قطعت مرحلة ذهاب بطولة لبنان للدرجة الثانية في كرة القدم أكثر من نصف المسافة. انتهى الأسبوع السابع بصورة لافتة للترتيب العام. البرج متصدراً. أمرٌ متوقع، لكن الأهلي صيدا ثانياً ونهضة بر الياس ثالثاً، والاجتماعي رابعاً فهذا خارج التوقعات. أين الشباب العربي؟ في المركز الخامس. أين شباب البرج؟ في المركز السادس. أين هومنتمن؟ في المركز الأخير. فرق كانت مرشّحة بقوة لتنافس على المراكز المتقدمة قبل انطلاق الدوري. فكيف يكون الترتيب على هذا الشكل؟لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تكون قمة الأسبوع السابع من الدوري اللبناني لكرة القدم للدرجة الثانية تجمع بين البرج وضيفه الاجتماعي على ملعب الصفاء أوّل من أمس الأحد. فالقمة إما تكون بين غريمين لدودين تاريخياً كما كانت الحال في الأسبوع السادس بين البرج وشباب البرج (الإرشاد سابقاً)، أو تكون بين متصدر ووصيفه. وهذا ما كان في الأسبوع السابع. فالبرج يتصدر الترتيب برصيد 13 نقطة والاجتماعي ثانياً برصيد 11 نقطة. أي أنها مباراة تعزيز الصدارة للبرجيين وانتزاعها للطرابلسيين. وإذا كانت الصدارة البرجية متوقعة نظراً لتحضيرات الفريق وموازنته العالية، فهي خارج التوقعات بالنسبة للاجتماعي. فسفير الشمال في الدرجة الثانية لم تكن مشاركته محسومة في ظل الضائقة المالية التي يمرّ بها وتخفيض الدعم المقدم من جمعية العزم والسعادة. لا يخفي رئيس النادي عبد الله النابلسي سراً حين يقول لـ«الأخبار» «موازنتنا 40 مليون ليرة. حصلنا على 25 مليوناً وما زلنا بانتظار الباقي». ويضيف النابلسي بفخر: «المال مهم جداً، لكن الانتماء أهم. نحن فريق منطقة القبة ولدينا جمهور كبير. وطالما هذا الجمهور يواكبنا حتى في مبارياتنا في بيروت يجب أن نفوز إكراماً له»، مشيراً إلى الجمهور الذي احتشد يمين منصة ملعب الصفاء.
الاجتماعي خسر بصعوبة أمام البرج 0 - 1 بهدف سجله الفلسطيني وسيم عبد الهادي في الدقيقة 83. صحيح أن البرج كان الطرف الأفضل وأضاع العديد من الفرص، لكن في النهاية حقق فوزاً صعباً أمام فريق عنيد وفي وقت متأخّر.
خسارة الاجتماعي أفقدته الوصافة وتراجع رابعاً تاركاً مركزه لمن؟ للأهلي صيدا. فريق كان خارج التوقعات وحتى المسؤولين فيه كانوا يعتبرون أن هذا الموسم هو تحضير للموسم المقبل للصعود إلى الدرجة الأولى. لا تبدو موازنة الفريق متواضعة مقارنة بالاجتماعي. «موازنة النادي حوالى الـ200 ألف دولار يذهب معظمها إلى فريق كرة القدم (175 ألف دولار)» يقول مدير الفريق محي الدين جمال في اتصال مع «الأخبار».
لم تكن مشاركة سفير الشمال محسومة في ظل الضائقة المالية التي يمر بها


يقود الفريق هذا الموسم مدرب النجمة السابق إبراهيم عيتاني. نجح المدرب القدير في إيصال فريقه إلى الوصافة على رغم إهداره خمس نقاط بطريقة غير مبررة. «خسرنا مع المبرة في الأسبوع الأول 1 - 2 وتعادلنا مع الحكمة 1 - 1. كنا نستحق الفوز لكن بدايتنا لم تكن موفقة» يضيف جمال عن وضع الفريق.
برأيه جميع الفرق تشبه بعضها، إضافة إلى أن بعض الفرق لم تظهر بالصورة التي كانت متوقعة. «شباب البرج. الشباب العربي. فرق كانت مرشحة بقوة لكنها لم تقدم ما كان متوقعاً. لعبنا مع شباب البرج واستحقينا الفوز، ولم نلعب مع الشباب العربي بعد لكن ما شاهدناه لم يكن كما كان منتظراً. لا شك أن الأزمة المالية ترخي بظلالها على جميع الفرق».
المفاجأة الكبرى تأتي حين نتصل بالإداري في فريق الأهلي النبطية محسن الصباح. فريقه كان أحد نجوم المرحلة السابعة حين أسقط ضيفه الشباب العربي المرشح القوي للصعود بنتيجة كبيرة 4 - 1. تسأل «أبو علي محسن» عن موازنة الفريق فيجيبك ضاحكاً: «لن تصدقني إذا قلت لك. ولا ليرة. حتى الآن لم ندفع أي قرش للاعبين الذين يلعبون مجاناً على وعد بالحصول على رواتبهم لاحقاً». سبعة أسابيع مرت فاز الأهلي في مباراتين على ناصر بر الياس في البقاع وعلى الشباب العربي وتعادل مع البرج والنهضة والاجتماعي. تسع نقاط جمعها لاعبو الأهلي النبطية من دون مقابل منحتهم المركز التاسع. «من المتوقع أن نبدأ بالحصول على الأموال بدءاً من هذا الأسبوع. 15 مليون ليرة من وزارة الشباب والرياضة، 15 مليوناً من البلدية، و30 مليوناً من رباح جابر شقيق الوزير ياسين جابر. أضف إليهم مردود ملعب كفرجوز، قد تصل الموازنة إلى 100 مليون هذا الموسم» يقول الصباح في ختام حديثه إلى «الأخبار».
سبعة أسابيع مرّت على بطولة الدرجة الثانية، وترتيب الدوري فيها يؤكّد أن المال ليس كل شيء في عالم كرة القدم. أقله في دوري المنسيين. فهناك لاعبون وفرق ما زالت تلعب لانتمائها بعيداً من المال والكسب المادي.



