تصدّرت مباراة فريق البقاع وضيفه النجمة واجهة مباريات الأسبوع السادس من الدوري اللبناني لكرة القدم. فهي جمعت متصدر ترتيب الدوري أي النجمة مع فريق صعب وعنيد على أرضه. تجربة العهد كانت حاضرة في الذاكرة القصيرة المدى حين عاد العهد القوي بفوز صعب وهدف وحيد من ملعب النبي شيت. قبل تحديد لجنة المسابقات زمان ومكان المباراة يوم السبت عند الساعة 15.45 على ملعب النبي شيت، كان هناك كلام عن إمكانية إقامة المباراة على ملعب مدينة بعلبك الرياضية. أمرٌ تأمّل فيه كثيرون خيراً بدخول ملعب جديد على خريطة ملاعب كرة القدم في لبنان من جهة، والمشكلات التي تعاني منها الفرق حين تلعب على ملعب النبي شيت من ناحية صلابة الأرضية وضيق المساحة خصوصاً خلف المرميين وضعف الإضاءة. فغالباً ما يكون النقل المباشر تلفزيونياً للمباريات من النبي شيت يعاني على صعيد نوعية الصورة نظراً لضعف الإنارة. أمرٌ يؤكّده منتج كرة القدم في تلفزيون «MTV» سيمون ضرغام في اتصال مع «الأخبار». «طلبنا من رئيس نادي البقاع السيد أحمد الموسوي الاهتمام أكثر بإنارة الملعب وهو متعاون جداً، لكن المشكلة في أن المبادرات غالباً ما تكون شخصية دون دعم من البلديات»، يقول ضرغام بأسف.ولعل ما يساهم في مشكلة الصورة المنقولة من ملعب النبي شيت هو أن أرضية الملعب صناعية وهناك كمية كبيرة من المطاط المفروم موضوعة عليه. ما يجعل اللون الأسود يغلب على أرضية الملعب على حساب اللون الأخضر ما يؤثر على الصورة العامة. أمرٌ ظهر بوضوح في لقاء النجمة إلى درجة أن بعض المساحات في الملعب كانت معتمة. أضف إلى ذلك عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة للبقاع بعد لمسة يد على عمر زين الدين. وربما قد يكون لإضاءة الملعب دورٌ في عدم رؤيتها من قبل حكم اللقاء الرئيسي علي رضا والحكم المساعد الثاني سليم سراج. في أي حال، مسألة إقامة المباراة على ملعب بعلبك بقيت في إطار الكلام بعد تعميم الاتحاد. أسباب عدم إقامة المباراة في بعلبك لا يعود للنادي المضيف أي رغبته في إقامة المباراة على ملعبه في النبي شيت نظراً لصعوبته على الفريق الضيف. بل على العكس فإن النادي غيّر اسمه وأصبح نادي البقاع لإضفاء نوع من العمومية على النادي وإخراجه من عباءة البلدة. وبالتالي فإن إقامة المباراة في بعلبك تساعد في هذا الإطار. لكن «الأخبار» علمت أن المشكلة هي في ملعب بعلبك غير الجاهز لاستقبال المباريات بعد الكشف عليه من قبل الاتحاد قبل أربعة أشهر. فهو يحتاج إلى مقاعد احتياط وشباك مرمى جديدة وتجهيز غرف اللاعبين، إضافة إلى وجود مشكلة على صعيد التغذية الكهربائية. والآن، الرغبة في اللعب على بعلبك من قبل القيمين على نادي البقاع انتقلت إلى الأسبوع الحالي مع إعلان رئيس النادي أحمد الموسوي السعي لإقامة مباراة الفريق مع الأنصار ضمن الأسبوع السابع على ملعب بعلبك ومحاولة معالجة المشاكل التي تحول دون ذلك.
تتقاضى البلدية مليون ليرة بدل إيجار عن المباراة ومع الأضواء يرتفع البدل إلى مليون ونصف


مشكلة الإنارة ليست محصورة فقط بملعب النبي شيت، فإنارة ملعب صيدا أيضاً لا تتوافق مع المواصفات. فبالنسبة للتلفزيون الناقل لا يمكن نقل مباراة بعد الساعة السادسة من معظم الملاعب باستثناء ملعبي المدينة الرياضية وجونيه. «فالأخير يعتبر الأمثل بالنسبة للقيمين على نقل مباريات الدوري نظراً للإمكانيات المتوافرة للتلفزيون من منصات كاميرات وغرف وإضاءة بعكس معظم المباريات»، يضيف ضرغام. هذه الامتيازات لا تسري على ملاعب أخرى ما يفرض برمجة توقيت المباريات بطريقة تتلاءم مع كل ملعب. مشكلة الإنارة في ملعب صيدا مستمرة مع عدم قيام البلدية بتحسين الإنارة وصيانتها، رغم إنها من البلديات التي تهتم بملاعبها. لا شك أن عدم القيام بالصيانة اللازمة مردّه إلى الكلفة العالية للمشروع في ظل صرف البلدية ما بين 300 و500 مليون ليرة سنوياً على صيانة الملعب وتأهيله من دون أن يكون هناك مردود يغطي الكلفة. فالبلدية تتقاضى مبلغ مليون ليرة كبدل إيجار عن كل مباراة في حال لم يكن هناك حاجة للإنارة، أما في حال استعمال الأضواء الكاشفة فيرتفع البدل إلى مليون ونصف مليون ليرة. وعليه، فإن إنارة ملعب صيدا تحتاج إلى دعم تمويليّ من جهات أخرى غير البلدية التي لم تعد قادرة على تخصيص أموالٍ أكثر مما تقدمه كما يقول مصدر في بلدية صيدا لـ«الأخبار».
ضعف الإنارة أجبر الحكم محمد درويش خلال مباراة النجمة وشباب الساحل في الأسبوع الخامس على إيقاف المباراة لفترة قصيرة جداً بسبب مشكلة الإنارة قبل أن يستأنفها لعدم وجود إمكانية للحل. وهذا الأمر سيكون حاضراً في معظم المباريات التي تقام على ملعب صيدا بعد غروب الشمس. وقد طلب القيمون على الملعب من الاتحاد عدم إقامة المباريات مساءً، لكن المشكلة أن مستلزمات النقل التلفزيوني تتطلب إقامة مباريات في هذا التوقيت نظراً لأمور تتعلق بالبرمجة. إذاً، مشكلة الاضاءة ليست محصورة بملعب او اثنين وحتى الملاعب التي تعتبر مقبولة على صعيد الإضاءة فهي كذلك بالمعايير المحلية. فالاتحاد الآسيوي لكرة القدم يرفض إقامة أي مباراة مسائية أو ليلية ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لعدم ملاءمة الإضاءة للمعايير الآسيوية. وبالتالي تصبح المشكلة أكبر من قدرة بلدية أو نادٍ وتحتاج إلى دعم من الدولة لتأهيل الملاعب وإنارتها بشكل صحيح. تعيد التذكير بأزمة كرة القدم وبنيتها التحتية من أساسها.