في واحدة من كلاسيكيات الكرة الإنكليزية، يحل نادي ليفربول ضيفاً ثقيلاً على ملعب الإمارات، عندما يواجه آرسنال في الجولة الحادية عشرة من الدوري الممتاز (الليلة 7:30 مساءً بتوقيت بيروت). أرسنال يعيش أفضل فتراته هذه الأيّام بعد سلسلة من 11 انتصاراً متتالياً، فيما يتقاسم ليفربول صدارة الدوري مع مانشستر سيتي من دون هزائم حتى الآن. مباراة يسعى من خلالها الفريقان لكسب النقاط الثلاث ومواصلة المشوار الناجح هذا الموسم.تشتهر كرة القدم الإنكليزيّة بالمبارايات القويّة، والدربيات الكثيرة. وكما في دربيات المدن، هناك دربيات في بريطانيا بين أندية الشمال (ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد)، وأندية العاصمة لندن (أرسنال، توتنهام، تشيلسي) وغيرها. واحدة من المباريات المنتظرة في كل موسم هي مباراة أرسنال وليفربول نظراً إلى ما تحمله من نديّة بين الفريقين. مع أوناي إيمري تغيّر أرسنال كثيراً. حقق النادي 7 انتصارات في الدوري مقابل تعادل وخسارتين. وسيعتمد المدرب الإسباني أوناي إيمري على نجمه المميّز أخيراً، الألماني مسعود أوزيل لضبط الإيقاع في منطقة وسط الملعب، كما خلف المهاجمين. ويعيش هجوم آرسنال أفضل فتراته مع تألق الفرنسي ألكسندر لاكازيت، وجهوزية الغابوني بيير إيمريك أوبامايناغ، كما أن النيجيري أليكس إيوبي يقدّم مستوى مميزاً أخيراً، بعد أن بدأ المدرب يستعين به كلاعب بديل. وفي بدايته مع أرسنال اعتمد أوناي إيمري على خطة ( 4-2-3-1)، ولكنّه بدأ يلجأ اليوم إلى خطّتي (4-3-3) وأحياناً إلى (4-4-2). وتبقى مشكلة أرسنال الكبرى في خط الدفاع، حيث سجّل الفريق 24 هدفاً، ولكن تلقّت شباكه 13 هدفاً.
يعاني أرسنال دفاعياً وتلقت شباكه 13 هدفاً مقابل 4 لليفربول


على الجهة الأخرى تبدو تشكيلة ليفربول جاهزة بقوة لـ«معركة» لندن. المدرّب الألماني يورغن كلوب يدخل المباراة بمعنويات عالية بعد 8 انتصارات وتعادلين في الدوري. الدولي المصري محمد صلاح جاهز للقاء رغم أنّه خاض التدريبات الأخيرة وهو يضع الجبيرة على إصبعه. وسيعتمد كلوب على صلاح بعد المستوى الكبير الذي قدّمه أخيراً مسجّلاً 4 أهداف في آخر 3 مبارايات، كما صنع عدداً من الأهداف لزملائه. في مباراة أرسنال يستمر غياب القائد جوردان هاندرسون ونابي كايتا بسبب الإصابة، إلّا أن خيارات المدرب تبقى كبيرة، مع وجود الهولندي فيلاندوم، والسويسري جيردان شاكيري، الذي بدأ يشارك هو ومحمد صلاح في ذات التشكيلة، مع وجود روبرتو فيرمينيو ودانيال ستوريدج كخيارات في الهجوم أيضاً. ويبدو خط دفاع ليفربول بأفضل فتراته أيضاً حيث يعتبر ثاني أقوى خط دفاع في الدوري، بعد أن تلقىّ 4 أهداف فقط في 10 مباريات، مقابل 3 أهداف لمانشستر سيتي. وفي هذا الإطار فإن الهولندي فيرجيل فان دايك أثبت أنّه الحلقة التي كانت مفقودة في ليفربول، مع الحارس البرازيلي القادم من روما الإيطالي آليسون. وقبل المباراة خرجت تقارير صحافيّة تتحدّث عن عدم رضى البرازيلي فابينيو المنتقل من موناكو إلى ليفربول في سوق الانتقالات الأخير عن دوره في النادي. وقالت التقارير إن فابينيو يفكر جديّاً بالعودة إلى الدوري الفرنسي في سوق الانتقالات الشتويّة، كونه لا يشارك كثيراً مع ليفربول.
على الورق تبدو حظوظ الفريقين متساوية، ليفربول مستقر في النتائج ويلاحق السيتي منذ بداية الموسم، وآرسنال استعاد توازنه وشخصيّته التي كانت مفقودة في السنوات القليلة الماضية. كما أن أوناي إيمري وبحسب العديد من المتابعين نجح في فرض شخصيّته على الفريق، وهو الأمر الذي أعاد لأوزيل ولاكازيت وغيرهم مستوياتهم الحقيقيّة. تاريخياً، التقى الفريقان من قبل في 97 مباراة في الدوري، كانت الغلبة فيهم لليفربول، حيث نجح في الفوز بـ40 مباراة، مقابل 30 انتصاراً للفريق اللندني، فيما انتهت 27 مباراة بالتعادل. وشهدت مباريات الفريقين غزارة تهديفية كبيرة، حيث تم تسجيل 255 هدفًا خلالها، بمعدل يزيد عن الهدفين ونصف في كل مباراة. (140 هدفاً لليفربول مقابل 115 هدفاً لآرسنال). ويتفوق آرسنال في المباريات التي استضافها على أرضه، فبينما التقى الفريقان في 50 مباراة فاز «الغانرز» في 19 مباراة، مقابل 14 لليفربول، فيما انتهت 17 مباراة بالتعادل. أول مباراة بين الفريقين كانت بتاريخ 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1893، ضمن منافسات الدرجة الثانية من منافسات الدوري الإنكليزي، وانتهت بفوز «الريدز» بخماسية نظيفة.
واللافت خلال السنوات الأخيرة، أن معدل تسجيل الأهداف ارتفع على نحو ملحوظ في مباريات الفريقين، ففي عام 2009 انتهت إحدى المواجهات بالتعادل (4 ـ 4)، وفاز ليفربول بنتيجة (5-1) عام 2014، بينما فاز آرسنال بعد عام بنتيجة (4-1)، ولم تشذ المواجهة الأخيرة عن القاعدة بستجيل 6 أهداف في التعادل (3 ـ 3) في كانون الأوّل/ديسمبر 2017.