستكون «موقعة» بحمدون حاسمة اليوم، شأنها شأن المباريات الثلاث غداً، والتي تجمع العهد مع مضيفه البقاع عند الساعة 15.30 في النبي شيت، والسلام زغرتا مع ضيفه شباب الساحل في التوقيت عينه على ملعب المرداشية، والتضامن صور مع ضيفه طرابلس عند الساعة 16.00. على ملعب صور البلدي.