«ارتكب اليكس فيرغيسون اكبر خطأ خلال مسيرته عندما ترك بول بوغبا يرحل عن مانشستر يونايتد». هذا ما قاله النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، تعليقاً على التطور المطرد لمواطنه منذ وصوله الى يوفنتوس الايطالي.
الا ان تألق النجم الأسمر واستقراره في تورينو، لا يبعد عنه عيش نفس السيناريو الذي عرفه عندما كان في «اولد ترافورد». المفاجأة هي ان يوفنتوس لا يمانع التفكير ببيع اللاعب، وخصوصاً بعدما قارب سعره الـ 70 مليون يورو في بورصة الانتقالات.
اذاً، مستقبل بوغبا يشبه حالياً قميص فريقه، اي ابيض واسود، فهو من جهة يرى نفسه في فريقٍ مناسبٍ لتظهير امكاناته، حيث بات ايضاً معشوقاً لجماهير «السيدة العجوز». الا ان المستقبل الاسود يؤرقه ويزعج جمهور يوفنتوس، وذلك عند التفكير بإمكان تخلي فريق المدرب انطونيو كونتي عنه في الصيف المقبل وسط الاهتمام الواسع من باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الاسباني وتشلسي الانكليزي وحتى مواطنه مانشستر يونايتد، حيث ينوي المدرب الحالي الاسكوتلندي ديفيد مويز تصحيح خطأ «السير»، لذا لم يمانع السفر الى ايطاليا لحضور مباراة «اليوفي» مع كالياري لمتابعة اللاعب.
لكن السؤال المطروح بقوة هنا: هل قرار يوفنتوس صحيح في حال تخليه عن بوغبا؟
الاكيد ان يوفنتوس يفكر بمبدأ «البيزنس» حالياً، فهو يعلم ان ضخ مبلغ كبير في خزينته سيمكنه من الاستثمار في تعزيز تشكيلته. الا ان هذه النقطة هي محط سؤال بحدّ ذاتها، اذ هل يحتاج يوفنتوس الى لاعبين افضل من الموجودين لديه حالياً، وهو المهيمن على الكرة الايطالية حالياً؟
المتابع للفريق عن كثب ولطريقة تأديته على ارض الملعب يعلم ان بعض اللاعبين لا يمكن الاستغناء عنهم؛ لأن اي مبلغ لا يعوّضهم. وهنا التركيز في الكلام تحديداً على بوغبا والتشيلياني ارتورو فيدال، اذ يصعب ان يشار اليهما بأنهما لم يلعبا جيداً في اي مباراة. فمن دون شك، هذان الشابان هما من الافضل في مركزيهما حول العالم. وهنا يجوز القول انه يفترض على يوفنتوس اخذ العِبر من الماضي، فهذا الفريق اعتاد استقطاب الاسماء الثقيلة، لكن في مراتٍ قليلة استغنى عن لاعبيه المؤثرين. والعِبر ايضاً يمكنه ان يأخذها من مانشستر يونايتد ايضاً الذي يعضّ اصابعه ندامة على تفريطه بموهبة بحجم بوغبا. ايضاً وايضاً الاستغناء عن بوغبا له ابعاد اكثر من الكلام السابق، اذ ان «اللاعب الوحش» في خط الوسط بات عملة نادرة، فمنذ اعتزال الفرنسي الآخر باتريك فييرا لم نرَ لاعباً على شاكلته حتى ظهر ذاك الشاب الاسمر بقميص «البيانكونيري». كذلك، سيرتكب يوفنتوس ما وُصف يوماً بالجريمة على خلفية ما ارتكبه فريق كبير آخر سابقاً، هو ريال مدريد الذي عاش لمواسم طويلة كابوس تخليه عن الفرنسي كلود ماكيليلي، حيث لم يجد اي من المدربين المتعاقبين حلاً للفراغ الذي خلّفه لاعب الوسط - المدافع الرائع. وهذا الامر سينطبق على يوفنتوس ايضاً، فلا يمكن كونتي اللعب من دون عنصرٍ يشبه بوغبا ويقوم بنفس العمل الذي يقوم به في وسط الملعب، وخصوصاً ان اللاعب «المتفجّر» يخلق كيميائية رهيبة بسرعة مع ايٍّ من اللاعبين الاساسيين او الاحتياطيين وحتى الوافدين الجدد الذين يلعبون حوله.
قد يكون من الممكن تصوير مستقبل بوغبا على انه ابيض او اسود حالياً بالنظر الى عدم امكان التنبؤ بالمرحلة القريبة المقبل عليها، لكن الاكيد ان الافضل بالنسبة الى الفرنسي البقاء بالقميص الابيض والاسود.


يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




عميان في مانشستر يونايتد

يقول حارس مرمى يوفنتوس جانلويجي بوفون إن بول بوغبا هو واحد من أولئك اللاعبين الذين يتركونك عاجزاً عن الكلام. ويضيف: «عندما قدم الى الفريق لم نكن نعرفه، لكن بعد ثلاث او اربع حصص تدريبية انبهرنا بالقدرات التي يملكها. لقد نظرت وزملائي الى بعضنا وكأننا كنا نسأل: هل هم عميان في مانشستر يونايتد؟».