هومنتمن في المركز الأخير


هومنتمن في المركز الأخير برصيد 4 نقاط من سبع مباريات. استقال مدربه حسن المقداد «ميدو»، لكن استقالته لم تحقق الصدمة الإيجابية فخسر أمام ناصر برالياس 0 - 1. أول سؤال يتبادر الى ذهنك هو لماذا يقبع نادٍ عريق وراءه جمعية كبيرة في المركز الأخير؟ موازنة الفريق ليست متواضعة. فهي تقارب الـ140 ألف دولار، ورغم ذلك رصيده من النقاط أربعة. تسأل أحد العارفين بأمور النادي الأرمني عن الأسباب فيجيبك سريعاً «المشكلة في اللاعبين. لا يملكون روح المسؤولية. سهر وشرب كحول حتى ساعات الصباح الأولى. قبل مباراة الفريق مع الإصلاح والتي خسرها هومنتمن 2 - 4 كان عدد من لاعبي الفريق في الكازينو حتى الساعة الخامسة صباحاً. «لاحظ كيف أن الفريق يقدم أداءً جيداً في مباريات يوم السبت بعكس مباريات الأحد» يقول المتابع في حديثه لـ«الأخبار»..

إهدار فرص في شباب البرج


يتحدث مدرب فريق شباب البرج مالك حسون بحسرة عن الفرص التي يهدرها الفريق. «نهدر الفرص ونتلقى أهدافاً لأتفه الأسباب. مع البرج والحكمة والمبرة وحتى الأهلي صيدا أهدرنا العديد من الفرص» يقول حسون لـ«الأخبار». ويضيف بأن مشكلة أخرى هي قلة خبرة لاعبيه. فحين استلم الفريق لم يكن هناك سوى ثلاثة لاعبين يمكن الاعتماد عليهم من ناحية الخبرة. بعكس فريق البرج الذي كان يملك ما يقارب العشرة لاعبين. رغم ذلك يبدو مدرب شباب البرج متفائلاً في التأهل الى الدرجة الأولى. فالبطولة مازالت في بدايتها وفارق النقاط ضئيل وهناك الكثير من المباريات المتبقية.

شبح الهبوط يخيّم على الحكمة


لا يبدو المركز الذي يقبع فيه الحكمة مستغرباً. المركز ما قبل الأخير برصيد خمس نقاط من اصل 21 ممكنة تبدو واقعية في ظل المعاناة المادية التي يمر بها الفريق. خسر مباراته امام ناصر برالياس في السبوع السابع. أمرٌ متوقع من فريق لا يتمرّن. لاعبوه معتكفون وادارته تسعى لتأمين القليل من باب «بدل نقل» فقط ليحضر اللاعبون الى المباراة. لا يبدو أن الحلول آتية في النادي «الأخضر». فالأجواء الحكماوية ملبّدة وشبح الهبوط الى الدرجة الثالثة يخيّم على الفريق.

عدم توفيق في الشباب العربي


يحتل فريق الشباب العربي المركز الخامس برصيد 11 نقطة. خسر في الأسبوع السابع من الأهلي النبطية 1 - 4، إلا أن رئيسه مازن الطبش مازال مؤمناً بالصعود الى الدرجة الأولى. موازنة الفريق تناهز الـ230 الأف دولار ورغم ذلك خسر من فريق «مجاني». «عدم توفيق. هذه هي مشكلة الفريق» يقول الطبش لـ«الأخبار» نافياً وجود نية بتغيير المدرب محمد طقوش واستبداله بمدرب الأنصار السابق زوران بيسيتش.
يُتهّم الفريق بأنه فريق الظل لـ«الأنصار» ومعظم لاعبيه منه، لكن الطبش يوضّح «هناك لاعبان من الأنصار فقط سامي الشوم وعمادي الكردي، والأخير لا يشارك في المباريات».

جمهور البرج زينة «الثانية»


يعتبر جمهور البرج «فاكهة» مباريات دوري الدرجة الثانية. مدرجاته ممتلئة عن بكرة أبيها. يحتاج القيمون على المباريات فتح مدرجات أخرى للجمهور الزاحف من البرج الى ملعب الصفاء او بحمدون. هذا ما حصل أمام الإجتماعي الأحد على ملعب الصفاء. لم يعد هناك موطئ قدم على مدرج البرج يسار المنصة فتم فتح المدرج المواجه. في بحمدون تكرر مشهد المدرج المكتظ أما الغريم اللدود شباب البرج. ولعل ما يميّز الحضور الجماهيري البرجي هو الجو العائلي الطاغي حيث ترى الأطفال والفتيات والسيدات جالسون يتابعون مباريت الفريق بالحماسة عينها لجمهور الرجال الحاضرين.