قدّم نجم تشيلسي إيدين هازار بطولة مخيّبة في كأس العالم ــ البرازيل 2014. لم يسعف أداؤه المنتخب على تجاوز وصيفة المونديال الأرجنتين في دور الرّبع نهائي. أداءٌ مغاير تماماً ظهر عليه قائد المنتخب البلجيكي في مونديال 2018، حيث حمل على عاتقه زمام الأمور، فكان صانع الحدث في كلّ مباراة. نتائج مبهرة وأداء مقنع أوصلت رفقاء إيدين هازار إلى دور النّصف نهائي، ليخرجوا على يد فرنسا، المنتخب المتوّج باللّقب في نهاية المطاف. نجم البلوز يقدّم الكثير هذا الموسم.
حسم التّعادل اللّقاءات في ستّ مرّات ( فيرجيني ليفور - أ ف ب )

يتربّع من خلالها على صدارة هدّافي البريمييرليغ بـ 7 أهداف: نحن أمام موسم استثنائي. فكر المدرّب الجديد لتشيلسي، أظهر إمكانيّات اللّاعب الحقيقيّة، بعد أن أُعفي من مهامه الدّفاعيّة لأوّل مرّة منذ قدومه إلى ستامفورد بريدج في 2013. حرّيّة مطلقة على أرضيّة الملعب، مكّنته من استكمال أدائه الرّائع خلال كأس العالم، والّذي توّج على إثره بجائزة ثاني أفضل لاعب في البطولة. ولكن هازارد ليس وحيداً. نحن أمام جيل ذهبي لبلجيكا قد لا يتكرّر أبداً. أسماءٌ لامعة موزّعة على أكبر أندية العالم، يأمل المشجّعون من خلالها أن تحقّق الألقاب القاريّة. في هذه الأجواء، يدخل مدرّب المنتخب روبيرتو مارتينيز اللّقاء، لكن بوجود نقصٍ واضح في أوراقه. يغيب عن اللّقاء كلّ من نجمي توتنهام يان فرتونخن وموسى ديمبيلي، فضلاً عن كيفن دي بروين لاعب وسط مانشستر سيتي وعدنان يانوزاي لاعب ريال سوسيداد. لتفادي ذلك، استدعى المدرّب الإسباني كلّاً من براندون ميشيل مدافع كلوب بروغ، جيسون ديناير، دينيس برات، وكريستيان كاباسيلي الّذي يقدّم مستوى مميزاً مع واتفورد، بغية ترميم الخطوط والسّعي لتجربة لاعبين جدد في مواجهتي سويسرا وهولندا.
المنظومة الرّائعة للمنتخب البلجيكي لم تقتصر على اللّاعبين فقط، بل على الجهاز الفنّي المتكامل للفريق ككل، حيث فتحت النّتائج المبهرة أعين الأندية على استقطاب اللّاعبين وعناصر التّدريب على حدٍّ سواء، عقب نهاية كأس العالم. هكذا، حظي تيري هنري، مساعد روبيرتو مارتينيز الأوّل، بالاهتمام الأكبر من أندية العالم في الصّيف الماضي. عروضاتٌ كثيرة تلقّاها الغزال الفرنسي لتدريب أندية مختلفة، أبرزها من نادي أستون فيلا، ليكون خلفاً للمدرّب المقال ستيف بروس. حيث أبدى مالك النّادي الإنكليزي ناصف ساويرس رغبة كبيرة لجعل نجم أرسنال وبرشلونة السّابق مديراً فنّيّاً للفريق. ولكن يتمسّك اتّحاد الكرة في بلجيكا باستمرار هنري في جهاز المدرّب الإسباني روبيرتو مارتينيز. وعلى الرّغم من عودة تيري هنري إلى الجهاز الفنّي لمنتخب بلجيكا تحضيراً لمباراة سويسرا، لا يزال مستقبل المدرّب الرّديف مبهماً في معقل «الشّياطين الحمر»، حيث سيكون القرار النّهائي في يد الفرنسي بالنّهاية، سواء رغب بالاستمرار أو خوض تجربته الأولى في إنكلترا، مع الفريق الّذي يعاني في قاع ترتيب جدول الدّرجة الأولى. وسيكون جون تيري، قائد فريق تشيلسي السّابق والمعتزل حديثاً، مساعداً لهنري في حال قدومه، ليتشاركا الدّكّة الفنّيّة لأستون فيلا بعد أن تنافسا مراراً في ديربي لندن.
التقى المنتخبان البلجيكي والسّويسري 27 مرّة من قبل وفازت بلجيكا في 13 مرّة


أداء رائع قدّمه المنتخب بعد الخسارة أمام فرنسا، تمثّل بثلاثة انتصارات متتالية، بدأها بخطف المركز الثّالث في المونديال بعد أن فاز على إنكلترا 2-0 في المباراة الأخيرة من مونديال روسيا، تلاها فوز 4-0 على سكوتلاند في مباراة ودّيّة، ثمّ فوزٌ بثلاثيّة نظيفة جاءت على حساب أيسلاند في المباراة الأولى لدوري الأمم الوروبيّة.
على الجانب الآخر يدخل المنتخب السّويسري اللّقاء، بهدف تجاوز كبوة المونديال بعد أن خرج باكراً على يد السّويد في دور الـ 16. إصابات عديدة ضربت صفوف المنتخب قبيل المباراة المرتقبة، كان أبرزها جوهان دجورو، كيفين مبابي، أدمير محمدي، والوافد الجديد لأرسنال ستيفان ليشتاينر، الّذي حاول جاهداً الالتحاق بالمباراة من دون جدوى، والّذي سيخلفه في مركز الظّهير الأيمن، فلوران هاديرغجوناج لاعب هدرسفيلد الإنكليزي. بيد أنه لا خوف على السويسريين. أداءٌ كبير قدّمه لاعبو سويسرا في الجولة الأولى لدوري الأمم الأوروبيّة، حيث تمكّنوا من دكّ شباك أيسلاند بستّة أهداف نظيفة ثمّ خسروا بالمباراة الودّيّة الّتي تلتها أمام الإنكليز بهدف نظيف. ويعوّل مناصرو سويسرا على نجمهم الأوّل شيردان شاكيري، اللّاعب الّذي شقّ طريقه مع بايرن ميونخ مروراً بستوك سيتي، وصولاً لليفربول، بعد أن لفت أنظار المدرّب الألماني يورغن كلوب. جاء شاكيري ليكون بديلاً من أفضل لاعب في الدّوري الموسم الماضي محمّد صلاح. تراجع مستوى هذا الأخير، جعل شاكيري أحد أوراق كلوب الأساسيّة هذا الموسم، حيث حاز دقائق لعب في كلّ مباراة تقريباً. يعوّل الجماهير أيضاً على مستوى غرانيت شاكا، الّذي يقدّم الكثير مع أرسنال، مساهماً بشكل مباشر في تحقيق النّادي لتسعة انتصارات متتالية.
إذاً، وبخسارة واحدة في آخر سنتين جاءت على يد فرنسا، يدخل المنتخب البلجيكي اللّقاء وهو المرشّح الأبرز للفوز، حيث التقى المنتخبان البلجيكي والسّويسري 27 مرّة من قبل، فازت بلجيكا في 13 مرّة، وسويسرا في ثماني مرّات، فيما حسم التّعادل اللّقاءات في ستّ مرّات. ويعدّ لقاء الجمعة هو الثّاني بين الفريقين منذ 27 عاماً، حيث يعود اللّقاء الأخير بينهما إلى عام 2016، عندما فازت بلجيكا 2-1 في المباراة الودّيّة الّتي جمعتهما.