■ المدرّب الذي ولد في مدينة ليفورنو، بدأ مسيرته كلاعب وسط في الدّوري الإيطالي، حيث قضى معظم مسيرته في الدرجات الدّنيا، قبل أن ينضم إلى بيسكارا عام 1991. لعب بعدها لأندية كالياري، بيروجيا، بادوفا، نابولي قبل أن يعود إلى بيسكارا في 1998. لم تعرف مسيرته الكرويّة الكثير من النّجاح. كما أدين بالتّلاعب في نتيجة مباراة عام 2000 وعوقب بالإيقاف لعام واحد.

عام 2014، تمّ اختيار ماسيميليانو أليغري ليخلف أنطونيو كونتي على رأس الجهاز الفنّي للبيانكونيري، بعد طرده من ميلان لتردّي النّتائج. تعيين لم يعجب الجماهير، كونه لم يحظَ بمسيرة كبيرة في عالم التّدريب، حيث بدأ مسيرته التّدريبيّة عام 2004 مع أندية في الدّرجات الدّنيا، وفي 2007 انتقل لتدريب ساسولو وقاده للصّعود للدّرجة الثّانية في 2008. بعدها تولّى أليغري تدريب كالياري لموسم واحد. ثم انتقل إلى ميلان، وتمكّن المدرّب الإيطالي من تحقيق لقب الدّوري الإيطالي قبل أن يحصل على لقب كأس السوبر في الموسم التّالي.
بعد أزمة الميلان، أخفق أليغري في البناء على نجاحاته، وأقيل من منصبه عام 2014، لينتقل إلى يوفنتوس. رغم نجاحه مع فريق السّيّدة العجوز، تتباين الآراء حوله، حيث يعيد البعض سبب التألّق للمدرّب نفسه، بينما يعيد آخرون السّبب لقوّة الفريق. في حقيقة الأمر، قد لا يكون أليغري المدرّب الأفضل في العالم، لكن إنجازاته برفقة اليوفي كفيلة بأن تردّ على كلّ الانتقادات، فبالرّغم من الآراء المتباينة، تمكّن المدرّب الإيطالي من تحقيق لقب الاسكوديتو الرّابع على التوالي للنّادي، إضافةً لبلوغه الدّور النّهائي لدوري أبطال أوروبا الأوّل للنّادي منذ عام 2003. توالت النّجاحات فيما بعد لتتمثّل بـ4 ألقاب دوري إيطالي، 4 كؤوس كوبا إيطاليا ولقب السّوبر الإيطالي. نجاحٌ كبير على الصّعيد المحلّي، يواجهه فشل على الصّعيد الأوروبّي. خلال 4 مواسم تمكّن أليغري من تغيير أسلوب اللّعب، حيث بدأ مشواره مع يوفنتوس محافظاً على خطّة كونتي (3ـ5ـ2). ومع تحقيق النّتائج الجيّدة، بدأ أليجري بالتغيير التّدريجي حتى وصل إلى (4-3-1-2)، خطّةٌ تتغيّر من مباراة إلى أخرى تبعاً لاختلاف المنافس.
على عكس يوفي كونتي الّذي تميّز بالالتزام الدّفاعي من كلّ اللّاعبين، اتّسم يوفي أليغري باللّعب دون الكثير من التّعقيدات، مكتفياً بالاعتماد على قدرات اللّاعبين، ومنحهم الحرّيّة، ما أثّر نفسيّاً على اللّاعبين، وساهم بتشكيل شخصيّة للفريق، وظهر ذلك جليّاً في أوروبا. حلّةٌ جديدة أعادت للنّادي هيبته، بعد النتائج المتذبذبة أوروبيّاً في آخر فترات أنطونيو كونتي مع الفريق. ويعود سبب فشل كونتي أوروبّياً، لعدم مرونته التّكتيكيّة، حيث كان يصرّ دائماً على خطّة (3ـ5ـ2)، والّتي رغم نجاحها محلّيّاً، فشلت أوروبيّاً، بعد أن لعبت الفرق على الثّغرات الّتي كان يتركها ثلاثي الدّفاع البطيء، إضافةً إلى الاعتماد الأكبر على السّرعة والمهارة، والّتي تفتقدها معظم الأندية الإيطاليّة الّتي تفضّل الجانب التّكتيكي عن الفنّي والمهاري، ما جعل أليغري يلعب بأربعة مدافعين.
بعد السّيطرة المحلّيّة على الألقاب، وبعد اقتراب اليوفي مرّتين من الكأس الأوروبيّة الأغلى، بات المطلب الرّئيسي الآن جلب ذات الأذنين إلى ملعب الآليانز، إذ إنّ الجماهير لن تقبل أي عذر هذه السّنة لعدم تحقيق دوري الأبطال، خاصّةً أنّ التّطلّعات كثرت بفعل استقطاب أفضل لاعب في العالم 5 مرّات كريستيانو رونالدو. الأسماء موجودة، والاستقرار الفنّي أيضاً، وهذا ما يجعل اليوفي أحد أبرز المرشّحين لنيل اللّقب الأوروبي الأغلى، في موسم قد يكون الأخير لأليغري، في حال لم يتمكّن من تحقيق دوري أبطال أوروبّا.